شهدت المنطقة العربية قفزة كبيرة على مستوى مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث كشفت شركة “فاناك” الهولندية في تقرير لها، عن أكثر الدول العربية الجاذبة للاستثمار الأجنبي، وكان من ضمنها المغرب ومصر وقطر والسعودية والإمارات.
المنطقة العربية مستمرة في جذب الاستثمارات الأجنبية
بلغت قيمة الاستثمارات الإجمالية في هذه الدول وحدها مايقارب الـ176.1 مليار دولار خلال العام 2022، أي ما يعادل 88% من حجم الاستثمارات الإجمالي الذي استقطبته منطقة “مينا” مجتمعة، في حين أن حصة جميع الدول العربية الأخرى لم تتجاوز الـ12% من إجمالي هذه الاستثمارات.
وفي عام 2023، بقيت المنطقة العربية مستمرة باجتذاب الاستثمارات الأجنبية بشكل متزايد، ليرتفع عدد هذه المشاريع في الثلث الأول من العام بنسبة 28%، ولترتفع قيمتها الإجمالية بنسبة 70%، وتشير هذه الأرقام إلى أن المنطقة العربية تشهد طفرة استثمارية لافتة ومفاجئة.
المغرب
كشف التقرير أن المغرب جاء في المرتبة الثالثة على مستوى شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بعد كل من مصر وقطر، من جهة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر، وذلك بعد تمكن المغرب من استقطاب نحو حدود الـ15.3 مليار دولارخلال سنة 2022، معتبراً أن هذه الاستثمارات جاءت استكمالاً للاستراتيجيات التي انتهجتها المغرب منذ سنة 2010 للتحول إلى بلد صناعي وتقليص الاعتماد على السلع المستوردة.
مصر
استحوذت مصر وحدها على نحو 107 مليار دولار أميركي، من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر خلال العام 2022، ما يمثل 54% من إجمالي الاستثمارات التي شهدتها المنطقة العربية.
جزء أساسي من هذه الاستثمارات، جاء بفضل 15 اتفاقية وقعتها القاهرة مع كبرى الشركات العالمية المنتجة للهيدروجين والأمونيا الخضراء، في حين أن 20% من الاستثمار الأجنبي المباشر جاء بفضل عمليات بيع الشركات والأصول المملوكة من قبل الحكومة المصرية.
أما القطاع العقاري، فساهم بدوره بتوفير 9% من حجم الاستثمارات المباشرة والتي استقطبتها البلاد بدورها من الخارج، فيما استقطبت عمليات تأسيس الشركات الجديدة نحو 29% من هذه الاستثمارات.
قطر
احتلت قطر المرتبة الثانية في المنطقة العربية، لجهة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الذي تمكنت من استقطابه، والذي بلغ حدود ال29.8 مليار دولار خلال العام 2022.
وقد جاءت طفرة المشاريع خلال العام الماضي كنتيجة حتمية لحجم الأموال التي خصصتها الحكومة القطرية للتحضير لبطولة كأس العالم، بهدف توسعة البنية التحتية القطرية، وتحضيرها لاستقبال أعددًا قياسية من الزوار في نوفمبر 2022.
تجدر الإشارة إلى أن مشاريع البنية التحتية شملت قبل انطلاق بطولة كأس العالم توسعة مطار الدوحة الدولي ومضاعفة قدرته الاستيعابية، بالإضافة إلى استحداث مدينة لوسيل وبناء مترو الدوحة وإنشاء ميناء حمد، بالإضافة إلى إعادة بناء وسط مدينة الدوحة وتطوير المناطق الاقتصادية الحرة، حيث تشير تقارير مؤسسة ديلويت إلى أن قطر رصدت ما يقارب ال200 مليار دولار، بهدف إنجاز كل هذه المشاريع الطموحة.
السعودية
حلت السعودية في المرتبة الرابعة متقدمة على الإمارات، باستثمارات أجنبية جديدة قاربت قيمتها 13.2 مليار دولارعام 2022، وبذلك تكون السعودية قد نجحت في مسعاها، لتتحول إلى قطب ينافس الإمارات، على مستوى استقطاب المراكز الإقليمية للشركات الأجنبية في المنطقة، لكن منذ وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى السلطة، بدأ بالعمل على مشروع يستهدف إعداد الرياض كنقطة جذب مالية بديلة، بما ينافس دبي على الدور الذي كانت تلعبه سابقًا.
الإمارات
جاءت الإمارات في المرتبة الخامسة باستثمارات بلغت قيمتها 10.8 مليار دولار أميركي، حيث مثلت الإمارات تقليديًا المركز الإقليمي الأساسي، الذي يستقطب الحركة المالية للشركات الأجنبية في منطقة الشرق الأوسط، كما نجح القطاع العقاري الإماراتي، وخصوصًا في دبي، بالتحول إلى عنصر جذب قوي للرساميل الأجنبية، ما عزز حركة الاستثمار الأجنبي المباشر.