أعلن مجلس مدينة برمنغهام، ثاني أكبر مدينة في المملكة المتحدة، عن إفلاسه يوم أمس الثلاثاء، لتصبح برمنغهام ثاني مدينة في البلاد تعلن إفلاسها في غضون 18 شهراً.
وقال مجلس المدينة، الذي يسيطر عليه حزب العمال، إنه يواجه نقصاً مالياً قدره 87 مليون جنيه إسترليني (109 مليون دولار) في السنة المالية الحالية، ويواجه أيضاً “مسؤولية محتملة تتعلق بمطالبات المساواة في الأجور في نطاق يتراوح بين 650 مليون جنيه و 760 مليون جنيه”.
وكانت مدينة كارديف، عاصمة ويلز، قد أعلنت إفلاسها في عام 2022 بعد أن واجهت صعوبات مماثلة في دفع تعويضات المساواة في الأجور.
صرحت شارون تومسون، نائبة رئيس مجلس مدينة برمنغهام، أن المدينة “واجهت قضايا مستمرة، بما في ذلك التزامات المساواة في الأجور التاريخية للمجلس”.
كما ألقت تومسون باللوم على الحزب المحافظ الحاكم، قائلة إن برمنغهام “فقدت مليار جنيه إسترليني من التمويل بفعل حكومات المحافظين المتعاقبة”.
قامت الإدارة التي تتولى حكم برمنغهام وهي تمثل حزب العمال بإصدار إشعار يعرف بـ “إشعار 114″، وهو يعلق كل الإنفاق غير الضروري ويصبح آخر المجالس التي تواجه صعوبات مالية.
وأضافت شارون أنه على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها المجلس، إلا أن المدينة لا تزال مفتوحة للأعمال.
وأوضحت أن المجلس يأمل في تجنب إجراءات التصفية، مشيرة إلى أنه يعمل مع الحكومة بشأن خطة إعادة الهيكلة.
من جهته، صرح المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بأن المجالس المنتخبة مسؤولة عن إدارة الميزانية بشكل فعال.
أسباب الإفلاس
أحد الأسباب الرئيسية وراء إعلان الإفلاس هو مطلب المساواة في الأجور.
صرحت سلطة المدينة أنها اضطرت للدفع بعد صدور حكم من المحكمة العليا في عام 2012 لصالح مجموعة من الموظفات بشكل رئيسي واللاتي لم يحصلن على المكافآت التي تم منحها للموظفين في الوظائف التقليدية التي يهيمن عليها الرجال في المجلس.
وقد تم دفع أكثر من مليار جنيه إسترليني بالفعل على مطلب المساواة في الأجور، وكانت المدينة معرضة أيضاً لتكاليف نظام معلومات جديد.
كما ألقى المجلس باللوم على “التحديات المالية الغير مسبوقة”، بما في ذلك التضخم والطلب المتزايد على رعاية الكبار و”التخفيضات الكبيرة” في الإيرادات الناتجة عن ضرائب الأعمال.
يتم إصدار إشعار 114 من قبل المجلس عندما يعتقد أن إيراداته لن تكون قادرة على تلبية الإنفاق.
ويُعتبر عموماً إفلاساً فعالًا للمجلس، مما يعني أنه لا يمكنه الالتزام بإنفاق جديد، وغالباً ما يؤدي إلى وضع ميزانية جديدة مع تقليص النفقات.
والجدير بالذكر، أن برمنغهام هي مدينة متعددة الثقافات في وسط إنجلترا، وقد استضافت ألعاب الكومنولث في العام الماضي، ومن المقرر أن تستضيف بطولة ألعاب أوروبا لألعاب القوى في عام 2026.
