لم يردع الإنذار الكاذب لإطلاق نار في شارع أكسفورد التجاري، يوم الجمعة الماضي، اللندنيين والسياح عن ارتياده. ولم تحط برودة الشتاء من حماسهم للاستمتاع بموسم العطلات في العاصمة البريطانية. نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) شهران تتحول فيهما شوارع لندن الرئيسية إلى لوحات فنية من الأنوار والألوان. أضواء من فوقك، وزينة من حولك، وواجهات محل تجذبك أينما مشيت.
سنوياً، مع حلول فصل الشتاء بات ينتظر سكان العاصمة البريطانية وسياحها موسم العطلات، وفي كل عام يكتسب الموسم تألقاً خاصاً.
ينطلق مهرجان الأضواء عادة في احتفال يقام للمتسوقين والمارة في نوفمبر وحضرته العام المغنية ريتا أورا. وجرت العادة عل أن تنار الإضاءة لشوارع التسوق الشهيرة في وسط المدينة وهي أكسفورد ستريت وريجنت ستريت وبوند ستريت، كلها في وقت واحد.
تزين هذا العام شارع أكسفورد الشهير بأكثر من 1778 كرة رائعة مضيئة تحمل نحو 750 ألف لمبة.
أما شارع ريجنت ستريت تميز بأضوائه هذا العام التي تضمنت مجسمات ضخمة لملائكة أنيرت بلمبات ذهبية. هذا الشارع الذي لم تغب عنه الزينة منذ عام 1954 تعلوه أكبر مجسمات في تاريخ لندن.
وعلى مقربة من شارع أكسفورد يقع شارك كارنبي الضيق. ما يميز هذا الشارع في موسم العطلات أن زينته تكون مبتكرة ومختلفة. وكان رونقها كرنفالياً هذا العام.
ظاهرة الإقبال على التسوق الإلكتروني أجبرت متاجر لندن على الابتكار. ولمنافسة هذه الظاهرة الجديدة، تسابقت متاجر لندن بعرض تصاميم خيالية وبغاية الحرفية الفنية في نوافذ العرض لديها لاستقطاب المارة ودفعهم على الشراء. وتنوعت موضوعات واجهات المحلات هذا العام، الأمر الذي جعل من نوافذ عرض المتاجر المزدانة في موسم عطلات الميلاد تقليداً راسخاً يشبه تقليد تناول لحم الديك الرومي وتزيين شجرة الميلاد.
ونظراً لأنها أول ما يقع عين العميل عليه، فإن نافذة عرض المتجر ربما هي الحد الفاصل بين عميل يمضي في سيره وآخر يقرر الدخول إلى المتجر لمعاينة المنتجات عن قرب. وفي أحد أهم المتاجر اللندنية، مجمع «هارودز»، تبدأ التحضيرات لتزيين نافذة العرض خلال موسم العطلات كل عام منذ يناير (كانون الثاني)، أي قبل موعد العرض بنحو 10 أشهر، ويتكفل بها فريق مختص مكون من 20 شخصاً.
وتتنافس كبرى المحلات على التصميمات الأجمل. ولو زرت لندن هذا الشتاء احرص على التمتع بواجهات هارودز وسلفريدجز وهارفي نيكولز وفورتنم آند ميسون وغيرها.
ولا تكتمل متعة معاينة الأضواء المبهجة من دون زيارة سوق كوفنت غاردن الشهيرة التي تتحول سوقها إلى قاعة تحتفي بعطلة الميلاد بزينتها البراقة.
ويبدأ الموسم عادة في الأسبوع الأخير من العام، ويستمر حتى قرابة نهاية شهر يناير (كانون الثاني). وتشارك في الموسم كل متاجر لندن من المحلات الشاملة هائلة الحجم مثل «هارودز» و«سيلفردجز» إلى البوتيكات في نايتسبريدج و<سلون سكوير>.