حبة الكرز على كعكة برنامج رؤية 2030 الطموح لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وإثبات جديد على أن المملكة أصبحت وجهة رئيسية للأعمال والسياحة.
كتب عدي حسن
فوز السعودية يمنح المملكة العربية السعودية الفرصة للاستمتاع بالأضواء العالمية في العام الذي من المفترض أن تنتهي فيه خطة ولي العهد لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط في المملكة، «رؤية 2030».
إكسبو 2030 من باريس إلى الرياض
أجرى التصويت المكتب الدولي للمعارض في باريس، الذي يضم 182 دولة عضواً، و 165 مندوباً الذين حضروا الاقتراع السري، فازت المملكة العربية السعودية بـ 119 صوتاً من أصل 165 صوتاً، متغلبة بسهولة على كوريا الجنوبية وإيطاليا.
نظمت الدول الثلاث التي تتنافس على حدث 2030 أحداثاً رائعة في الأشهر الأخيرة لكن لم يبد أي منها فخماً مثل المملكة العربية السعودية.
في عرضها، كشفت المملكة العربية السعودية عن حملة مكثفة تركز على المشاريع الضخمة المستقبلية التي خطط الأمير محمد لبنائها في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2030، والتي تشمل هيكلاً عملاقاً على شكل مكعب تسميه مقاطع الفيديو الترويجية «بوابة لعالم آخر».
تضمن عرضه في باريس مقطع فيديو قال فيه نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو «أنا وعائلتي، لدينا وقت رائع هنا في السعودية».
كما وصف الفيديو المملكة بأنها «منارة للتقدم والاستدامة» وأمة شابة نابضة بالحياة تشهد تغييراً غير مسبوق، وقالت الأميرة هيفاء المقرن مندوبة المملكة لدى اليونسكو في العرض «شبابنا يقودون التغيير».
يمثل الفوز في التصويت في العاصمة الفرنسية فرصة للبلدان لجذب الاهتمام العالمي وملايين الأشخاص والمال والمكانة، فضلاً عن خلق فرص العمل والبنية التحتية.
بُني برج إيفل في باريس بمناسبة معرض “إكسبو 1889” ومعلم “أتوميوم” في بروكسل بمناسبة “إكسبو 1958″ و”الإبرة الفضائية” في سياتل بالولايات المتحدة بمناسبة “إكسبو 1962”.
أقيم المعرض العالمي الأول عام 1851 في لندن واجتذب معرض “إكسبو 2020” في دبي 24 مليون زائر، وسيُقام معرض عام 2025 في مدينة أوساكا اليابانية.
تسمح هذه المعارض للبلد المختار “بإظهار نفسه للعالم”، في حين يكون “مختبراً للمهندسين المعماريين”، حسبما قال في أبريل/نيسان 2022 الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديمتري كيركنتزيس لقناة “تي في 5 موند”.
يوضح الانتصار مرة أخرى، كيف وضعت المملكة نفسها كقائد عالمي لا غنى عنه.
حيث قالت كريستين ديوان، الباحثة المقيمة البارزة في معهد دول الخليج العربي بواشنطن: «يحظى المعرض العالمي بجاذبية كبيرة للقيادة السعودية»، «السعوديون مصممون على إقامة حفل كبير قادم في عام 2030 لإظهار نجاح رؤيتهم».
يضيف فوز المملكة العربية السعودية إلى نجاح المملكة في تأمين أحداث عالمية كبيرة مثل الألعاب الشتوية الآسيوية 2029 وكأس العالم 2034.
وقالت المملكة، التي أعلنت عن طموحاتها للمعرض على اللوحات الإعلانية في جميع أنحاء باريس، إنها ستخصص 7.8 مليار دولار لاستضافة الحدث، في يونيو، حضر الأمير محمد نفسه حفل استقبال في العاصمة الفرنسية للترويج للعرض السعودي.
خلال العام الماضي، كانت المملكة تتودد أيضاً إلى علاقات أعمق مع عدد من الدول التي كانت تربطها بها في السابق صلات قليلة أو معدومة، واستكشاف استثمارات جديدة وإقامة علاقات دبلوماسية.
في مايو الماضي، أعلنت كولومبيا دعمها الرسمي لمحاولة المملكة في معرض إكسبو خلال زيارة قام بها وفد سعودي تعهد بفتح سفارة في البلاد، وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه المبكر لترشيح المملكة العربية السعودية.
قال جيامبيرو ماسولو رئيس عرض المعرض الإيطالي للصحفيين «هذه النتيجة الضخمة للسعودية كانت غير متوقعة بهذه النسب».
كما هنأ الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول المملكة العربية السعودية على فوزها في العرض، واصفا الدولة الخليجية بأنها «شريك رئيسي»، مضيفا أن بلاده ستشارك الموارد والخبرة المكتسبة لمساعدة الرياض على إقامة حدث ناجح.
«كان لدينا فريق رائع من الوزراء يجوبون العالم، ويشركون نظرائنا بطريقة نشطة للغاية لفهم ما كانوا يتوقعونه، وما الذي كانوا يبحثون عنه وما يجب أن نقدمه من أجل كسب ثقتهم،» وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.
هنأ الأمير محمد بن سلمان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بفوز المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض، حيث قال: “يأتي فوز المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 ترسيخاً لدورها الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها، والذي يجعل منها وجهة مثالية لاستضافة أبرز المحافل العالمية، حيث يعد معرض إكسبو واحداً منها”.
وأضاف: “ستتزامن استضافتنا لإكسبو 2030 مع عام تتويج مستهدفات وخطط رؤية السعودية 2030، حيث يعد المعرض فرصة رائعة نشارك العالم خلالها الدروس المستفادة من رحلة التحول غير المسبوقة”.
وكتب حساب ملف “الرياض إكسبو 2030″، في موقع إكس: “رسمياً المملكة العربية السعودية وعاصمتها الرياض وجهة العالم في معرض إكسبو 2030”.
يعد تاريخ 2030 رمزاً كبيراً للسعودية، حيث يتزامن مع المعلم الرئيسي في برنامج رؤية 2030 لتنويع المملكة العربية السعودية اقتصادياً وثقافياً.
من المقرر أن يقام معرض الرياض في الفترة من أكتوبر 2030 إلى مارس 2031 حول موضوع «عصر التغيير: معاً من أجل غد بعيد النظر»، وفقاً للعرض السعودي.