لا أحد يعرف الكثير عن مؤسسة متحف الشمع الأشهر في العالم “متحف مدام توسو” الذي أصبح تدريجيًا معلمًا سياحيًا مهمًا في العاصمة البريطانية لندن؛ وهي المرأة التي كانت واحدة من القلائل الذين أجادوا فن نحت الشمع، فخلّدت بتماثيلها اسمها في التاريخ.
ولدت ماري، وكانت قبل الزواج تدعى ماري جروسهولتز، في 1 ديسمبر 1761 في ستراسبورج بفرنسا، لأبيها الجندي جوزيف جروسهولتز الذي مات قبل ولادتها بشهرين في حرب السنوات السبع، وبعد وفاته أصبحت والدتها خادمة في برن مع الدكتور فيليب ماتي كورتز وهناك عاشت لفترة طويلة لدى الطبيب والنحات السويسري الذي قام بتعليمها فن نمذجة الشمع؛ وفي 1765.
انتقل كورتز إلى باريس لإنشاء نماذج من الشمع، وترك ماري وأمها في برن، وفي وجوده في باريس، أنشأ نماذج لكل من مدام دو باري عشيقة لويس الخامس عشر، وهو أقدم نموذج لا يزال يعرض حتى الآن.
في عام 1767 جلب كورتز ماري ووالدتها إلى باريس، وفي عام 1770 عرض كورتز لأول مرة إنجازاته الشمعية، واستقطب المعرض حشدًا كبيرًا جدًا، وانتقل المعرض بعد ذلك إلى القصر الملكي في عام 1776؛ وقد صنعت ماري بدورها في وقت مبكر من عمرها شخصيات شمعية من عصرها مثل فولتير وبنجامين فرانكلين قبل أن تذهب إلى قصر فرساي، حيث صنعت نماذج لويس السادس عشر وعائلته؛ وسمحت لها الثورة الفرنسية بتوسيع مواهبها من خلال صنع أقنعة لمشاهير فرنسا. عندما ذهبت إلى المنفى في المملكة المتحدة، صنعت أول تماثيلها الشمعية لكل من لويس السادس عشر وماري أنطوانيت.
كانت ماري تشارك في معمعة الثورة الفرنسية بطريقتها الخاصة حيث أنها صنعت في ذلك الوقت تماثيلها الشمعية الأكثر شهرة نابليون الأول وماكسميليان روبسبير، ومع ذلك، كانت على علاقة جيدة جدا مع الملوك وخاصة بين 1780 حتى 1788، وفيما بعد أصبحت تدرس الفن لشقيقة لويس السادس عشر ملك فرنسا، وكان وجوده شائعًا حتى أنها دعيت للعيش في قصر فرساي؛ لكنها اعتقلت من قبل الثوار للإشتباه في تعاطفها مع الملك، وانتظرت أن تذهب إلى المقصلة في السجن بنفس زنزانة جوزفين دو بوهارناس، وقد أعفي عنها بسبب موهبتها في النحت.
تزوجت ماري فرانسوا توسو في 28 أكتوبر 1795 في باريس، وهذه الزيجة هي التي منحتها لقبها التي لا تزال تعرف به حتى اليوم؛ وبعد ذلك أنجبت طفلين هما جوزيف وفرانسوا؛ وفي عام 1802، بعد معاهدة أميان التي أنهت التحالف الثنائي ذهبت ماري إلى لندن مع ابنها الأكبر جوزيف، البالغ من العمر 4 سنوات لتقديم مجموعتها من النماذج، وخلال رحلته سيمثل مجموعة أمه من النماذج في بريطانيا العظمى وجزيرة أيرلندا، ولكن حرب التحالف الثالث أدت إلى حرب وكانت النتيجة أن ماري لا تستطيع الإنظمام إلى فرنسا، وفي عام 1822، خلال فصل الربيع وبسبب التوتر في سفارة الفيكونت دوشاتوبريان في لندن انضم الإبن الثاني فرانسوا إلى أمه؛ وفي عام 1835 أقامت معرضها الأول في شارع بيكر واسمه بازار شارع بيكر.
وبينما كان عمرها 64 عامًا افتتحت ماري متحفها الشهير في العاصمة البريطانية، وفي عمر 77 عامًا، كتبت مذكراتها وأعمالها في عام 1842 ولا يزال هناك صورة ذاتية في مدخل المتحف، الذي لا يزال يحتوي على بعض التماثيل التي صنعتها بنفسها؛ وفي عام 1850، توفيت في منزلها في لندن خلال النوم عن عمر ناهز 88 عامًا، ووضعت لوحة شرف تمثل “مدام توسو ماري” على الجانب الأيمن من صحن كنيسة سانت ماري التي تقع في كادوجان ستريت في لندن والتي تحمل تاريخ وفاة ماري في 15 أبريل 1850.