بريطانيا
لماذا تعاني الشرائح العمرية الأدنى في بريطانيا من مشكلات تعليمية معقدة في استيعاب الرياضيات؟ وكيف سعت دوانينج ستريت للحل عبر البوابة الآسيوية؟
نشر
منذ 10 أشهرفي
466 مشاهدة
By
Baidaيتمحور النظام التعليمي البريطاني حول أربعة أنواع من التعليم، وهي التعليم الابتدائي، والتعليم الثانوي، والتعليم الإضافي (خاص بالمتسربين من التعليم) والتعليم العالي، وتنقسم المراحل التعليمية وفق الشرائح العمرية إلى أربعة مراحل أيضاً، أولاها تبدأ من سن الخامسة وحتى السابعة، والثانية تبدأ من السابعة وحتى الحادية عشرة، بينما تبدأ المرحلة الثالثة من سن الحادية عشرة وحتى الرابعة عشرة، ثم المرحلة الرابعة والأخيرة، وتبدأ من الرابعة عشرة وحتى السادسة عشرة، على أن التعليم الابتدائي في المملكة المتحدة، يبدأ في سن الخامسة، ويستمر حتى سن 11، وبالتالي فهو يشمل المرحلتين الأولى والثانية من النظام التعليمي الوطني في بريطانيا، كما أن بعض المدارس الابتدائية البريطانية، تنقسم فيها الشرائح العمرية، إلى مستويات للرضع والصغار، في حين تعد السنتان السابعة والثامنة، هما أول سنتين ضمن المرحلة الثانوية في هذا النظام، وفي بعض المدارس، يتم تضمينهما في المدرسة الإعدادية.
كتب: محسن حسن
وفي سياق هذا النظام التعليمي، تنقسم المواد التعليمية التي يتم تدريسها إلى مواد رئيسية كاللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم واللغات الحديثة والعلوم الإنسانية، بالإضافة إلى مواد أخرى اختيارية كالفنون والموسيقى والدراما واللغة اللاتينية وعلوم الرياضة البدنية والكمبيوتر وتكنولوجيا التصميم.
وعلى مستوى التعليم الخاص، هناك أكثر من 500 مدرسة داخلية في جميع أنحاء إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية، وجميعها تقدم نمطاً متميزاً من الجودة التعليمية، وخاصة في تعلم اللغة الإنجليزية، وتعمل بنظام المعايشة الداخلية، أي أن الطلاب يعيشون ويدرسون بها على مدار العام الدراسي.
و هناك مدارس داخلية حكومية كذلك تدفع الأسر خلالها مقابلاً مالياً لقاء ترقي أبنائهم، ولكن المناهج التعليمية تكون مجانية في هذه المدارس، والتي لا يلتحق بها إلا الأطفال من مواطني البلاد أو من المؤهلين للحصول على جواز سفر بريطاني كامل.
أما على مستوى التعليم الجامعي، فعادة ما يستغرق حصول الطلاب الجامعيين على درجة البكالوريوس البريطانية ثلاث سنوات، ويتم منح معظم الدرجات مع مرتبة الشرف، بينما تتسم الدراسات العليا أو مرحلة ما فوق الجامعة في النظام التعليمي للمملكة المتحدة، بالقصر الشديد قياساً بالعديد من دول العالم؛ حيث تستغرق درجة الماجستير في الآداب أو الهندسة أو إدارة الأعمال مثلاً عاماً واحداً، في حين تستغرق درجة الدكتوراه ما بين عامين إلى سبعة أعوام.
على أن الكليات التعليمية الإنجليزية تبدأ في سن 15 ولديها برامج أكثر مرونة، ويتم التركيز فيها على الوصول السريع إلى جامعة المملكة المتحدة.
ويُفترض في ظل تنوع أنماط التعليم في المملكة المتحدة، واتساع رغبة الملايين من الطلاب الدوليين في الحصول على فرصة تعليمية داخلها؛ حيث يجد ما يزيد على 350000 طالب دولي كل عام مكانهم لدى أكثر من 140 جامعة ومؤسسة تعليمية بريطانية عليا، ويحصلون من خلالها على مجموعة كبيرة من المؤهلات المعترف بها في جميع أنحاء العالم، يُفترض في ظل هذا الشغف الدولي بالتعليم البريطاني، أن تكون مستويات التحصيل العلمي ضمن سياق المراحل التعليمية المختلفة، فائقاً للغاية ابتداءً من التعليم الابتدائي ووصولاً إلى التعليم الجامعي وفوق الجامعي، ولكن أحد برامج التنافس العلمي الدولية في مجال الرياضيات كشف سمة سلبية سائدة في التعليم البريطاني ترتبط بمستوى منخفض من التحصيل العلمي في هذا المجال لدى شرائح النشء في البلاد، فما القصة؟
القصة تعود إلى برنامج( بيزا PISA) وهو أحد البرامج الدولية التعليمية التي أطلقتها (منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية) بهدف تقييم مستوى الطلاب الدوليين في سن 15 عاماً، من حيث قدرتهم على استخدام وتوظيف معرفتهم ومهاراتهم في القراءة والرياضيات والعلوم، لمواجهة تحديات الحياة الواقعية، كما يهدف البرنامج إلى ترسيخ أبعاد و أهداف التنمية المستدامة للتعليم، من أجل النهوض بنتائج التعلم للأطفال والشباب والكبار، ومن ثم، فإنه يطبق معايير متعددة المستويات لتحقيق هذا الهدف، وجميع هذه المستويات التقييمية، تستهدف وضع التعليم كأساس لازدهار الإنسان، من خلال إنشاء إطار دولي شامل وموحد ومستقبلي لتطوير أنظمة التعليم والتدريب في جميع أنحاء العالم.
وما حدث، هو أن المملكة المتحدة، فوجئت خلال عام 2014، بحصول طلابها على المرتبة السابعة والعشرين في الرياضيات ضمن تقييمات هذا البرنامج، مقابل حصول الطلاب من سنغافورة وشنغهاي وهونغ كونغ على المرتبة الأولى، وهو ما يتكرر بشكل روتيني على مدار سنوات، الأمر الذي دفع الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن تعديل مناهجها وطرق تدريسها للرياضيات.
وبالبحث في أسباب انخفاض مستوى التحصيل العلمي لمناهج الرياضيات لدى الفئات والشرائح الأدنى من أبناء الأسر البريطانية، يتبين وجود سجالات عامة وجماهيرية في الصحف ومحطات التلفاز ومنصات التواصل الاجتماعي وبين مشاهير الشخصيات وكبار السياسيين، تعترف جميعها بوجود مشكلة معقدة لدى الشباب البريطاني في استيعاب الرياضيات، وتؤكد أن هذه المشكلة قد أصبحت في عداد السمات والخصائص المجتمعية في بلد تستحوذ على المرتبة الثانية في عدد الحاصلين على جائزة نوبل، وعلى عدد كبير من علماء الرياضيات الأفذاذ.
و يتبين أيضاً أن التقييم الذي أجرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كشف تفوق أبناء العمال اليدويين في سنغافورة ( وهم طلاب متأخرون قياساً بأقرانهم من الطبقات الاجتماعية الأخرى في جنوب شرق آسيا)، على أبناء المهنيين البريطانيين، وذلك في مستوى تحصيل الرياضيات ضمن(PISA)، وأن تقييماً آخر أجرته المنظمة ذاتها عام 2015، باستخدام مجموعة اختبارات دولية في العلوم والرياضيات، وضع المملكة المتحدة في مراتب تالية لألمانيا وأيرلندا وسلوفينيا ولمجموعة من البلدان الآسيوية، كما صنّف التقييم الخريجين البريطانيين من بين الأسوأ ضمن الدول المتقدمة في مهارات استخدام وتحصيل الرياضيات.
وبالغوص أكثر في أسباب المشكلة، يتبين مدى تأثر المجتمع البريطاني بانقطاع صلة الفئات المدرسية الشابة بالعمليات الحسابية والرياضيات عند سن السادسة عشرة، قياساً بنظرائهم في دول متقدمة أخرى؛ فمن بين كل خمسة تلاميذ في انجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية، يوجد تلميذ واحد فقط يستمر في دراسة الرياضيات حتى سن الثامنة عشرة، في حين ينسلخ العدد الأكبر في سن السادسة عشرة، وهذا جعل اتحاد الصناعات البريطانية ومعه معهد المديرين البريطاني، يُفصحاً عن أسفهما بهذا الخصوص، مؤكدين أن هذا الانقطاع يتسبب في نقص المهارات لدى البريطانيين، ومن بينهم الطلاب والعاملون في مجال البيع بالتجزئة، والذين يتوجب العمل على إلحاقهم بدراسة الرياضيات من المستوى الأول حتى سن الثامنة عشرة، في حين أوضحت (الحملة الوطنية للحساب) انخفاض نسبة أصحاب المهارات الأساسية في الرياضيات على مستوى المرحلة الثانوية من البالغين العمال، من 26% عام 2003، إلى 22% عام 2011، وهو ما يفسر معاناة أربعة من كل خمسة منهم من ضعف القدرات الحسابية، ومن الغريب العام المذكور ذاته، شهد حصول 68% من طلاب الثانوية على درجة (A*-C grade)، لكن 24% منهم فقط هم من استطاعوا الحصول على درجة معادلة في تقييم (مهارات الحياة) العملية، ومن ثم، فلم يكن غريباً ما توصل إليه أحد التقارير الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أيضاً، عام 2013، من أن الفارق في مستوى فهم واستيعاب الرياضيات بين طلاب المملكة المتحدة ممن تركوا المدرسة وتم حصرهم خلال فترة التقرير، ونظرائهم خلال الستينيات والسبعينيات، لم يكن كبيراً!! وهو ما يعني تأخراً تعليمياً فادحاً في مواكبة المناهج الرقمية والحسابية في البلاد.
وهذه الفجوة في القدرات الحسابية والرقمية لدى فتيان وفتيات المملكة المتحدة المعاصرين، لها تداعيات وخيمة من وجهة النظر الاقتصادية الصريحة؛ إذ تؤكد الإحصاءات الوطنية أنها تكلف الميزانية البريطانية أكثر من 20.1 مليار دولار كل عام، في حين تخلص تقارير الأكاديمية البريطانية، إلى أنها تفضي إلى حرمان الشباب البريطاني مستقبلاً من الفرص المحتملة في الصناعات الجديدة فائقة المهارة، وتجعلهم متخلفين عن مواكبة التغيير والتطوير، وعن القدرة على تحليل البيانات وفهمها وتفسيرها، وهو ما يفقد الاقتصاد الوطني طاقاته البشرية الفردية والجماعية، كما تتوقع الأكاديمية الملكية للهندسة، في ظل وجود هذه الفجوة التعليمية، ازدياد حاجة المملكة المتحدة للكوادر العلمية المتخصصة، فيما لا يقل عن مليون ونصف المليون متخصص جديد في الهندسة والعلوم والتكنولوجيا، بحلول 2025.
وبالطبع، يتفق الجميع في بريطانيا، على أن الطريقة المتبعة في تدريس الرياضيات تشكل أحد أهم الأسباب الرئيسية وراء حدوث هذه الفجوة.
وبناء على هذا التوافق والإجماع البريطاني، في النظرة إلى الأسباب المباشرة لتراجع مستوى تحصيل الرياضيات ومشكلات التعامل مع الأرقام بين البريطانيين، لم تجد حكومات داونينج ستريت المتعاقبة بداً من البحث عن حلول عاجلة لهذه الظاهرة المقلقة أكاديمياً وتعليمياً في البلاد، وبالطبع كان الملاذ الأقرب هو اللجوء إلى محتكري التفوق في برامج تقييم الرياضيات الدولية على مدار سنوات متتابعة، وخاصة برنامج (PISA) من الآسيويين، وعلى رأسهم الصين وسنغافورة؛ حيث قررت المملكة المتحدة، تعديل مناهجها ومضامينها التدريسية وفق استراتيجيات تعليم الرياضيات التي يتم تطبيقها في القارة الآسيوية، وذلك بهدف رفع معايير الجودة التعليمية في أكثر من 7500 مدرسة، سعياً نحو احتلال مراتب متقدمة في درجات الاختبار الدولي، ومن ثم، فقد فرضت الحكومة البريطانية فيما بعد العام 2015 منهجاً تعليمياً أكثر صرامة في المرحلة الثانوية، كما استهدفت الشريحة العمرية بين السادسة عشرة والتاسعة عشرة، بعدة برامج تأهيلية جديدة في قواعد الرياضيات الأساسية، و بالمثل، خضعت المدارس الابتدائية البريطانية للنهج التدريسي المتبع في شنغهاي، وخصصت الحكومة البريطانية في بداية استراتيجية الإصلاح التعليمي تلك ما يزيد على 50 مليون دولار لمساعدة النشء البريطانيين على هضم وفهم النهج التدريسي الجديد، وكذلك لتأهيل وتدريب المعلمين، وطباعة الكتب اللازمة.
وفي الحقيقة، تعد الخطوة البريطانية في اتجاه الاستعانة بنموذج شرقي لتعليم الرياضيات في مدارسها، سابقة أولى في التزام حكومة غربية بتطبيق نهج تعليمي آسيوي على الطلاب المحليين، ورغم أن المملكة المتحدة كانت حريصة على الاحتفاظ بالنمط البريطاني التعليمي من حيث المعايير الوطنية لتعلم الرياضيات، والتي تستهدف تحقيق نتائج واضحة ومحددة للطلاب، إلا أن التركيز أكثر كان على الاستفادة من النهج الآسيوي في التدريس، والذي يعتمد على قيام المعلمين بتقديم موضوعات قليلة، مقابل توجيه الطلاب إلى فهم أعمق لمضمون تلك الموضوعات، بالإضافة للتوظيف الفعال والقوي للعناصر البصرية المساعدة على ربط المفاهيم المجردة والملموسة، وهو النهج التعليمي الذي استطاعت من خلاله سنغافورة بداية من عام 1980، توجيه طلابها نحو اعتلاء منصات التتويج الدولية في اختبارات وتقييمات الرياضيات، بعد أن كانوا بعيدين كل البعد عن أي تصنيف دولي في هذا المجال، لذا فقط تحول العديد من معلمي الرياضيات في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفي العديد من دول العالم، إلى اعتماد النهج السنغافوري الفعال في تحقيق السيطرة العقلية والعملية عبر الأرقام الحسابية والمعادلات الرياضية.
واليوم، وبعد مرور أكثر من عقدين على المشاركة الأولى للطلاب البريطانيين في برنامج تقييم الرياضيات(PISA) عام 2000، ومرور قرابة العقد على الاستعانة بالنهج السنغافوري والصيني والآسيوي عموماً في تدريس الرياضيات في بريطانيا عام 2014، لابد من التأكيد على وجود تقدم واضح وملموس في مستوى استيعاب النشء الإنجليزي لعلوم الرياضيات؛ إذ يشير آخر تقرير تسلمه مركز جامعة أكسفورد للتقييم التربوي(OUCEA) من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بخصوص جولة 2022 من(PISA)، إلى أن درجات الرياضيات والقراءة والعلوم للشباب في المملكة المتحدة، تحتل مرتبة أعلى من المتوسط الدولي. عبر 81 نمطاً تعليميا تم قياسها على مستوى العالم، وهو ما يعني أن جهود المعلمين وموظفي الدعم في عموم انجلترا، والمبذولة من أجل الارتقاء بمستوى الشباب البريطاني تعليمياً، قد أثمرت لدى الجنسين؛ حيث جاءت الفروق بينهما في بيزا 2022 متسقة في جميع أنحاء البلاد، بعد أن حصل الأولاد على متوسط درجات أعلى في الرياضيات، مقابل حصول الفتيات على متوسط درجات أعلى في القراءة.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أهمية استمرار الحكومات المتعاقبة في المملكة المتحدة، في دعم وتعزيز التنافسية الدولية للشباب الإنجليزي في كافة المجالات العلمية بصفة عامة، وفي الرياضيات بصفة خاصة، فرغم تفوق هؤلاء الشباب وصعودهم إلى مرتبة أعلى من المتوسط الدولي، إلا أن الطلاب في منطقة الشرق الآسيوي، لا يزالون يتصدرون اختبارات الرياضيات الدولية، كما لا تزال منطقتهم على رأس قائمة الأنظمة التعليمية الأعلى أداءً في جميع أنحاء العالم، حيث تتفوق سنغافورة على جميع أنظمة التعليم الدولية المناظرة، وفي جميع المواد، كما لوحظ وجود اليابان وتايوان وماكاو وكوريا الجنوبية، ضمن أفضل الأنظمة أداء في العلوم والرياضيات والقراءة، ما يعني أن أمام المنظومة التعليمية البريطانية، شوطاً كبيراً من التحسين والإصلاح العلمي والمنهجي والتدريسي، حتى تستطيع اللحاق بركب المتفوقين في الرياضيات، وعلى رأس عمليات التحسين تلك، لابد من مراعاة الآتي:
- العمل على علاج نقص الكفاءة والثقة في التدريس؛ حيث يواجه بعض المعلمين صعوبة في تدريس الرياضيات بطرق مثيرة للاهتمام، وذلك نتيجة نقص تدريبهم و تزويدهم بالوسائل والاستراتيجيات المناسبة لتعليمها بشكل فعال.
- تذليل صعوبات وتحديات التمويل والموارد التعليمية؛ إذ تعاني مدارس بريطانية عديدة من ضعف التمويل اللازم لتوفير بيئة تعليمية مناسبة للرياضيات، ويشمل ذلك النقص في الكتب المدرسية والمواد التعليمية الحديثة والمعدات التقنية.
- زيادة المحفزات والدوافع الطلابية نحو الاهتمام بالرياضيات؛ فمن خلال شيوع طرق التدريس الجافة أو عدم استشعار الطلاب الفائدة العملية من وراء تعلم الرياضيات في حياتهم اليومية، قد يواجه الطلاب نقصًا في الاهتمام والدافعية تجاه تعلمها، وهو ما يتطلب علاجاً منهجياً وإجرائياً.
- توفير آليات تقييم شاملة لمهارات الرياضيات الأساسية لدى الطلاب، بالإضافة إلى توظيف استخدام التكنولوجيا الحديثة في تسهيل وتبسيط مبادئها ومفرداتها، وهو ما يستلزم تحديث البنية التحتية التكنولوجية في المدارس وتوفير التدريب والدعم للمنظومة التعليمية.