مقابلات
د. مادان كاتاريا لـ أرابيسك لندن: يوجا الضحك تصنع السعادة وتعزز صحة العقل والجسم وتحفز القوى العاملة على زيادة الإنتاج
نشر
منذ 10 أشهرفي
751 مشاهدة
By
Baidaفي السنوات الأخيرة عانى المجتمع البريطاني من عدة منغصات حياتية على المستوى المعيشي والمجتمعي، ما بين غلاء الأسعار وزيادة التضخم وارتفاع معدلات الجريمة إلى جانب غياب التماسك الأسري وشيوع التوتر والترقب لدى عامة الناس بسبب التداعيات الناجمة عن هذه المعاناة المتشعبة على أكثر من صعيد.
ورغم أن التفكير المنطقي يستوجب التوجه نحو الحلول العملية والمادية المباشرة لمواجهة جميع المنغصات على اختلاف مستوياتها وأنماطها، إلا أن الحلول المغايرة؛ المعنوية والنفسية هي الأخرى يجب أن تأخذ مسارها نحو حيز اهتمام البريطانيين، وخاصة على مستوى السلوكيات اليومية الهادفة إلى إفراغ الشحنات السلبية وطرح الهموم وتخليص الروح والجسد من أسر الاستسلام لتيارات التعاسة اليومية المتسلطة، وهو ما تقوم به فعلياً (يوجا الضحك) بشكل فردي أو جماعي، والتي هي، بالمناسبة، ليست بجديدة على المملكة المتحدة؛ حيث شغلت مهنة الـــــ Facilitator of happiness أو (ميسر السعادة) حيزاً كبيراً من اهتمامات الشخصية الإنجليزية قديماً وحديثاً، ولا تزال المراكز المتخصصة في هذه النوعية من الأنشطة الترفيهية والنفسية التأهيلية، تنتشر وبكثرة في عموم المدن البريطانية، لكنها تحتاج إلى تفعيل أكثر لبرامجها التطبيقية والعملية، وكذلك إلى التذكير بأهميتها في المرحلة الراهنة، خاصة بعدما أكدت الدراسات الحديثة في الولايات المتحدة الأمريكية وبنغالور بالهند أهميتها وجدواها في عالم الأعمال وفي المدارس والمستشفيات ومراكز الشيخوخة وغيرها من المجالات والأماكن.
وانطلاقاً من أهمية الضحك في الحياة، وأهمية دوره في التخفيف من الآثار السلبية المترتبة على مشاق الروتين اليومي، وتذكيراً لرجل الشارع البريطاني بضرورة الاهتمام بالصحة العقلية والجسدية والروحية، وعدم إغفال روح الفكاهة وتبادلها مع المحيطين به في ظل نمطية الصعاب والمشاق اليومية، تواصلت (أرابيسك لندن) مع خبير يوجا الضحك، ومؤسس حركة نوادي اليوجا الضاحكة، والرائد الهندي المتمرس عالمياً في هذا المجال، الطبيب الدكتور (مادان كاتاريا) الملقب بـــــ (معلم الضاحكين)، والمستشار المؤسسي للصحة الشاملة، ومهارات الاتصال للشركات الوطنية والمتعددة الجنسيات، في الهند والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا وسويسرا وأستراليا وسنغافورة ودبي، وطرحت عليه العديد من التساؤلات المتعلقة بجدوى ممارسات يوجا الضحك، في تحرير الشخصية الإنسانية من رواسب الهموم اليومية، وتحفيزها في اتجاه المزيد من القدرة على مواجهة التحديات، إلى جانب تهيئة بيئة العمل لاحتواء قواها البشرية ودعمها لزيادة الجهد والإنتاج، هذا بالإضافة لجوانب عديدة أخرى شملها هذا الحوار.
حاوره: محسن حسن
- بداية دكتور كاتاريا، كيف تطور المفهوم الوظيفي للضحك عبر اليوجا، وإلى أي حد كانت النتائج مؤثرة؟
في الماضي كانت ممارسات اليوجا تتم بشكل مستقل عن الضحك، وحتى في المحاولات المبكرة للربط بين الجانبين، كانت الممارسات تخضع لمفاهيم الفكاهة التقليدية، أما اليوم، فقد اختلف الأمر تماماً؛ حيث برزت يوجا الضحك باعتبارها منهجاً شاملاً وشائعاً للرفاهية الجامعة بين الضحك المتعمد وممارسة اليوجا، ومن ثم، فنحن تجاوزنا التقليد، وأصبح التركيز الآن على تحصيل الفوائد العلاجية للضحك، وتوظيف تلك الفوائد لتعزيز صحة العقل والجسم معاً، بالإضافة للاستفادة من المزج المبتكر بين اليوجا والضحك، في دعم الروابط الاجتماعية وتسهيل حصول الأفراد على طرق مبهجة وغير اعتيادية للعافية والتوزان.
- لك الفضل في تطوير المفهوم الضاحك لليوجا.. كيف بدأ الأمر؟
في نهاية التسعينيات تمخضت ممارساتي وقراءاتي المتخصصة حول اليوجا والضحك، عن إدراك حقيقة جوهرية مفادها أن الضحك المتعمد يمتلك محفزات معنوية وصحية أعلى بكثير مما يمتلكه الضحك التلقائي المعتاد، وأنه قد ثبت بالبحث والدراسة، أن له تأثيراً عميقاً على الناقلات العصبية المهيمنة على الحالة المزاجية للإنسان.
وعندما قمت عام 1995 بإنشاء أول ناد لليوجا الضاحكة بإحدى الحدائق العامة في مدينة مومباى، كان المشاركون خمسة أفراد فقط، وفي البداية اعتمدنا في إثارة الضحك على النكات الجيدة حتى استنفدناها، وعندما لم يتقبل بعض المشاركين الخوض في النكات المبتذلة، كان لابد من البحث عن وسيلة مطلقة وغير مسبَبَة للضحك، حتى يستمر نشاط النادي ولا يتم إغلاقه، فكان أن عثرت ضمن إحدى قراءاتي على مصطلح (الفكاهة المزيفة) والذى عرفت من خلاله أن جسم الإنسان لا يستطيع التمييز بين الضحك المفتعل والضحك الحقيقي (التلقائي)، وبالتالي أصبح من الممكن الاستفادة من الأول بنفس طريقة الاستفادة من الثاني، بل أكثر، عبر الانخراط الذكي والمقصود في الضحك القسري.
ومن ثم قمت بتطبيق أسلوب الضحك هذا على المشاركين، بالإضافة لتطبيقه على بعض مرضاى، وتم تعميم ذلك فعلياً وميدانياً على العديد من المشاركين في أنشطة يوجا الضحك، لتتشكل حركة عالمية لليوجا الضاحكة عبر أكثر من 16 ألفاً من الأندية المشابهة في أكثر من مائة دولة حول العالم.
- هل تمتلك يوجا الضحك تنوعاً ثرياً في الأساسيات والأساليب؟
نعم بالطبع، فلدينا العديد من المباديء الأساسية المعتمدة في يوجا الضحك، ومن بين هذه المباديء القيام بالضحك المفتعل أو المتعمد والذي لا يعتمد على النكات أو الفكاهة أو الأسباب المنطقية المباشرة، أي أنه (ضحك بلا سبب)، وفي الغالب ينطلق الأسلوب هنا من خلال مجموعة من التمارين السهلة والأنشطة الترفيهية والمرحة.
أيضاً هناك مبدأ استحضار الطفولة وعالمها المرح والمتحرر؛ بمعنى أن يوجا الضحك تحتم على المشارك فيها التخلي عن الإطار الجاد والحازم وعن اعتبارات الوقار المعتاد؛ حيث يُطلب من الممارسين الانخراط في اللعب والضحك الطفولي، وهو ما يساهم في عدوى ضاحكة متبادلة بين المشاركين إلى جانب تحررهم من الإطار التقليدي لشخصياتهم وذواتهم.
ومن المباديء أيضاً اشتمال ممارسات اليوجا الضاحكة على التواصل البصري وديناميكيات النشاط الجماعي، وفي الغالب الأعم تتم ممارسات هذه النوعية من اليوجا في مجموعات؛ لذا يشعر المشاركون بالاحتواء المبهج المتبادل بينهم، وبحجم التأثير الإيجابي للنشاط الضاحك.
ومن بين المباديء ذات التأثير العلاجي المباشر في هذا النوع من اليوجا، المزج بين الضحك والتنفس العميق المتعارف عليه في اليوجا التقليدية.
- ما الخطوات العملية التي يمكن من خلالها لأي فرد الانخراط في ممارسة يوجا الضحك؟
بداية هناك ثلاثة عناصر رئيسة ممتزجة يجب توافرها في ممارسات يوجا الضحك، وهي المرح وتقنيات التنفس والضحك المفتعل، وفي حال أراد شخص ما البدء في أنشطة يوجا الضحك، فعليه أولاً أن يعثر على مساحة هادئة ومريحة تتيح له التحرك بحرية سواء داخل أو خارج المنزل، ثم يقوم بتدريبات لطيفة تحتوي على إطالة العضلات وتنشيط الدورة الدموية كخطوة ضرورية للإحماء وتجهيز الجسم لأنشطة الضحك المفتعل، ثم تأتي مرحلة الدخول في الأجواء الإيجابية من خلال القيام بالجمع بين التصفيق وترديد عبارات الضحك مثل(هوهو/هاها) وذلك بشكل متكرر، ثم الانخراط تالياً في مجموعة من التمارين الضاحكة المشفوعة بتقنيات متعددة للتنفس واستنشاق الهواء عبر الأنف ثم إخراجه ببطء عبر الفم، وهو ما يساعد على توسيع الحجاب الحاجز، ودخول الجسد في حال استرخاء تعمل على تحقيق التوازن.
وينصح دائماً بالجلوس المريح وإغماض العينين والتركيز على استذكار الأحاسيس واللحظات الضاحكة، وهو ما يساعد على تعميق الشعور بالجوانب التأملية ليوجا الضحك، وبالطبع يتم اتخاذ هذه الخطوات مع دمجها بأنشطة مرحة طفولية هدفها إثارة الضحك الحقيقي.
- وكيف يتم إنهاء جلسات ممارسة يوجا الضحك بعد اتخاذ الخطوات السابقة؟
بعد الاستغراق في الأنشطة المرحة عبر ممارسة بعض الألعاب والأدوار الفكاهية مثل تقمص أدوار الحيوانات وغيرها، تبدأ مرحلة من التهدئة من خلال إبطاء الضحك تدريجياً وممارسة تمارين اليوجا اللطيفة لإعادة الجسم لحالة الاسترخاء، وفي حالات اليوجا الضاحكة الجماعية تنتهي الجلسة غالباً بالوقوف في دائرة يتشابك خلالها جميع المشاركين عبر الأيدي ثم تبادل لحظات الضحك الجماعية كنوع من تعزيز الشعور بالاتصال والوحدة، وذلك قبل العودة مجدداً للمرحلة الختامية وهي مرحلة(الانعكاس) أي إدارك كل مشارك في اليوجا الضاحكة مدى التغير الإيجابي في مزاجه وشعوره وحالته النفسية والوجدانية والعقلية بصفة عامة.
- في المجتمعات المحفوفة بضغط العمل وهموم الإنتاج كالمجتمع البريطاني مثلاً، هل يمكن الإفادة من يوجا الضحك؟
كما قلت سابقاً، إن يوجا الضحك هدفها تعزيز الرفاهية العامة من خلال تسخير الفوائد العلاجية للضحك، ومن ثم فجميع التمارين لا تقف فقط عند حدود التسلية، وإنما تستهدف في الأساس تعزيز الصحة البدنية والعقلية والعاطفية، وهو ما يكون له تأثيرات إيجابية كبيرة جداً على بيئات العمل المختلفة بشكل يساهم إلى حد كبير في تهيئة العمال والموظفين وجميع العناصر الفنية والإدارية لتقديم المزيد من العطاء والإنتاج وهذا يعني أن التأثيرات الإيجابية ليوجا الضحك تمتلك أدواراً خلاقة في تقديم حلول غير تقليدية لمشكلات اقتصادية ومعيشية يمكن أن يعاني منها أي مجتمع ما في هذا الكوكب وليس المجتمع البريطاني فحسب.
- على ذكر هذا الدور المهني والاقتصادي والمعيشي ليوجا الضحك.. ما أهم التطبيقات المتقدمة لها؟
أشرت سابقاً إلى التنوع الثري لمباديء وأساليب يوجا الضحك، وإلى جانب ذلك، ظهر مؤخراً على مستوى القطاعات المهنية والوظيفية ما يعرف بـــــ (اليوجا المؤسسية الضاحكة) أو (يوجا ضحك الشركات)؛ حيث أصبحت شركات عديدة على مستوى العالم تحرص على تخصيص فترات زمنية مقننة ومدروسة لدمج جلسات الضحك كجزء من برامج تعزيز الصحة العقلية والمعنوية وتحقيق العافية لموظفيها، وهذا ينطلق من دراسات عديدة قامت بها تلك الشركات وغيرها، تفيد بأن الضحك يقلل من التوتر ويحسن ديناميكيات الفريق ويعزز القدرة على الإنتاج والإبداع، ويساهم إجمالاً في توفير أداة مثالية وغير تقليدية تتسم بالفاعلية في بث الروح الجماعية وبناء الفريق وتعزيز بيئة عمل إيجابية قادرة على احتواء عناصرها البشرية وقواها العاملة.
- برأيك هل يرقى الوجه العلاجي لليوجا الضاحكة لمستوى الإسهام بفاعلية في توفير الكلفة الاقتصادية للجوانب الصحية للموظفين داخل الشركات والمؤسسات؟
بداية يجب التأكيد على أن يوجا الضحك ليست بديلاً علاجياً يمكن الاستعاضة به عن الطب العضوي والاعتيادي، فلم يقل أحد بذلك، إذا أن اليوجا الضاحكة هي من قبيل العلاجات التكميلية لمختلف الحالات المرضية، ويتم استخدامها جنباً إلى جنب مع توجيهات الأطباء والمتخصصين، ولكن بصفة عامة، يمكن التأكيد على الدور الاقتصادي الذي يمكن أن تلعبه في مجال توفير كلفة النواحي الصحية على الشركات والمؤسسات؛ فهي تعمل على تعزيز الجهاز المناعي عبر إطلاق الببتيدات العصبية وتنشيط الخلايا المناعية أثناء الضحك، مما يساعد الجسم على محاربة الأمراض، وكذلك فإنها تخفف من الألم، وتعمل على تفريغ موجات القلق والاكتئاب والتوتر داخل بيئة العمل وخارجه، حيث يؤدي الضحك إلى إطلاق الإندروفين وهرمونات الشعور بالسعادة مثل الدوبامين والسيروتونين، وفي نفس الوقت، يؤدي إلى منع هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ومن خلال تقنيات التنفس يتم أكسجة الجسم وبالتالي زيادة مستويات الطاقة وزيادة اليقظة والمساهمة في تحسين صحة الجهاز التنفسي بشكل عام، ولا شك أن هذا كله له ثمن اقتصادي وأوجه من الأعباء المالية توفرها اليوجا الضاحكة على الشركات والمؤسسات عبر برامج ترفيه بسيطة لكنها مؤثرة واقتصادية ومحفزة على زيادة الإنتاجية.
وقد ساهم البحث العلمي مؤخراً، في الكشف عن الآثار الفسيولوجية والنفسية القوية ليوجا الضحك، والتي تحسن من الوظائف الإداركية للعمال والموظفين والمدراء عبر تحفيز فصى الدماغ مما يعزز القدرات الفكرية ويزيد مهارات حل المشكلات والوضوح العقلي العام.
وهذه الفوائد الشاملة جميعها، فتحت الباب على مصراعيه لقبول اليوجا الضاحكة في دور الرعاية الصحية السائدة.
- بالنظر إلى الفوائد الإجمالية السابقة لليوجا الضاحكة.. ما الذي تحتاج إليه المجتمعات العمالية بصفة خاصة؟
تحتاج إلى دمج اليوجا الضاحكة في الروتين اليومي لعناصر المنظومة العاملة، سواء من خلال الجلسات الجماعية أو من خلال الممارسة الفردية، وفي الواقع نحن كمجتمعات معاصرة تعاني من أزمات عديدة على كافة الأصعدة، في حاجة ماسة إلى تعميم هذا الدمج، ليس في بيئة العمل وحدها، وإنما في كل قطاع اجتماعي مهما كان نمطه أو مستواه، حيث تحتاج المجتمعات الآن أكثر من أي وقت مضى، إلى تعزيز قدرات الأفراد على مواجهة تحديات الحياة بعقليات أكثر تفاؤلاً، وهو ما تحققه المرونة العاطفية الناتجة عن يوجا الضحك، وهي المرونة التي تفضي غالباً ـــ عبر الجمع بين الفوائد الجسدية والعقلية والاجتماعية ــــ إلى تحسين شامل في نوعية الحياة وجودتها، لأننا أمام نهج شامل للرفاهية يتجاوز الجوانب المادية إلى ما هو أعمق وأجدى نفعاً حيث تقديم الحلول المعنوية المفتقدة غالباً بين الشرائح والمراحل المجتمعية.
وبصفة عامة، لابد أن نعرف أن ممارسة اليوجا الضاحكة ليس لها أي عيوب تقريبا، كما أنه يمكن الوصول إليها ودمجها في جميع مجالات الحياة بشكل ميداني أو افتراضي عبر منصات الإنترنت.
- أيهما أكثر نفعاً وتأثيراً، يوجا الضحك الجماعية أو الفردية؟
النفع متحصل وموجود في كلا النوعين، الفردي والجماعي، ولكن كما أشرت من قبل، اليوجا الضاحكة في غالبيتها يجب أن تكون عبر الممارسة الجماعية، لأن هذا هو السبيل إلى تعظيم الاستفادة منها بشكل شامل، نظراً لأن الجلسات الجماعية تساهم في الشعور أكثر بالمجتمع والضحك المشترك والتواصل الاجتماعي، كما أنها تقوم بشكل غير مباشر بتذويب الكثير من التعقيدات النفسية والاجتماعية الكامنة لدى الأفراد داخل الجماعة، فعلى سبيل المثال تقوم اليوجا الضاحكة الجماعية بعلاج الخجل والتردد والرهاب الاجتماعي، وتساعد النماذج المنطوية على الانخراط والاندماج الاجتماعي، كما أنها تسهل التقارب بين أفراد المجتمع وتزيل العداوات وتعمق الصداقات بينهم، وهذا وغيره، لا يمكن توقع تأثيره الإيجابي الشامل إلا من خلال النشاط الجمعي لا الفردي، ومن خلال جلسات تستمر عادة من ثلاثين إلى ستين دقيقة، وهي جلسات تصلح للغالبية العظمى من المراحل السنية.
- فيما يتعلق بجلسات اليوجا الضاحكة عبر الإنترنت هل يكون لها نفس زخم الجلسات الميدانية؟
توجد فروق طفيفة، وبالطبع الجلسات المباشرة والميدانية تكون أوقع تأثيراً وأفضل من حيث النتائج، لكن هذا لا يمنع من كون الجلسات الافتراضية تتمتع بالكثير من الإيجابية، وهذا ما أجده من ردود أفعال المشاركين ومن التأثير الواضح عليهم في نهاية الجلسات، وفي أحدث جلساتي مثلاً مع الطاقم الطبي بقسم الأورام في جامعة سان فرانسيسكو، والتي كانت عبر تطبيق زووم واستمرت ربع الساعة تقريباً، كان التأثير إيجابياً للغاية، حتى أن أعضاء الطاقم عبروا عن شعورهم العميق بالرغبة فيما لو استمرت الجلسة وقتاً أطول.
وهذا مؤشر جيد بكل تأكيد.
- في الختام وبمنتهى الصراحة، هل جربت تأثير اليوجا الضاحكة على نفسك بشكل شخصي، وكيف كانت النتيجة؟
نعم فعلت، وأفعل ذلك بشكل متكرر؛ فعلى مدار عقدين من الزمان، ومنذ أن أصبحت يوجا الضحك جزءً من حياتي، ألتزم برنامجاً يومياً يبدأ من الصباح الباكر عند الساعة الرابعة، حيث أنطلق في ممارستها لمدة لا تقل عن نصف الساعة، ثم أكرر ذلك خلال باقي اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وطرق أخرى مختلفة، وهذا البرنامج اليومي المتكرر، وجدت له تأثيراً إيجابياً بالغاً على كل تفاصيل حياتي المادية والمعنوية؛ فقد أصبحت أكثر حصانة مناعياً، وغادرني المرض بعد أن كان يداهمني مرات عديدة خلال العام الواحد، كما تحولت كافة مفاهيمي وانطباعاتي السلبية حول الناس والحياة إلى صورتها الإيجابية الشاملة بفعل السلوك الضاحك المتكرر الذي يمنحني سخاءً في العطاء والإنجاز وتحصيل الحب والمودة من جميع الناس، إلى جانب منحي شعوراً دائماً بالقناعة والرضا والرغبة الطاغية في إنجاح الآخرين أو تسهيل حصولهم على النجاح.