دعا نواب في البرلمان البريطاني، وزارة الداخلية إلى منح رخصة طبية لاستعمال القنب، لفتى يبلغ 6 أعوام من العمر، يعاني من نوع نادر من الصرع، بعد أن تحسن بصورة كبيرة لدى استعماله دواء مركبا من زيت القنب.
ويعاني الفتى ألفي دينغلي، وهو من مدينة كينيلورث في مقاطعة وارويكشير البريطاني، من 30 نوبة صرع عنيفة يوميا.
وقالت وزارة الداخلية إنه من غير الممكن عمليا “وصف المخدرات للمرضى أو إعطاءها للعامة”. وأضاف متحدث باسم الوزارة أنه لا يمكن استخدام القنب إلا لأغراض البحث العلمي.
وقالت هانا ديكون، والدة ألفي “عليك أن تقاتلي من أجل أطفالك، أريد أن أطمئن أنني قد فعلت كل ما بوسعي”.
ويريد والدا ألفي أن يتلقى طفلهما العلاج بزيت القنب الطبي، إلا أن هذا الأمر غير قانوني في المملكة المتحدة.
وقد ذهب ألفي بصحبة والديه في سبتمبر/ أيلول الماضي إلى هولندا لتلقي العلاج القائم على زيت القنب، بعد أن وصفه له طبيب أعصاب الأطفال، وقد تراجعت بعد استعماله نوبات الصرع لديه من حيث العدد والمدة والشدة.
وقد دعا أعضاء مجموعة (كل الأحزاب) البرلمانية المعنية بإصلاح قوانين المخدرات، وزيرة الداخلية أمبر رود لإصدار ترخيص للفتى لمواصلة العلاج بهذا العقار المحظور حاليا في المملكة المتحدة.
وقالت جدة الطفل إن العلاج في هولندا يعني أن “ألفى قد نجا من حكم الإعدام لتنفتح أمامه أبواب لاحتمالات حياة أكثر طبيعية يمكنه معها الذهاب للمدرسة والحصول على الأصدقاء والمرح في بيته”.
وأضافت “نريد ممن لديهم السلطة التي تخولهم أن يمنحوا ألفي هذه الهدية، أن يضعوا أنفسهم في موقف أسرته، وأن يفكروا بشكل خلاق وعقول منفتحة ليتوصلوا إلى القرار، نحتاج التعاطف قبل أي شيء آخر لنتمكن من تطويع القوانين الصارمة التي تفتقر للمرونة”.
وقد كانت حالة الطفل سيئة جدا في بريطانيا لدرجة أنه كان يعاني من نحو 3 آلاف نوبة ويقوم بنحو 48 زيارة للمستشفى في السنة. في حين أنه أمضى 24 يوما دون أن يتعرض لأية نوبة بعد تلقيه لعلاج القنب.
ويمكن السيطرة على تلك النوبات، التي يمكن أن تصل إلى 20 أو 30 يوميا، تدريجيا في المستشفيات في المملكة المتحدة، ولكن مع مرور الوقت فمن المرجح أنه سيحتاج إلى أن يقيم في مركز خاص لعلاج الصرع.
لكن مع استخدام دواء القنب الهولندي، تشير التقديرات إلى أن النوبات ستنخفض إلى نحو 20 نوبة سنويا.
وقالت والدة ألفي إن حالة طفلها “نادرة وشديدة جدا، وهناك فقط تسعة فتيان في العالم لديهم نفس الحالة”.
وأضافت “لم يكن لدينا أي تصور عن كيفية وآلية عمل القنب، إنه مجرد صبي يبلغ من العمر ست سنوات، يستحق حياة سعيدة، لقد وجدنا شيئا يجعله سعيدا والآن سيتعين علينا أن نحرمه منه”.
كما أعربت عن قلقها إزاء العلاج الذي يتلقاه طفلها في بريطانيا، وقالت إن المنشطات التي يأخذها حاليا في المستشفى، يمكن أن تتسبب بفشل في أعضائه في نهاية المطاف إذا استمر بأخذها بالنسبة الحالية.
وقال كريسبن بلنت، النائب عن حزب المحافظين، وأحد مؤسسي مجموعة (كل الأحزاب) البرلمانية، إنه بإمكان وزيرة الداخلية “منح رخصة خاصة لألفي ليتمكن من تلقي العلاج اللازم، لأنه من القساوة والوحشية عدم السماح له بالحصول على الدواء”.
وأضاف بلنت “يجب على البرلمان أن ينظر بشكل جدي في إصلاح قوانيننا للسماح باستخدام القنب للأغراض الطبية، فهذا الأمر يحظى بتأييد شعبي كبير”.
لكن وزارة الداخلية قالت إنها تتفهم أن يبحث الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن والأمراض المنهكة “عن أي وسيلة لتخفيف تلك الأعراض”.
وأضاف متحدث باسم الوزارة إنه “على الرغم من ذلك، فمن المهم أن تُفحص الأدوية بدقة للتأكد من أنها تحقق معايير صارمة قبل وضعها في السوق، بحيث يضمن الأطباء والمرضى على حد سواء، فعاليتها وجودتها وسلامة استخدامها”.
كما شرح أن ” القنب مدرج كعقار من الفئة 1، في شكله الخام،إذ لا تعترف المملكة المتحدة بوجود أي فائدة طبية له كمادة خام، وبالتالي تُخضعه لقيود رقابة صارمة. وهذا يعني أنه لا يمكن وصفه كعقار استطبابي أو تزويده للمرضى، ولا يمكن استخدامه إلا لأغراض البحث العلمي بموجب ترخيص وزارة الداخلية”.
وخلص إلى أن الوزارة لن تمنح ترخيصا لاستهلاك “المخدرات من الفئة 1” مثل القنب، من أجل الاستعمال الشخصي.