أثّر النقص الحاد في إنشاءات المباني والكتل السكنية بشكل كبير على أزمة السكن في بريطانيا العظمى، ويتزايد القلق في المملكة المتحدة لسبب رئيسي وهو أن عدد المباني والشقق السكنية التي يتم بناؤها لا تتماشى ولا تتساوى مع العدد المتزايد لطلبات السكن بشكل عام.
وبحسب دراسات بريطانية عديدة، عدد السكان في المملكة المتحدة سيفوق السبعين مليون قبل حتى الوصول إلى منتصف عام 2026
وهذا النمو الكبير بعدد السكان سيؤثر سلباً وسيزيد الحمل والضغط على مؤسسات الحكومات بشكل ملحوظ، وعلى المدارس على المستشفيات وجميع المرافق والخدمات الحكومية أيضاً.
وفي نهاية يناير من عام 2024، أكد مكتب الإحصاء البريطاني أن تعداد سكان المملكة المتحدة سيزيد 6.1 ملايين نسمة بحلول منتصف 2036 بسبب الهجرة من داخل وخارج دول أوروبا إلى المملكة المتحدة.
أسباب أزمة السكن في بريطانيا
يقول خبراء بريطانيون وأوروبيين أنه يتجوب على بريطانيا بناء مايزيد عن خمسة ملايين منزل خلال العشر أعوام القادمة إن كانت تريد تجاوز الأزمة السكنية الخانقة هذه، لكن، يعتقد السياسيون والمراكز البحثية أن هدف بناء أكثر من خمسة ملايين منزل في العشرة أعوام القادمة هو هدف مستحيل تحقيقه عند الأخد بعين الإعتبار والمثال نسبة بناء المنازل التي لم تتجاوز 240 ألف منزل في العشرة أعوام الماضية في بريطانيا.
أما عن أسباب أزمة السكن فلم تجتمع الآراء العامة على رأيٍ واحد فيما يخص هذه المعضلة.
تتباين التفسيرات وتختلف لأزمة السكن البريطانية فكل حزب من الأحزاب البريانية يضع أسبابه الخاصة المتمسك بها، على سبيل المثال يرى حزب المحافظين البريطاني أن ما يحكم أزمة السكان هو سياسة العرض والطلب التي تسيطر على السوق العقاري في بريطانيا، بالإضافة إلى تزايد نسبة المهاجرين من خارج المملكة المتحدة الذين يشكلون اليوم نسبة كبيرة جداً من المجتمع البريطاني.
ويشير حزب المحافظين أيضاً أن تملك الأجانب يعد سبباً رئيسياً بتزايد وتفاقم أزمة السكن في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى تراجع بناء الوحدات السكنية والشقق بسبب التعقيد الكبير بالحصول على تراخيص البناء في لندن وفي العديد من المدن البريطانية الكبرى أيضاً.
اقرأ أيضًا: مرضى السرطان يواجهون تأخيرات قاتلة مع إضراب الأطباء العامين في بريطانيا
حزب العمال البريطاني ودفاعه عن اللاجئين
يرفض حزب العمال البريطاني تحميل الأقليات واللاجئين مسؤولية أزمة السكن في بريطانيا، حزب يشير الحزب والمؤسسات والمراكز البحثية التي تنتمي له أن السبب الرئيسي وراء أزمة السكن الخانقة، هي لقرارات عديدة أطلقها حزب المحافظين البريطاني.
لدوره، تعهد حزب العمال البريطاني ببناء أكثر من 350 ألف منزلاً هدفون أيضاً إلى رفع قيمة الضريبة على المستأجرون الأجانب والمشترين منهم أيضاً لمنح فرصة للسكان الأصليين بالتساوي بين كل فئات المجتمع البريطاني على حدٍ سواء.
اقرأ أيضًا: عقارات بريطانيا تعاود الارتفاع في حين فرنسا وألمانيا تتراجع!
أزمة السكن في بريطانيا تهدد المستقبل السكني للجيل الشاب
“كارثة بشرية وقنبلة موقوتة” هكذا عبر الخبراء في بريطانيا عن حال أزمة السكن في بريطانيا، وعبّروا بدورهم عن قلقهم تجاه الجيل القادم من الشباب، فبحسب الإحصائيات الرسمية القادمة من بريطانيا أنه بنسبة أقل من خمس البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والعشرون والثالثة والأربعين يمتلكون منزلاً فقط.
مقارنةً بثمانينات القرن الماضي، حيث كان نصف فئة الشباب المذكورة يمتلك منزلاً مستقلاً مع أسرة مستقلة بدون أي مخاوف من المستقبل.
ارتفاع كبير بأسعار الأجارات
دراسات عدة تشير إالى إرتفاع الأجارات في بريطانيا بنسبة 25% مما في الأربع سنوات القادمة الأمر الذي لعب دور رئيسي بتفاقم أزمة السكن البريطانية، إضافة إلى ما نسبته 5.0% أسعار بيع المنازل أيضاً.
اقرأ أيضًا: معاشات التقاعد في بريطانيا: أخطاء تطال 200 ألف أم بريطانية.. ما السبب؟