طالب ناشطون وعائلات متضررة بضرورة عقد اجتماع عاجل مع وزير الصحة البريطاني فيما يتعلق بمسألة الحساسية الغذائية في بريطانيا.
وذلك عقب قرار تحقيق بشأن وفاة فتاة مراهقة بسبب حساسية مفرطة ناتجة عن شربها مشروباً يحتوي على الحليب العادي بدلاً من حليب الصويا في مقهى “كوستا كوفي” (Costa Coffee).
تفاصيل حادثة وفاة هانا جاكوبس
توفيت “هانا جاكوبس” (Hannah Jacobs)، البالغة من العمر 13 عاماً، والتي كانت تعاني من حساسية شديدة تجاه منتجات الألبان والأسماك والبيض منذ الطفولة.
وذلك بعد تناولها مشروباً أعد بشكل خاطئ في “كوستا كوفي” باستخدام حليب الأبقار، وأظهرت التحقيقات أن هناك “إخفاقاً في اتباع الإجراءات” في المقهى أدى إلى تحضير المشروب بالحليب العادي بدلاً من حليب الصويا.
اقرأ أيضاً: ويتروز تسحب كعكات الشوكولاتة: هل اشتريتها؟ إليك ما يجب فعله!
ذكريات مأساة ناتاشا إدنان-لابيروز
تذكر هذه الحادثة بمأساة “ناتاشا إدنان-لابيروز” (Natasha Ednan-Laperouse) التي توفيت في عام 2016.
وذلك بعد تناولها شطيرة من متجر “بريت أ مانجيه” (Pret a Manger) في مطار “هيثرو” (Heathrow).
والتي لم يكن مكتوباً على عبوتها أنها تحتوي على بذور السمسم.
مؤسسة ناتاشا لأبحاث الحساسية
أسس والدا ناتاشا، “تانيا” و”نديم”، مؤسسة “ناتاشا لأبحاث الحساسية” (Natasha Allergy Research Foundation) التي تعمل على سن تشريعات حول تحضير الطعام ودعم العائلات المتأثرة بالحساسية الغذائية.
وقد نجحا في إدخال “قانون ناتاشا” في عام 2021، الذي يُلزم الشركات بتوضيح المكونات الكاملة على العبوات الغذائية.
اقرأ أيضاً: دراسة: استخدام المناديل المبللة يصيب الأطفال بمرض حساسية مميت!
الفهم الثقافي للحساسية الغذائية في بريطانيا
وفي حديثه حول الأمر، صرح “نديم” في برنامج “توداي” على راديو “BBC4” قائلاً: «إن فهم وتقدير المجتمع، بما في ذلك الشركات الغذائية، لأهمية الحساسية الغذائية في بريطانيا يجب أن يشهد تحسيناً كبيراً».
مضيفاً: «فقط من خلال ذلك ومن خلال تغيير السلوك يمكننا حماية الناس بشكل أفضل».
وأعرب نديم عن رغبته في الحصول على دعم حكومي مباشر، قائلاً إنه يرغب في التحدث مباشرة إلى وزير الصحة البريطاني حول هذه المخاوف.
وأضاف: «إذا كان ويس (Wes Streeting) (وزير الصحة البريطاني) يستمع، نقول له: لديك تفويض بقيادة هذا البلد حول قضايا الصحة، فقط اجتمع معنا، لا تخبرنا بأنك مشغول كما فعل بعض زملائك عندما كتبنا لهم سابقاً».
اقرأ أيضاً: علماء بريطانيون يطورون اختبار دم مدته 10 دقائق لتشخيص الأمراض!
الحساسية الغذائية في بريطانيا
ومن جانبها، قالت “تانيا” إن الحساسيات الغذائية الشديدة تبدو في ازدياد، حيث يعاني 2.4 مليون بالغ في المملكة المتحدة من حساسية غذائية مشخصة.
ورغم أن الوفيات الناتجة عن الحساسية الغذائية في بريطانيا لا تزال نادرة، حيث تقل عن 10 حالات سنوياً في المملكة المتحدة.
إلا أن “تانيا” أكدت أن العيش مع حساسية غذائية أو تربية طفل يعاني منها هو أمر “مخيف جداً”.
خاصة في ظل الدور الأساسي الذي تلعبه الأغذية في الحياة والمجتمع، و«كل يوم يمكن أن يكون مليئاً بالقلق» حسب تعبيرها.
انتقادات لـ كوستا كوفي
اتهمت والدة “هانا”، “أبمبولا دويلي” (Abimbola Duyile)، مقهى “كوستا كوفي” بمعاملة تدريب الحساسية كإجراء شكلي فقط.
وأوضحت أن تدريب الحساسية الغذائية في بريطانيا في وقت وفاة “هانا” كان يتضمن مجموعة من الوحدات التعليمية عبر الإنترنت يمكن إتمامها في المنزل، واختبار يجب على المتدربين اجتيازه.
إضافةً لذلك، قالت “تانيا” إن التدريب كان بسيطاً للغاية، وإن هناك مشاكل ظهرت بسبب عدم إتقان بعض الموظفين للغة الإنجليزية.
حيث كان البعض يستخدم ” ترجمة غوغل” لفهم الأسئلة وإعادة الاختبار عدة مرات قبل أن يتمكنوا من اجتيازه.