ما قصة عقار الزهايمر البريطاني المثير للجدل؟
تابعونا على:

أخبار لندن

ما قصة عقار الزهايمر البريطاني المثير للجدل؟

نشر

في

524 مشاهدة

ما قصة عقار الزهايمر البريطاني المثير للجدل؟

رفضت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) استخدام عقار جديد يبطئ تقدم مرض الزهايمر، وأعربت الهيئة البريطانية لمراقبة النفقات الطبية عن مخاوفها بشأن العقار رغم إظهاره القدرة على تأخير التدهور العقلي لشهور عدة.

وذكرت الهيئة، المتمثلة بالمعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة (NICE)، أن العقار المعروف باسم “ليكانيماب” (lecanemab) يفتقر إلى بيانات طويلة الأمد حول تأثيره، بالإضافة إلى تكلفته العالية.

اقرأ أيضاً: بريطانيا.. عقار طبي جديد سيمثل نقطة تحول في مكافحة الخرف!

هذا، ويختلف موقف المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة “NICE” عن موقف وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) الذي صرح بأن العقار، الذي تم تطويره من قبل شركة “إيساي” (Eisai) وتسويقه تحت اسم “ليكيمبي” (Leqembi)، آمن وفعال.

وأعربت “هيلاري إيفانز-نيوتن” (Hilary Evans-Newton)، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة (Alzheimer’s Research UK)، عن مشاعر مختلطة حيال هذا القرار قائلة: «الأخبار اليوم تحمل مشاعر مختلطة للأشخاص المتأثرين بمرض الزهايمر».

وأضافت: «إنه إنجاز رائع أن العلم الآن يقدم علاجات مرخصة يمكنها إبطاء التأثيرات المدمرة لمرض الزهايمر بدلاً من مجرد تخفيف أعراضه. ومع ذلك، من الواضح أن نظامنا الصحي ليس مستعداً لاستيعاب هذا الجيل الجديد من أدوية الزهايمر».

اقرأ أيضاً: خسائر مالية كبيرة لمتلقي إعانات الصحة العقلية بسبب إصلاحات الحكومة.. ما القصة؟

وفي إطار تعريفه لمرض الزهايمر، يشرح الدكتور “أحمد خونداكار” (Ahmad Khundakar)، المحاضر الأول في العلوم الطبية الحيوية بجامعة “تيزايد” (Teesside)، أن مرض الزهايمر هو اضطراب تنكسي عصبي تدريجي يؤثر بشكل رئيسي على الذاكرة والتفكير والسلوك.

ويُعتبر الزهايمر السبب الأكثر شيوعاً للخرف، حيث يصيب واحداً من بين كل 14 شخصاً فوق سن 65 عاماً وواحداً من بين كل 6 أشخاص فوق سن 80 عاماً.

وأضاف الدكتور “خونداكار” أن مرض الزهايمر يتميز بتراكم غير طبيعي للرواسب البروتينية في الدماغ، المعروفة باسم لويحات “الأميلويد” وتشابكات “التاو”، ما يؤدي إلى موت خلايا الدماغ، فيما تنتشر هذه البروتينات في مناطق مختلفة من الدماغ، ما يعيق وظائفه ويؤدي إلى الأعراض الإدراكية والسلوكية المرتبطة بالخرف.

غالباً ما يتم الخلط بين الزهايمر والخرف، ولكن الدكتور “خونداكار” يوضح أن الخرف هو مصطلح شامل لمجموعة من الحالات التي تؤثر على الوظائف الإدراكية، والزهايمر هو واحد فقط من هذه الحالات.

وعن أعراض المرض، يقول الدكتور “خونداكار” إن الأعراض المبكرة تتضمن غالباً ضعفاً إدراكياً طفيفاً، مثل صعوبة تذكر المحادثات أو الأحداث الحديثة، ومع تقدم المرض، يصبح الأفراد المتأثرون به غير قادرين على أداء المهام اليومية.

ويضيف: «تصبح المهام مثل إدارة الشؤون المالية والطهي والعناية الشخصية أكثر صعوبة. كما يؤثر المرض على العلاقات الشخصية، حيث يعاني الأفراد من الاكتئاب، والتهيج، أو تغييرات كبيرة في الشخصية».

وتصبح الأعراض النفسية مثل الارتباك أكثر وضوحاً مع تقدم المرض.

اقرأ أيضاً: د. مادان كاتاريا لـ أرابيسك لندن: يوجا الضحك تصنع السعادة وتعزز صحة العقل والجسم وتحفز القوى العاملة على زيادة الإنتاج

وحول الأشخاص الاكثر عرضة للإصابة بالمرض، أكّد “خونداكار” أن العمر يعتبر العامل الأكبر في خطر الإصابة بمرض الزهايمر، حيث تحدث معظم الحالات بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، ويزداد الخطر تقريباً كل خمس سنوات بعد هذا العمر.

كما يمكن أن تلعب الوراثة والتاريخ العائلي دوراً كبيراً، ويوضح الدكتور “خونداكار” ذلك: «الوراثة قد تلعب دوراً، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي لمرض الزهايمر أو إذا تطور المرض في سن مبكرة. كما أن صحة القلب والأوعية الدموية تُعتبر عاملاً مهماً، حيث تزيد الحالات مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول من خطر الإصابة».

وفي سياق حديثه عن تشخيص المرض، تحدث الدكتور أن مرض الزهايمر يشخّص من خلال مزيج من التقييمات السريرية والتاريخ الطبي والاختبارات الإدراكية، وتُظهر تقنيات التصوير العصبي مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) تغييرات في الدماغ نموذجية لمرض الزهايمر، مثل انكماش مناطق معينة مثل “الحُصين” (hippocampus) المسؤول عن الذاكرة.

وأضاف الدكتور “خونداكار” أن اختبارات الدم وتحليل السائل النخاعي أظهرت مؤخراً وعداً في الكشف المبكر عن المرض من خلال تحديد المؤشرات الحيوية المرتبطة بمرض الزهايمر.

وحول العقار الجديد، أوضح الدكتور “خونداكار” أن “ليكانيماب” هو واحد من أوائل العلاجات التي تستهدف الأمراض العصبية التحتية لمرض الزهايمر، وخاصة لويحات “الأميلويد” في الدماغ.

وهو جسم مضاد وحيد النسيلة مصمم للارتباط بهذه اللويحات، ما يساعد في إزالتها من الدماغ وإبطاء التدهور العقلي، و”جسم مضاد وحيد النسيلة” يعني أنه مصمم مخبرياً ليعمل كجسم مضاد يحاكي هجمات الجهاز المناعي الطبيعية.

ومع ذلك، يعترف الدكتور “خونداكار” بوجود بعض القصور في فعالية العقار، حيث أظهر العقار فاعلية أقل لدى النساء ولدى الأفراد الذين يحملون متغيراً جينياً معيناً يُعرف باسم “APOE4”.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إنتاج الأجسام المضادة وحيدة النسيلة مكلف، وقد يتطلب العلاج تكراراً دورياً.

اقرأ أيضاً: خسائر مالية كبيرة لمتلقي إعانات الصحة العقلية بسبب إصلاحات الحكومة.. ما القصة؟

X