هجرة جماعية تشهدها العاصمة البريطانية مع ارتفاع أسعار الرهن العقاري لهذا العام، وتشير الأرقام الحالية إلى مغادرة مؤكدة لـ 76 ألف شخص.
فبينما يلجأ هؤلاء إلى استبدال أماكن إقامتهم بمناطق أخرى، يتوقع المراقبون أن يتضاعف العدد مع نهاية ديسمبر 2024.
وبحسب الدراسة التي أجرتها وكالة “هامبتونز” (Hamptons) العقارية، فإنّ (48%) من الذين شملتهم الدراسة تركوا منازلهم في لندن بحثاً عن منازل أكبر خارج العاصمة وأقساط أقل.
بالتوازي ارتفعت أعداد مشتري المنازل لأول مرة في لندن خلال النصف الأول من العام 2024 بنسبة (48%) والتي كانت (41%) خلال العام الماضي.
في إشارة إلى ارتفاع القدرة الشرائية للأثرياء والذين كانت نسبتهم (28%) قبل عقد من الزمن، وبلغت قيمة المنازل التي تم شراؤها 443,550 جنيهاً إسترلينياً، بزيادة قدرها 39,360 جنيهاً إسترلينياً.
في المقابل انخفضت نسبة المشترين لأول مرة في الريف من الذين غادروا لندن إلى النصف عن نسبة الـ (6%) التي تم تسجيلها في العام 2020.
إقرأ أيضاً: أكسفورد تنتزع من لندن لقب أغلى مدينة عقارية
من جانب آخر قالت “أنيشا بيفريدج” (Aneisha Beveridge)، من وكالة “هامبتونز” العقارية أنّ الانخفاض في أسعار الرهن العقاري أصبح يتحكم لأول مرة في أعداد المشترين الذين يغادرون لندن.
وبينما انخفضت أقساط الرهن العقاري إلى مادون تكلفة الإيجار خفت الأعباء على أولئك الباحثين عن شراء منزلهم الأول في لندن.
وتأثرت خيارات الأثرياء الذين أصبحوا يختارون مناطق دون أخرى فنجد أن بوصلة الشراء تحولت نحو مناطق “كلابهام” (Clapham) و “ويمبلي” (Wembley) بدلاً من “كراولي” (Crawley) و “ويكومب” (Wycombe).
بدوره أشار “آرون سترات” (Aaron Strutt) من شركة “ترينيتي فاينانشال” (Trinity Financial) للوساطة العقارية، إلى تقديم بنك “مام آند داد” (Bank of Mum and Dad) دعماً مالياً أكبر لمن يرغبون بشراء عقارهم الأول في لندن.
موضحاً أن البنك استجاب لرغبة الآباء في التوفير على أبنائهم وأنّ أصحاب الودائع الأكبر هم من حصل على الدعم المالي.
وعلى الرغم من هذه التحركات للاحتفاظ بالمشترين في لندن إلا أن أعداد المغادرين تزداد، وتشير النسب إلى ارتفاع من اشترو منزلهم الأول خارج لندن خلال العقد الماضي من (17%) إلى (30%).
وبحسب الوكالة العقارية تعتبر مناطق “ويفيرلي” (Waverley) و “سترود” (Stroud) و “هورسهام” (Horsham) الأكثر شعبية في لندن.
ومن المتعارف عليه أنه ينبغي على المشتري إيداع (15%) من قيمة العقار عند الشراء، ثمّ تأتي الأقساط الشهرية بمبلغ 642 جنيه إسترليني.
ويعود السبب في إقبال البريطانيين على الشراء خارج لندن، إلى أنّ قيمة العقار فيها تصل إلى 523 ألف جنيه إسترليني، لكنها تبلغ 305 آلاف جنيه في مناطق أخرى، لكن ارتفاع أسعار الرهن العقاري مازال يشكل عائقاً أساسياً أمام الراغبين بشراء منازلهم في لندن، لاسيما أن الصفقات الأقل سعراً تأتي برسوم عالية، وبحسب “كابيتال إيكونوميكس” (Capital Economics) الجميع ينتظر خفض قيمة الفائدة المصرفية إلى (3%) مع نهاية العام 2025.