يخشى السكان المحليون في مدينة كوفنتري الخروج ليلاً، إذ تطارد عصابات المخدرات المتعطشة للدماء الضحايا بمضارب البيسبول والسكاكين.
كما أشارت الإحصائيات العام الماضي أن مدينة كوفنتري لديها ثاني أعلى معدل للجريمة في كورون، إذ قبل أربع سنوات وصل المراهق الجريء “جاجي” إلى بريطانيا مع عائلته، لبدء حياة أكثر أماناً بعيداً عن منزله في أفغانستان التي مزقتها الحرب.
قال المراهق والعامل في السوبر ماركت جاجي ذو 18 عاماً لوالده أنه ممتن لهذه البداية الجديد في بريطانيا، لكنه حزين لأنه يقطن في كوفنتري المشهورة بعصابات القتل والتهديد.
ورددت امرأة في منتصف العمر قائلة أن مدينة كوفنتري مكان متدهور للغاية مع جرائم السكاكين والأسلحة النارية، والكثير من المخدرات والمومسات، كما أكدت أنها لم تخرج ليلاً أبداً لأنه سيء في النهار بما فيه الكفاية، كما أنه نادراً ما ترى شرطياً حولها، لذلك فإن تجارة المخدرات والدعارة والبلطجة تحدث بطريقة واضحة.
بينما اعترف الشيف البولندي ريتشارد كاوا أن الحياة في مدينة كوفنتري وحشية وفي بعض الأحيان خطيرة للغاية، كما تعرض للهجوم في الشوارع ولم يشعر بالأمان مطلقاً.
كما قال الرجل البالغ من العمر 57 عاماً، أنه يعيش بمفرده في شقة متواضعة بالطابق الثاني، قبال الساحة الصاخبة التي تم تطويقها جزئياً لأعمال الطرق الواسعة لأنه ليس لديه خيار.
أكد عامل المستودع السابق بوليش أرتور أن شوارع مدينة كوفنتري مليئة بالمجرمين والفتيات العاملات بأشياء غير أخلاقية التي يتجاهلها.
كما قال رجل أعزب يعيش في بريطانيا منذ 12 عام، أن هناك الكثير من الأماكن أفضل من مدينة كوفنتري.
عندما زار فريق صحفي مجتمع كوفنتري متعدد الثقافات في هيلفيلدز القاتمة والمليئة بالقمامة، لم يستطع الناس الذين تجمعو حولهم التحدث بكلمة واحدة انكليزية، كما كانت أم سورية وأطفالها قد وصلو للمدينة قبل يومين، وكان لا بد من ترجمة المحادثة بيننا وبينها من قبل ابنتها الكبرى، التي شعرت بالقلق عند سماعها انتشار الجريمة في الحي.
بينما قال رجل أنه يشعر بالأمان نسبياً في مدينة كوفنتري، لأنه عاش في أماكن أسوء منها، وتعرض للطعن والهجوم ولديه ندوب في جسمه تدل على ذلك، بينما أكد صاحب متجر أن عطلة نهاية الأسبوع والأمسيات في المدينة صاخبة ومزدحمة بطريقة خطيرة، وقال أنه شاهد ناس يسقطون، وآخرون يتشاجرون، على الرغم من محاولات منعهم، ووصول رجال الشرطة يجعل الأمر أسوء.
وقالت مارلي سيفيرز ذات 22 عاماً، أنها شاهدت ناس يتعرضون للسرقة، وآخرون يسرقون السيارات والمتاجر، إلا أنها لم تجعل ذلك يؤثر عليها، كما أكد شاب أن المنطقة شهدت تحسناً، وعلى الرغم من وجود بعض القضايا إلا أنه هناك الكثير من الأنشطة للأطفال والفرص، وأن الأطفال الذين يساعدهم بين عمر 13 إلى 18 عام يقومون بعمل جيد.
منذ أن تم تصنيف مدينة كوفنتري في المرتبة الثانية في أوروبا بالنسبة لمستويات الجريمة عام 2022، بمعدل إجمالي 715 جريمة في المنطقة، بما في ذلك 954 جريمة جنسية، تعهدت الشرطة بشن حملة قمع واسعة.
كما قيل لمحكمة نوتنغهام أن شاباً من مدينة كوفنتري قتل بوحشية بعد أن قرر ترك أسلوب حياة العصابات والهروب، كما تعرضت فتاة لهجوم بسكين 24 سم، وكادت أن تموت بعد أن نزفت الكثير من الدماء عام 2023.
تم حبس سبعة أشخاص مدى الحياة في مايو هذا العام، كما سجن رجل من مدينة كوفنتري بتهمة تجارة المخدرات، بعد أن حصل على مبالغ بقيمة ملايين الجنيهات، وتم القبض غلى سائق تكسي يدعى مارتن براون عمره 40 عاماً متلبساً ب 130 كغ من المخدرات في 2022.
قال كبير مفتشي شرطة ويست ميدلاندز داريل ليون أنه انخفضت نسبة العنف والجرائم مقارنة بما كانت غليه قبل سنة، وأضاف أنه لديهم أوامر قضائية للعصابات في كوفنتري أكثر من أي مكان آخر.
وفي حديثه مع Coventry live الصيف الماضي قال أنه حصل أحد الرقباء المسؤولين على ميدلية الملكة للشرطة بسبب كفاءة عمله، وأنه لدى الشرطة فريق عصابات فعال مزروع في المدينة كحركة استباقية لأية مشكلة.
كما أكد أنه في الأسابيع الأخيرة، قامو بتأمين إدانات ضد عدد من المخالفين، إضافةً إلى تأمين أحكام السجن وأوامر السلوك الجنائي ضدهم، وأشار أنه يتم التحقيق في جميع الجرائم التي تم الإبلاغ عنها.
اقرأ أيضاً: فرض السجن مدى الحياة لهذه الجرائم في بريطانيا!
