يعد المجلس الثقافي البريطاني الذي جمد الكرملين أنشطته في روسيا السبت منظمة تستخدم التعليم والثقافة لنشر قوة بريطانيا الناعمة دوليا.
وأكدت المجموعة السبت بأنها تشعر بـ”خيبة أمل عميقة” جراء القرار الذي اتخذ في ظل تصاعد حدة التوتر الدبلوماسي بين موسكو ولندن على خلفية تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا في الرابع من آذار/مارس.
ويعد المجلس الثقافي البريطاني شبكة من المعاهد الثقافية واللغوية حيث بات لديه 179 فرعا في 107 دول، وفقا لتقريره السنوي للعام 2017.
واستخدم أكثر من 65 مليون شخص خدماته بشكل مباشر العام الماضي وتواصل 731 مليون شخص معه عبر الانترنت.
وبحسب موقعه، تأسس المجلس عام 1934 في وقت “ازداد تأثير الايديولوجيات المتطرفة مع صعود الشيوعية في روسيا والفاشية في ألمانيا وايطاليا واسبانيا”.
ومُنح المجلس ميثاقا ملكيا عام 1940 حدد مهمته على أنها متمثلة بـ”الترويج لمعرفة أوسع عن بريطانيا واللغة الانكليزية في الخارج وإقامة علاقات ثقافية أقرب بين المملكة المتحدة والدول الأخرى”.
ويطور المجلس برامج مشتركة في مجالات التعليم والعلوم والثقافة حيث بلغت ميزانيته 1,1 مليار جنيه استرليني (1,53 مليار دولار أي ما يعدل 1,24 مليار يورو) للعام 2016/2017 .
ويحصل المجلس على معظم دخله من أنشطة التعليم والامتحانات حيث يوفر دروسا مباشرة في 80 مركز تعليم بأكثر من 50 بلدا.
وبلغ صافي هذا الدخل 650 مليون جنيه استرليني في 2016/17 فيما حصل المجلس على منحة قدرها 158 مليون دولار من الحكومة البريطانية.
ويقع مقر المجلس في ساحة “ترافالغار” بوسط لندن ويتولى رئاسته التنفيذية حاليا كياران ديفان وهو ايرلندي كان يترأس جمعية خيرية تعنى بمرضى السرطان.
– “دعم نفوذ بريطانيا عالميا” –
ووصف تقرير أعدته لجنة الشؤون الخارجية البريطانية المجلس بأنه “معهد حيوي لدعم نفوذ بريطانيا عالميا” و”عنصر أساسي في نهج المملكة المتحدة حيال العلاقات الدولية”.
وأطلق المجلس “عام اللغة والأدب البريطاني-الروسي” في 2016 حيث روج حينها “للاحترام العميق لثقافة وأدب بعضنا البعض”.
وتضمن البرنامج آنذاك دورة مفتوحة واسعة عبر الانترنت مبنية على أعمال شيكسبير فيما بثت دور سينما في 40 مدينة روسية بشكل مباشر عروضا جرت في المسرح الوطني الملكي في بريطانيا ومسرح “غلوب” في لندن.
وفي المقابل، تم عرض صور لأهم الشخصيات الثقافية الروسية على غرار ليو تولستوي وبيوتر تشايكوفسكي وموديست موسورسكي في معرض اللوحات الوطني في لندن.
لكن المجلس دخل في خلافات مع الكرملين في الماضي حيث أمرت السلطات الروسية بإغلاق مكاتبه خارج موسكو في 2007 بعدما اتهمته بانتهاك القوانين الضريبية.
وأشار مسؤولون بريطانيون آنذاك إلى أن القرار كان انتقاميا اثر طرد بريطانيا لدبلوماسيين روس يشتبه تورطهم في تسميم العميل الروسي السابق المناهض للكرملين الكسندر ليتفيننكو في لندن عام 2006.
وفي اجراءات تعيد هذه الحادثة إلى الأذهان، أعلنت موسكو السبت كذلك عزمها على طرد 23 دبلوماسيا بريطانيا خلال أسبوع ردا على “الأعمال الاستفزازية” التي قامت بها لندن واتهامها لروسيا بتسميم سكريبال وابنته في مدينة سالزبري الانكليزية.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعلنت الأربعاء طرد 23 دبلوماسيا روسيا، في إجراء غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة، وتجميد الاتصالات الثنائية مع موسكو.