اختفى جاك أوسوليفان بعد حضوره حفلة طلابية في منطقة هوتويلز في بريستول في الساعات الأولى من صباح الثاني من مارس/آذار، ولم يُشاهد منذ ذلك الحين.
بعد مرور أكثر من ستة أشهر على اختفاءه، لا تزال العديد من الأسئلة المحيرة حول تحركاته الأخيرة في تلك الليلة دون إجابة، وتعتقد عائلته – والدته كاثرين، وزوجها آلان، وشقيقه البالغ من العمر 28 عاما، بن – أن مفتاح ما حدث يكمن في الساعات الخمس التي سبقت إرسال هاتف جاك المحمول، الذي لم يتم العثور عليه قط، آخر إشارة له.
في الساعة 1.52 صباحاً، أرسل جاك أوسوليفان رسالة نصية إلى والدته كاثرين من حفل الطلاب الذي يحضره في منطقة هوتويلز في بريستول ليخبرها أنه آمن ويخطط لاستقلال سيارة أجرة للعودة إلى المنزل، وكان الشاب البالغ من العمر 23 عاماً، وهو خريج جامعة إكستر، يعيش في منزل العائلة في فلاكس بورتون، وهي قرية تبعد حوالي خمسة أميال، أثناء دراسته لدورة تحويل القانون في بريستول، إذ وصل إلى حفل المنزل حوالي الساعة 11 مساءً بعد لقاء أصدقاء لتناول المشروبات في حانة ويذرسبونز في وسط المدينة.
وعندما أرادت كاثرين التحقق من أن مفاتيح منزله بحوزته، رد عليها برمز “إبهام لأعلى”، مؤكدًا أنه فعل ذلك، وتقول أنها كانت تلك آخر مراسلاتها معه، كما لم يبدو مخموراً، إذ يمكن أن تعرف عندما يشرب شخص ما، لكنه كان ينطق بجمل كاملة بنقاط كاملة”.
وتعتقد كاثرين أيضاً أن هناك بضع لحظات “غريبة” في الحفلة لم تعلم بها إلا في الأيام التي تلت اختفاء جاك، ففي إحدى المرات، تبادل ابنها بعض الكلمات مع اثنين من الضيوف الذين ضحكوا عليه عندما تعثر أثناء نزوله على الدرج، وتقول كاثرين: “لقد انزعج قليلاً من ذلك. لكن الشرطة قالت إنه لم يكن هناك أي قتال جسدي أو أي شيء من هذا القبيل، بل كان مجرد بضع كلمات”.
كما غادر جاك أوسوليفان الحفلة دون أن يودع صديقة جيدة كانت قد دعته إلى الحفلة في المقام الأول، وتقول كاثرين: “لقد خرجت مع بعض الأصدقاء للتدخين، وعندما عادت، كان ابني قد رحل، ومن غير المعتاد أن لا يودعه، لذا كان هذا غريبًا”، ورغم أن هذه التفاصيل قد تكون ثانوية، إلا أنها تساءلت في ضوء اختفاء ابنها اللاحق عما إذا كانت قد لعبت أي دور فيما حدث بعد ذلك.
تم التقاط صور لجاك أوسوليفان بواسطة كاميرا مراقبة في الساعة 2.57 صباحًا خارجاً من الحفلة وحده، وذلك بعد أكثر من ساعة من إرساله الرسالة النصية إلى والدته ليقول لها أنه سيغادر، وليس واضحاً ما الذي جعله يقرر البقاء، ويوجد مكتب سيارات أجرة قريب يسمى V Cars، لكنه بدلاً من ذلك مشى جنوباً من المنزل على طول الطريق المسمى كريستينا تراس ورصدته إحدى كاميرات المراقبة يعبر أحد طرفي حوض كمبرلاند المدخل الرئيسي لأرصفة بريستول.
وتقول والدته: “إن هوتويلز هو المكان الذي لا يفشل فيه الشخص أبدًا في الحصول على سيارة أجرة، لذا فإن أفكاري هي أنه كان واثقًا من أنه سيستقل سيارة أجرة هناك”، ومع ذلك، لا يوجد تسجل يشير إلى أنه استقل أي سيارة أجرة، وبصفته طالبًا يتمتع بمعرفة جيدة بالمدينة، كان بإمكانه أيضًا حجز سيارة أجرة عبر تطبيق على هاتفه، هل فعل ذلك ولم تأتي سيارة الأجرة، مما دفعه إلى اتخاذ طريق آخر؟
هل يمكن أن يكون قد أصابه انخفاض بحرارة الجسم؟
كان الجو باردًا جدًا في تلك الليلة، حيث أظهرت سجلات الطقس أن درجة الحرارة كانت حوالي 4 درجات في الساعات الأولى من الصباح، وبحلول الفجر، كانت هناك طبقة خفيفة من الثلج على الأرض، لكنه كان يرتدي ملابس مناسبة للبرد، إذ كان يرتدي سترة مبطنة من باربور وسترة صوفية.
لكن في الساعة 3.13 صباحاً، أظهرت لقطات من كاميرات المراقبة جاك أوسولفيان وهو يسير تحت جسر طريق برونيل، بعد أن سار على ما يبدو هناك على طول طريق برونيل لوك، وتعد هذه مسافة قصيرة على طول الحافة الشمالية لحوض كمبرلاند، مما يشير إلى أنه بدأ في التراجع نحو طريق هوتويلز، ولكن، كما التقطته كاميرات المراقبة – والذي تعرفت عليه والدته من مشيته – بعد أقل من 20 دقيقة، يبدو أنه يواصل الحركة، مما ينفي فكرة أنه ربما وقع على الأرض لانخفاض حرارة الجسم وانهار في مكان ما في مثل هذه الليلة الباردة.
لماذا تم قطع مكالمته الهاتفية الأخيرة؟
في الساعة 3:30 صباحًا، في لقطات لم تنتبه لها الشرطة، رصدت كاثرين ابنها وهو يعبر حوض كمبرلاند مرة أخرى باستخدام جسر بليمسول سوينغ، وبعد أربع دقائق، وفي الوقت الذي كان يعبر فيه النهر، حاول الاتصال بصديقه الذي لم يقم بتوديعه والذي كان لا يزال في الحفلة، انتقلت المكالمة إلى البريد الصوتي، ولكن عندما اتصل الصديق مرة أخرى بعد عشر دقائق في الساعة 3.35 صباحًا، رد جاك لكنه قال “مرحبًا” فقط قبل أن تنقطع المكالمة فجأة، وقالت كاثرين إن “الشرطة أخبرتنا أن سجلات الهاتف تظهر أن المكالمة استمرت 58 ثانية، لكن صديقه لم يستطع سماع أي شيء”.
وفي مقطع آخر من لقطات كاميرات المراقبة، شوهد شخص غامض، تعتقد كاثرين أنه ابنها ، وهو يسير على طريق بينيت، عائداً نحو جسر بليمسول سوينج، وكان الوقت المسجل هو 3.39 صباحاً، وتقول: “كانت مشيته، وطريقة مشيته، وكان يمشي بعزم”، كما أكدت كاثرين أنه في حين قالت الشرطة إن هناك منطقة إعلانية شوهد فيها جاك وهو يتجول”، فإن مشاهدتها الخاصة للقطات كاميرات المراقبة – التي تلقتها بعد أن توسلت إلى الشرطة لمشاهدتها – تشير إلى أن هذا لم يكن هو الحال، “لقد شاهدت كاميرات المراقبة، وهناك أشخاص في المنطقة”، تقول “لم تتمكن من التعرف عليهم، لكنهم بشر لديهم أذرع وأرجل، ويتحركون في كل مكان، والجدير بالذكر أن بعض هذه المنطقة قذرة وغير سارة لذا فمن الصعب حقًا معرفة ما يجب أن تفكر فيه”.
هل كان هناك شخص آخر متورط؟
وترفض العائلة استبعاد تورط طرف ثالث في اختفاء ابنهم، في حين “تؤكد الشرطة بشكل قاطع أنها تشعر باستحالة تورط طرف ثالث، لكن تقول كاثرين والدة الطالب المختفي “حسنًا، لا أعرف كيف يمكنك أن تكون متأكدًا إلى هذا الحد”، لكن على أي حال، إذا كان هذا هو جاك، فهو على بعد حوالي 100 ياردة فقط من أسفل تل جرانبي، المنطقة التي يرسل منها هاتفه إشارة GPS النهائية في الساعة 5:40 صباحًا، ثم ظل هاتفه على الشبكة – على الرغم من عدم إرساله جهاز تحديد المواقع GPS حتى الساعة 6:44 صباحًا، فإذا كان هاتفه معه، فماذا يفعل خلال هذه الساعات الثلاث الفاصلة، في ظل عدم وجود أي مشاهدات أخرى عبر كاميرات المراقبة؟ هل سُرق هاتفه؟
لماذا كانت هناك زيادة غريبة في البيانات على هاتف جاك؟
تظهر السجلات أنه في حوالي الساعة 4.39 صباحًا، يُستخدم هاتف الطالب المختفي ما يعادل بيانات مقطع فيديو مدته تسع دقائق، وهو ما يزيد بشكل كبير عن ما قد تستخدمه التطبيقات الموجودة على الهاتف والتي تعمل في الخلفية، لذلك إذا كان هو من يستخدم هاتفه، فماذا كان يفعل به؟ هل كان يقوم بتنزيل الموسيقى، أم تطبيق آخر؟
أم أن شخصًا آخر كان يستخدم الهاتف في هذه المرحلة، وإذا كان الأمر كذلك، فمن هو؟ برأي والدته: “هناك احتمال كبير أن ابنها ليس معه هاتفه في هذه المرحلة، وأن شخصًا آخر يستخدمه، لكن هذا يطرح السؤال مرة أخرى: هل يمكن أن يكون هناك شخص آخر متورط في هذا الأمر؟”
كما لم يتم العثور على هاتفه، وعلى الرغم من وجود نظام تتبع في علّاقة المفاتيح الخاصة به، إلا أنه لم يتم العثور عليها أيضاً، وكان قد أثار اختفاء الطالب جاك أوسولفان حيرة الشرطة التي تعمل إلى الآن للوصول له، فالمدة التي مضت على اختفاءه كبيرة، مع تضائل آمال عائلته في العثور عليه حياً.