أسطورة غربان برج لندن بين الحقيقة والخيال!
تابعونا على:

منوعات

أسطورة غربان برج لندن بين الحقيقة والخيال!

نشر

في

10 مشاهدة

أسطورة غربان برج لندن بين الحقيقة والخيال!

تحتلّ الغربان مكانة بارزة في الأساطير الويلزية والإنجليزية، وقد استُخدِمت كرموز للعائلات والشخصيات القوية والصوفية، وفي الماضي، قيل إن الغربان تتجمع حول المشنقة والسقالات، ما يجعل وجود الغربان في برج لندن أمراً مفهوماً، نظراً للموت الذي يحيط بالمبنى.

“إذا ضاعت غربان برج لندن أو طارت بعيداً، فسوف تسقط التاج وبريطانيا معها”، أو هكذا تقول الأسطورة! والحقيقة أن لا أحد يعرف على وجه التحديد من أين جاءت هذه القصة الطويلة.

ومع ذلك، ما نعرفه في الحقيقة، هو أن المسؤولين في البرج يأخذون هذه الأساطير والخرافات على محمل الجد، ويُنظر إلى الغربان على أنها حرّاس البرج، إذ يُحتفظ بـ 7 غربان في برج لندن دائماً، أسماؤهم هي جوبيلي، هاريس، جريب، روكي، إيرين، بوبي وميرلينا، 6 منها تشكل عدد الغربان التي يُقال إنها بحاجة إلى البقاء من أجل حماية التاج، وواحد منها يعمل كنسخة احتياطية، فقط في حالة الطوارئ!

اقرأ أيضاً: بلدة بريطانية تعجّ بالعصابات والمجرمين.. ولا يمكن لسكانها البقاء في الشوارع بعد 6 مساءً

يستهلك الغربان 6 أوقيات من اللحوم النيئة وبسكويت الطيور المنقوع في الدم يومياً، ويفضلون تناول بيضة واحدة كل أسبوع، إضافة إلى أرنب من حين لآخر يُقدم لهم كاملاً لأن فرائه مفيد لهم! كما يستمتعون ببقايا الطعام من مطبخ في البرج – فهم يحبون الخبز المقلي بشكل خاص!.

أسطورة غربان برج لندن بين الحقيقة والخيال! ولمنع الطيور من الطيران بعيداً، يقوم حارس الغربان بقصّ أحد أجنحتها، هذا لا يؤذي الغراب ولا يضره بأي شكل من الأشكال، ولكن من خلال اختلال توازن طيرانه، فإنه يضمن عدم ابتعاده كثيراً عن البرج.

ومع ذلك، ورغم قصّ الأجنحة، فقد حدثت حالات هروب عرضية، وكان أحد هؤلاء الهاربين جروج، الذي شوهد آخر مرة خارج حانة في إيست إند تسمى “روز آند بانش بول” في عام 1981، ورغم أنه كان في البرج لمدة 21 عاماً، إلا أن جروج شعر بوضوح أنه بحاجة إلى تغيير المشهد!

وفي بعض الأحيان يتعين طرد الغربان بسبب سوء السلوك، وقد حدث هذا لجورج الذي تلقى أوامره بالرحيل في عام 1986 بعد أن أصبح لديه ميل غير صحي لمشاهدة البرامج التلفزيونية.

يشار إلى أن الغربان يمكن أن تعيش حتى سن متقدمة للغاية، كان أقدم غراب يعيش في البرج يُدعى جيم كرو، وقد توفي عن عمر يناهز 44 عاماً، أما أحدث غراب في البرج فهو بوبي، الذي وصل في مايو 2018.

اقرأ أيضاً: آخرها قلادة ب500ماسة: رحلة مجوهرات ماري أنطوانيت بالمزادات

ويعود تاريخ الأدلة المكتوبة على وجود الغربان داخل برج لندن إلى قرون مضت، إذ يزعم أحد المصادر أنه بعد وقت قصير من إعدام الليدي جين جراي في البرج عام 1554، شوهدت الغربان وهي “تنقر العيون من الرأس المقطوع” للملكة الميتة.

وتقول الأسطورة المستمرة أن الملك تشارلز الثاني (الذي تولى العرش من عام 1660 إلى عام 1685) قيل له من قبل ساحرة أو مستشار، أنه إذا غادر الغربان البرج، فإن النظام الملكي سوف يسقط.

وزعم مصدر آخر أن صديق الملك تشارلز، عالم الفلك الملكي جون فلامستيد، الذي استخدم البرج كمرصد، اشتكى من الغربان التي تحلق أمام تلسكوبه وتحجب رؤيته، ولكن تشارلز رفض إزالة الغربان، خوفاً من أن يكون قتل الطيور أو نفيها فألاً سيئاً، وبدلاً من ذلك أنشأ المرصد الملكي في مكان آخر، في غرينتش.

يعتقد المؤرخون الآن بشكل عام أن إدخال الغربان إلى البرج – وكل الأساطير المرتبطة به – يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر فقط وكان بمثابة نوع من الفولكلور الفيكتوري.

في الواقع، يذكر المؤرخ الرسمي لبرج لندن أنه بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية، اختفى الغرابان الوحيدان الناجيان من البرج (جريب ومابل)، تاركين البرج خالياً من الغربان، ومهما كانت الطريقة التي أتوا بها إلى هناك، فإن الغربان تمثل رمزاً دائماً للملكية والتقاليد والتاريخ في برج لندن.

يذكر أن برج لندن كان قد تأسس بواسطة ويليام الفاتح في عامي 1066 و1067، تم توسيعه وتعديله من قبل الملوك المتعاقبين، واليوم، يعد برج لندن أحد أشهر القلاع وأكثرها روعة في العالم، وخلال تاريخه الذي يمتد 900 عام، كان قصراً ملكياً وحصناً وسجناً ومكاناً للإعدام، ودار سك النقود وترسانة ومتحفاً للحيوانات وبيتاً للمجوهرات.

وليس مستغرباً أن ينسج الناس حول البرج والمناطق المحيطة به، بعد أن ظل رمزاً لسنوات طويلة لهياكل السلطة والمصالح الحكومية المهمة، أساطير وحكايات، وعندما نتأمل في الأساطير الشعبية العميقة التي تتحدث عن الغراب الشرير الماكر، فربما لا يكون مستغرباً أيضاً أن نجد بعض مظاهر أساطير البرج تتجسد في هذه الطيور القافزة الناعقة المشاغبة.

اقرأ أيضاً: ما هو السر الخفي في حجر لندن الغامض ؟

X