ما بين صرخات الأمهات وحطام المنازل، يقف العالم شاهداً على لحظة فاصلة في تاريخ الصراع المحتدم بين الكيان الإسرائيلي و«حزب الله»، ومن قلب هذا المشهد المظلم، يعلو صوت رئيس الوزراء البريطاني مطالباً بوقف الحرب في لبنان.
بكلمات محملة بالرجاء والتحذير، يدعو كير ستارمر إلى التراجع عن حافة الهاوية، في محاولة لتجنب انفجار حرب شاملة منفلتة العقال ومجهولة المآل.
وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دعا كير ستارمر (Keir Starmer) إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان، وقال: «أوقفوا العنف، تراجعوا عن حافة الهاوية»، في إشارة إلى ضرورة إيقاف التصعيد المتزايد.
وجاءت هذه الدعوة بعد أن رفض الوزراء الإسرائيليين مقترحاً دولياً لوقف مؤقت للقتال، فيما أوضح “ستارمر” أن وقف إطلاق النار سيتيح فرصة للتوصل إلى تسوية دبلوماسية لتجنب نشوب صراع إقليمي في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً: فوضى في مجلس العموم البريطاني خلال نقاش الحرب على غزة
وتأتي هذه المخاوف في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل و«حزب الله»، إذ يُعد هذا التصعيد هو الأكثر دموية وحدّة على الحدود منذ عقود، وبحسب البيانات المحلية، فإن الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان منذ يوم الاثنين راح ضحيتها أكثر من 600 إنسان، وفي المقابل، رد «حزب الله» بإطلاق مئات الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل.
ورفضت إسرائيل بشكل عام فكرة وقف إطلاق النار بعد أن اقترحت مجموعة دولية مؤلفة من 12 دولة، من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وعدد من الحلفاء الآخرين، وقفاً لمدة ثلاثة أسابيع للقتال.
وأثناء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد كير ستارمر على أن الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار «لتوفير مساحة للتسوية الدبلوماسية» باتت ملحة، محذراً من أن الصراع قد يتسع ليشمل حرباً «لا يمكن لأحد التحكم بها ولا يمكن التنبؤ بتداعياتها».
اقرا أيضاً: خلود وتار لأرابيسك لندن: لبنان ليست دولة مارقة.. والمرأة اللبنانية قادرة على صنع السياسات في المجتمع
يشار إلى أنه بنتيجة التصعيد على الجبهة اللبنانية والمستمر منذ يوم الاثنين الفائت حتى الآن، نزح أكثر 90 ألف شخص من منازلهم في لبنان، إضافة إلى 110000 شخص نزحوا بالفعل بسبب التصعيد السابق، وذلك وفقاً للأمم المتحدة.
هذا وناشدت المملكة المتحدة مواطنيها في لبنان مغادرة البلاد فوراً بسبب تصاعد الأوضاع، إلا أن بعض البريطانيين أفادوا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC بأنهم يواجهون صعوبة في مغادرة البلاد.
اقرا أيضاً: عقوبات بريطانية على شخصيات سورية ولبنانية بسبب الاتجار بالكبتاغون
