في مشهد يعكس التوترات المتصاعدة والتضامن الشعبي مع فلسطين، شهدت شوارع لندن مجدداً حشوداً هائلة من المتظاهرين الذين تجمعوا لإحياء الذكرى السنوية لـ «طوفان الأقصى» الذي بدأ في 7 أكتوبر من العام الفائت 2023.
إذ توافد عشرات الآلاف إلى وسط المدينة، حاملين لافتات وأعلاماً، ومرددين هتافات منددة بالجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ولم تقتصر المسيرات على دعم فلسطين فحسب، بل استهدفت رموزاً بارزة في الاقتصاد والثقافة البريطانية، مثل بنك Barclays والمتحف البريطاني، وسط تواجد أمني مكثف.
وفي التفاصيل، شهدت لندن يوم أمس السبت 5 تشرين الأول/أكتوبر مظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من المؤيدين للقضية الفلسطينية، وتجمع المتظاهرون في ساحة بيدفورد Bedford Square وسط إجراءات أمنية مكثفة، حيث استهدفوا عدداً من الشركات والمؤسسات التي وصفوها بأنها «متواطئة في جرائم إسرائيل»، مثل بنك باركليز Barclays Bank والمتحف البريطاني.
ووفقاً لشرطة العاصمة، واجهت المسيرة احتجاجات مضادة عند تقاطعي كينجزواي Kingsway مع ألدوِيتش Aldwych وستراند Strand مع ساحة ترافالغار Trafalgar Square، وفي منتصف اليوم، تجمع المتظاهرون أمام فرع باركليز Barclays في طريق توتنهام كورت Tottenham Court Road، رافعين لافتة تندّد بـ «الإبادة الجماعية الوحشية التي تستهدف بشكل أساسي الأطفال في غزة والضفة الغربية».
اقرأ أيضاً: آلاف المتظاهرين بلندن لوقف تسليح إسرائيل وإنقاذ غزة
لاحقاً، قام المتظاهرون بإغلاق شارع جاور Gower Street بالقرب من المتحف البريطاني، فيما شكّلت الشرطة حاجزاً لمنع التقاء هذه المجموعة مع مجموعة أخرى من الناشطين في ساحة راسل Russell Square، في وقت لاحق، تجمّع المحتجون أمام المكتبة البريطانية، مرددين شعارات مثل: «اليمن، اليمن، اجعلنا نفتخر.. أعد السفينة إلى الخلف»، و«المتحف البريطاني.. لوّنه بالأحمر، أكثر من 100,000 قتيل».
وفي ساحة بيدفورد Bedford Square، شوهد عدد من المتظاهرين يحملون أعلام لبنان وإيران ويرفعون لافتات تحمل عبارات مثل «نحن لا نقف مع الإبادة الجماعية» و«الصهيونية هي العنصرية»، مع ترديد هتافات «حرية، حرية فلسطين».
كما شهدت مدينة إدنبرة (Edinburgh) مسيرة مماثلة انضم إليها الآلاف، تضمنت مسيرة صامتة لإحياء ذكرى جميع المدنيين الذين لقوا حتفهم، وننظم الحدث كل من أصدقاء فلسطين في اسكتلندا ولجنة الطوارئ للإبادة الجماعية في غزة، بحضور الوزير الأول السابق حمزة يوسف (Humza Yousaf).
اقرأ أيضاً: الحكومة البريطانية: ضرورة وقف النار الإسرائيلي على غزة
هذا وأعلنت شرطة العاصمة عن تنفيذ 17 عملية اعتقال ضمن إطار «عملية أمنية كبيرة» شملت لندن استجابة للمظاهرات وفعاليات إحياء الذكرى، وتضمنت الاعتقالات اثنين بتهمة دعم منظمة محظورة، من بينهم متظاهر يرتدي ما يشبه المظلة، وهو رمز مرتبط بهجوم جوي شنه مسلحو حماس من غزة في العام الماضي، كما اعتقل ثمانية أشخاص بتهم تتعلق بالإخلال بالنظام العام، من بينهم أربعة اعتُبرت جرائمهم ذات طابع عنصري.
وأشارت القائدة لوي بودفوت (Lou Puddefoot)، المسؤولة عن العملية الأمنية في لندن، إلى أن شرطة سكوتلاند يارد تعاملت مع الاحتجاجات السابقة بحيادية ودون تمييز، وأكدت أن الشرطة تسمح بالاحتجاج السلمي لكنها تتدخل عند تجاوز الخط الفاصل بين الاحتجاجات السلمية والجريمة.
وأضافت بودفوت: «ندرك أنه مع اقترابنا من هذا الأسبوع ستكون المشاعر متزايدة وستزداد المخاوف بشأن الأمان».
يُذكر أن هناك فعالية تذكارية مخططة لها في Hyde Park اليوم الأحد 6 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، من تنظيم مجلس النواب اليهود البريطاني (Board of Deputies of British Jews) والمجلس القيادي اليهودي (Jewish Leadership Council)، بالإضافة إلى مجموعات أخرى، فيما أشارت شرطة العاصمة عدم معرفتها بأي فعاليات كبرى مقررة ليوم الإثنين، الذي يصادف الذكرى الفعلية لـ «طوفان الأقصى».
اقرأ أيضاً: كينجز كوليج تطلق منحة الشهيد الفلسطيني الدكتور ميسرة الريس
