بعد أكثر من عشر سنوات عاشها في الدوري الإنجليزي مع فريق مانشستر يونايتد، قرر ديفيد ديخيا مغادرة مانشستر يونايتد بعد أن كان القائد والحصن الحصين لسنوات عديدة في الدوري الإنجليزي الممتاز، حتى في أحلك سنوات مانشستر يونايتد كان هو الرجل الذي يقف في وجه مد الانتقادات التي تعرض لها الفريق في السنوات الماضية, بسبب التخبطات الإدارية التي عصفت بالفريق العريق صاحب أكبر سلسلة من ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز، هذه القاعدة التي يمتلكها فريق مثل مانشستر يونايتد هي التي صنعت هذه الضجة الكبيرة بعد كل التخبطات التي عاشها فريق بحجم مانشستر يونايتد، وبعد كل هذه الضغوطات سيكون هناك بكل تأكيد سيكون لاعبين يضحى بهم.
لاعب مثل ديخيا لم يضحَ به، لكن كان من الأشخاص الذين لم يحظو بالتقدير الذي استحقوه، لايمكن أن ينسى جمهور مانشستر يونايتد اللقطات التي كان يظهر فيها ديفيد دي خيا يده على كتفه وهو يتألم من شدة التصديات التي كان يقوم بها، وبعد كل هذه السنوات التي قضاها الدولي الإسباني مع أحمر مانشستر، اليوم يكملها بالكثير من التألق والاداء مع فريق الفيولا فيورنتينا في الدوري الإيطالي، اللاعب يوم أمس تمكن من المساهمة بشكل مباشر بتحقيق الفوز على الكبير آيسي ميلان بعد أن تصدى اللاعب لركلتي جزاء، وقدم أيضاً اداء رهيب في المباراة تلك، وتصدى للعديد من الكرات العصبة أمام مهاجمي الميلان، وإن برهن ذلك على شيء، فهو أن ديفيد دي خيا، كان من الممكن أن يكمل بشكل مؤكد في مانشستر يونايتد، أو حتى في أي فريق كبير آخ في إنجلترا وخارج إنجلترا.
اقرأ أيضاً: بارك جي سونغ.. أين اختفت دبابة مانشستر يونايتد!
يُعتبر ديخيا أحد أفضل الحراس في العالم من حيث ردود الفعل. يمتاز بسرعة استجابته للتسديدات المفاجئة والقريبة، وغالباً ما ينقذ فريقه من أهداف محققة بفضل ردود فعله الفائقة، مع المرونة والرشاقة فحارس مثل دي خيا يمتاز بمرونة عالية وقدرة على القيام بتصديات صعبة سواء في الهواء أو على الأرض. هذه المرونة تمنحه القدرة على التصدي لتسديدات بعيدة وقوية، وكذلك الكرات التي تأتي من زوايا صعبة، بالإضافة إلى التصديات الفرديةوهي واحدة من أبرز مميزاته هي قدرته على التصدي للتسديدات “واحد ضد واحد”. يعرف كيف يتعامل مع المهاجمين في مواقف الانفراد، وغالبًا ما يجعل نفسه كبيراً ليغلق الزوايا أمامهم، فضلاً عن التمركز الجيد، فيتمتع دي خيا بقدرة استثنائية على التمركز الصحيح في المرمى، مما يقلل من فرص تسجيل الأهداف عليه. يعرف كيف يضع نفسه في المكان المناسب للتصدي للتسديدات حتى من مسافات قريبة.
كما أن اللعب بالقدمين هي واحدة من أكبر خصائص التي يمتلكها ديخيا بمهارات جيدة في توزيع الكرة باستخدام قدميه، يمكنه بناء الهجمات من الخلف وتمرير الكرة بدقة، مما يساعد فريقه في الاحتفاظ بالكرة والخروج من الضغوط الهجومية للخصم، كما أن التركيز العالي هو أحد أكبر سماته وعلى الرغم من أنه قد لا يواجه تسديدات كثيرة في بعض المباريات، إلا أنه يبقى يقظاً وجاهزاً للتصدي لأي تسديدة في أي لحظة، القيادة والتوجيه الدفاعي أيضاً فعلى الرغم من شخصيته الهادئة، إلا أن ديخيا يتمتع بقدرة على توجيه خط الدفاع أمامه، يوجه زملاءه بشكل جيد لتنظيمهم خلال المباراة، ما يساعد في تقليل فرص الخصم، أما عن التصدي لركلات الجزاء، رغم أنه لا يعتبر أفضل حارس في العالم في هذا الجانب، إلا أن ديخيا أظهر تحسناً في التصدي لركلات الجزاء خلال السنوات الأخيرة.
اقرأ أيضاً: ملعب فاييكاس والقصة خلف أشهر المدرجات في مدريد
وبأهمية الكرات الهوائية، دي خيا قد يكون أحياناً أقل ثقة في التعامل مع الكرات العالية والهوائية مقارنةً ببعض الحراس الآخرين. ومع ذلك، تطور في هذا الجانب مع مرور الوقت، خاصة في الكرات التي تأتي من الركنيات والضربات الحرة، ومع الحفاظ على هدوئه، يتميز دي خيا بقدرته على الحفاظ على هدوئه في المباريات الحاسمة أو عندما يكون فريقه تحت الضغط. هذه السمة تجعله قادراً على اتخاذ القرارات الصحيحة حتى في اللحظات الأكثر توتراً.
هذه المواصفات تجعل ديفيد دي خيا واحداً من الحراس الأكثر تكاملاً، وتساهم في كونه ركيزة أساسية في الفرق التي لعب لها، خصوصًا مع مانشستر يونايتد.
