تغيب 326 ألف معلم بريطاني عن العمل بسبب المرض خلال العام الدراسي 2022-2023، وذلك بمعدل 14 ألف معلم يومياً، مما تسبب بفقدان حوالي 2.5 مليون يوم دراسي.
وبحسب بيانات القوى العاملة التعليمية الصادرة عن وزارة التعليم، تغيب66.2% من إجمالي المعلمين في إنجلترا عن المدرسة بسبب المرض العام الماضي، بمعدل ثمانية أيام لكل معلم.
وبمقارنة بسيطة مع الأعوام السابقة، تغيب 67.5% من المعلمين في بريطانيا خلال العام الدراسي 2021-2022، وهذا المعدل يعتبر عالياً مقارنة بما قبل جائحة كورونا، حيث تغيب54.1 % من المعلمين عن العمل، كما فقدت المدارس 7.8 مليون يوم دراسي بسبب المرض منذ استئناف التعليم الحضوري بعد جائحة كورونا.
مديرة حملات التحقيق في تحالف دافعي الضرائب، جوانا مارشونغ، أكدت أن دافعي الضرائب مدهوشون من عدد أيام الغياب الهائل لطاقم التدريس، إذ في ظل حقوق المعلمين السخية في الحصول على الإجازات، يتغيب مئات آلاف معلم بريطاني بشكل متكرر، مما يتسبب بحالة فوضى في الفصول الدراسية، ويدفع دافعي الضرائب لتحمل التكاليف الباهظة لإيجاد بدائل.
العديد من الخبراء أشاروا إلى أن زيادة الضغوط النفسية وتدهور الصحة العقلية هي أهم الأسباب التي تدفع العددي منللتغيب عن العمل.
اقرأ أيضاً: تعرف على المدن البريطانية ذات التكلفة الدراسية المنخفضة والتعليم المتطور للطلاب الدوليين
وفي المدارس الثانوية التي تعاني نقصاً في التمويل، ازدادت الضغوط المالية التي تعاني منها هذه المدارس بسبب تغيب 166 معلماً في بعض الأوقات خلال العام الدراسي 2022-2023، وبينت بعض التقارير أن غيابات المعلمين تُجبر المدارس على إنفاق مليارات الجنيهات على الموظفين الاحتياطيين سنوياً، حيث يسعى مدراء المدارس لسد الفجوات في القوة العاملة.
ومعظم المعلمين في إنجلترا يحصلون على راتب مرضي كامل لمدة 25 يوم عمل خلال عامهم الأول في المهنة، ويتزايد إلى 100 يوم عمل في السنة الرابعة وما بعدها.
استطلاع أجرته وزارة التعليم البريطانية العام الماضي كشف أن 40 ألف معلم بريطاني أي ما يقارب 9٪ من القوى العاملة، تركوا المدارس الحكومية في العام 2021- 2022 قبل التقاعد، في حين تقاعد ٤ آلاف آخرون.
وبينت نتائج استطلاع أجرته النقابة الوطنية للتعليم (NEU) أن 95٪ من المعلمين المشاركين في الاستطلاع وافقوا على عرض زيادة الأجور بنسبة 5.5٪، الذي قدمته حكومة ستارمر ويشمل تمويلًا إضافياً قدره 1.2 مليار باوند للمدارس لتغطية هذه الزيادة في الأجور.
اقرأ أيضاً: إضراب المعلمين في بريطانيا خلال الأشهر المقبلة وتأثيره على سير العملية التعليمية!
ولامتصاص غضب المعلمين الذي تحول إلى إضراب عام، أعلنت وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون بدء جولة الأجور المقبلة للعام 2025-2026، مشيرة إلى رغبتها في تلقي توصيات من هيئة مراجعة معلمي المدارس في أسرع وقت ممكن حول كيفية تكييف هيكل الأجور لتعزيز العمل المرن بين المعلمين.
وتعهدت الحكومة بنشر بيانات تفصيلية حول المساواة والتنوع والشمول في القطاع التعليمي، بناءً على طلب الهيئة للحصول على معلومات دقيقة وشاملة حول هذه القضايا. وتشمل هذه البيانات: الأجور والتقدم الوظيفي بناءً على الخصائص المحمية وفقاً للقوانين البريطانية.
وفي سياق متصل تواجه المدارس في العاصمة البريطانية تحديات تهدد بإغلاقها نتيجة لانخفاض ملحوظ في أعداد الطلاب المنتسبين إليها، وبالتالي انخفاضاً بالتمويل الممنوح لها، إذ تتوقع المجالس المحلية انخفاضاً بنسبة 10% أو أكثر في عدد الأطفال ممن هم في سن المدرسة الابتدائية بحلول عام 2028، وهو ما قد يخلق احتمالات خسارة دائمة للأصول التعليمية للأجيال القادمة.
وشهدت السنوات الأخيرة مشاركة عدة مجموعات من القطاع العام في بريطانيا إضرابات صناعية بسبب الأجور، حيث نفذ أعضاء “اتحاد التعليم الوطني” (NEU) ثمانية أيام من الإضرابات في إنجلترا خلال عام 2023.
وأوقف الوزراء خططاً لافتتاح 44 مدرسة حكومية جديدة في إنجلترا، بما في ذلك ثلاث كليات للتعليم السادس مدعومة من إيتون، في خطوة تهدف إلى مراجعة الطلب المحتمل لكل مدرسة وتقييم جدواها الاقتصادية، وسيؤثر هذا القرار على المدارس الثانوية والابتدائية التي كانت قد حصلت على الموافقة من الحكومة السابقة عبر عملية تقديم “المدرسة المجانية”، التي أطلقها وزير التعليم السابق مايكل جوف في عام 2010، إذ طلبت وزيرة التعليم، من المسؤولين مراجعة المدارس التي حصلت على الموافقات التي لم تُفتح بعد، مستثنيةً المدارس الخاصة الجديدة والتدابير البديلة.
اقرأ أيضاً: إيقاف خطط افتتاح 44 مدرسة حكومية في إنجلترا