حيث تمتزج الأساطير بالتاريخ، تظهر قصص الأشباح كأنها خيوط غامضة تنسج حكايات من العصور الماضية، هنا، في بريطانيا، تتجلى المنازل المسكونة في صورتها الأكثر رعباً، فهي تأسر الزوار بأجوائها المليئة بالأسرار، فمن قلعة باليجالي في مقاطعة أنترم إلى هضبة بندل في لانكشاير، تتراقص الأرواح الهائمة بين جدران هذه المعالم، لتروي قصصاً عن الحب والفراق والمآسي.
في هذا المقال، سنقوم بجولة نستكشف عبرها منازل مريبة تأخذنا في رحلة إلى عالم يتجاوز حدود الزمن، لم يفسّره العلم حتى اللحظة، لكن أحاطت به العديد من الفرضيات، فآمن به البعض، ورفضه بعض آخر… هيا لنبدأ!
تروي الحكايات أن هنالك عشرة منازل شهيرة في المملكة المتحدة، لكلّ منها تاريخ مليء بالأحداث الغريبة والروايات المرعبة، وفيما يلي سنتكلم عن كل منها على حدة.
بليكستون هول، نورفوك (Blickling Hall, Norfolk)
يعد بليكستون هول بيتاً رائعاً يميزه جواً غامضاً، إذ يروى أنه في الماضي، كان مكانه منزل قديم، وأن روح امرأة اسمها آن بولين، كانت تحمل رأسها المقطوع وتمشي فيه، لا تزال تتجول في الممرات حتى الآن، كما يُقال إن جون فاستولف، الجندي الإنجليزي الذي عاش في القرن الخامس عشر، يطارد المكان أيضاً.
هينتون أمبتر، هامبشاير (Hinton Ampner, Hampshire)
هينتون أمبتر ليس بيتاً، بل يوصف بكونه قصراً «نيو-جورجي» مثيراً للإعجاب، اكتسب هذا القصر سمعة مخيفة في القرن الثامن عشر بسبب شكاوى السكان من سماع أصوات صرخات وأبواب تُغلق بشدة، واليوم، يرحّب القصر بالزوار ليستكشفوا الغرف الجميلة وحدائقه المنسقة، بالإضافة إلى الفعاليات العائلية الخاصة بمناسبة عيد الهالوين.
مانشن وودكستار، كوتسوولدز (Woodchester Mansion, the Cotswolds)
يمثّل مانشن وودكستار عملاً فنياً غير مكتمل من الحقبة الفيكتورية، ففي عام 1868، قُتل أحد العمال فيه بشكل غامض، وأجزاء من القصر مازالت حتى اللحظة دون أرضيات وسقوف، ويُزعم أن هناك رؤى لأرواح تتجول من قبل العديد من الأشخاص، بما في ذلك امرأة مسنّة، ورأس عائم في الحمام النسائي، والآن، أصبح القصر مفتوحاً للزوار في عطلات نهاية الأسبوع.
جزيرة أوسيا، إسيكس (Osea Island, Essex)
تشتهر جزيرة أوسيا بكونها موقع أحداث رواية «المرأة بالأسود» للكاتبة سوزان هيل، حيث تكون قدسيتها محصورة عبر ممر «ناين لايفس» الذي يمتد عبر المستنقعات، ويمكن للزوار الإقامة في الأكواخ الخاصة بالجزيرة، ولكن عليهم الحذر من ارتفاع المد الذي قد يمنعهم من العودة إلى البر الرئيسي.
قلعة باليجالي، مقاطعة أنترم (Ballygally Castle, County Antrim)
تعدّ قلعة باليجالي فندقاً جميلاً يطلّ على البحر الإيرلندي، ويحتوي على غرفة يُقال إنّها «مسكونة» من قبل السيدة إيزابيلا شاو، التي توفيت بطريقة مأساوية، فيما يتاح للزوار الاستمتاع بجولة في برج القلعة.
قلعة كرايجينوس، بويز (Craig-y-Nos Castle, Powys)
قلعة كرايجينوس هي من القلاع المسكونة في ويلز، وقد كانت مِلكاً للمغنية الشهيرة أديلينا باتي، ويُعتقد أن روحها لا تزال تتجول فيها، مع وجود كلام يشير إلى ظهور المغنية فجأة عند النظر في المرآة، وهي متاحة للزيارة دوماً.
تيمبل نيوسام، يوركشير الغربية (Temple Newsam, West Yorkshire)
يعدّ تيمبل نيوسام منزلاً رائعاً يعود إلى العصور التودورية، والتي تسمى أحياناً بعصور ما قبل التاريخ، وشهد المنزل حوادث مخيفة وفق الأحاديث الشائعة عنه، بما في ذلك وفاة المربية في ظروف مروعة، والتي لا تزال أصوات صراخها مسموعة حتى اليوم حسب الرواية.
ليتلكوت هاوس هو منزلٌ تاريخي يعود إلى القرن الثالث عشر، وفي هذا المنزل شبح له هيئة امرأة مربية تراقب الأطفال، وويصف البعض المشهد هذا بكونه واحداً من أكثر المشاهد رعباً.
هضبة بندل، لانكشاير (Pendle Hill, Lancashire)
تُعرف هضبة بندل بأنها موقع محاكمات السحرة في عام 1612، إذ يتردد بين الأقاويل أن أرواح الضحايا لا تزال حاضرة، فيما تعد المنطقة مناسبة لمغامرات المشي ومشاهدة المناظر الخلابة.
أثلهابتون، دورست (Athelhampton, Dorset)
أثلهابتون هو منزل رائع يعود تاريخه إلى عام 1485، مع الكثير من القصص التي تروى حوله عن الأرواح، وعلى الرغم من تقارير أشارت إلى نشاطات غريبة فيه في تسعينيات القرن الفائت، إلّا أن المنزل مازال مفتوحاً للزوار حتى اليوم ويحتوي على حديقة.