أكدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) على المرضى ضرورة الاتصال برقم الطوارئ 999 عند ظهور أول علامة من علامات الإصابة بالسكتة الدماغية.
وبينت الهيئة في حملة أطلقتها للتوعية بكيفية التعامل مع أعراض السكتة الدماغية، أن الاتصال فور ظهور أعراض السكتة الدماغية أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح ومنع حدوث أضرار دائمة، إذ تكشف البيانات الهيئة أن المصابين ينتظرون ساعة ونصف في المتوسط قبل إجراء مكالمة الطوارئ، في حين تكون هناك فرصة أكبر لإنقاذ أنسجة المخ خلال فترة مدتها 60 دقيقة بعد ظهور أعراض السكتة الدماغية.
وتهدف الحملة لتعريف الأشخاص بأعراض السكتة الدماغية في أنفسهم والآخرين، والتصرف بسرعة إذا رأوا شخصاً يجد صعوبة في الكلام أو الابتسام أو إظهار أي إيماءات بوجهه، أو رفع ذراعه، إذ تعد هذه الأعراض الأكثر شيوعاً للسكتة الدماغية، إذ يعد العلاج السريع أمر بالغ الأهمية لجهة البقاء على قيد الحياة أو تقليل فرصة حدوث مشاكل طويلة الأمد مثل الشلل وفقدان الذاكرة وصعوبة التواصل.
هذه الحملة الجديدة تعد تحديثاً لحملة Act FAST، التي إطلاقها عام 2009، لتشجيع الأشخاص على الاتصال برقم 999 إذا رأوا ضعفاً في الوجه أو الذراعين، أو مشاكل في الكلام.
اقرأ أيضاً: سوء التغذية في بريطانيا: تحديات الصحة العامة والتكاليف المتزايدة
المدير السريري الوطني للسكتة الدماغية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (NHS) ، الدكتور ديفيد هارجروفز، أكد أنه عندما يصاب شخص ما بسكتة دماغية، يفقد 2 مليون خلية دماغية في الدقيقة، لذلك يعتبر التشخيص والعلاج السريع أمر بالغ الأهمية، وهو ما يبين ضرورة الاتصال برقم الطوارئ حالما تظهر أولى علامات السكتة الدماغية، مشدداً على أن الكثير من الأشخاص ينجون من السكتة الدماغية بفضل الوعي الأكبر بالأعراض والتقدم للعلاج في الوقت المناسب.
وتشير البيانات إلى أن مئة ألف شخص في بريطانيا يصابون كل عام بالسكتة الدماغية، مع احتمالية زيادة العدد إلى 151 ألف شخص سنوياً بحلول عام 2035.
استطلاع أجرته (NHS) شمل 2001 بالغاً في إنجلترا، وجد أن 57٪ يعتقدون ضرورة الاتصال بالطوارئ عندما يظهر عارضين أو ثلاثة من أعراض السكتة الدماغية، في حين رأى (64٪) إنهم لن يتصلوا برقم 999 كأول خطوة إذا لاحظوا أحد هذه الأعراض.
ومن جهة أخرى ذكر تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية أن المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل لأمراض تهدد حياتهم مثل السكتات الدماغية أو النوبات القلبية، ينتظرون أكثر من 24 ساعة لاستجابة سيارة الإسعاف خلال العام الماضي، وهو ما دفع هيئة الخدمات الصحية الوطنية لوضع هدف لخدمات الإسعاف هذا العام يتمثل في رؤية المرضى في غضون 18 دقيقة بدلاً من 30 دقيقة.
وبحسب تقرير صادر عن الجمعية الطبية البريطانية (BMA)، كان هناك 4.47 ملايين حالة على قوائم الانتظار للحصول على خدمة العناية الصحية من قبل استشاريين في فبراير 2020 قبل الجائحة، وارتفع هذا العدد إلى 7.57 ملايين بحلول أبريل/نيسان 2024، مع انتظار 3.16 ملايين مريض لأكثر من 18 أسبوعًا و302.600 مريض ينتظرون لأكثر من عام.
اقرأ أيضاً: لإنهاء الإضرابات، زيادة أجور مليون موظف بريطاني بقطاع الصحة.. ما النسبة؟
هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) ، وفي محاولة لتحسين خدماتها أعلنت بدء تجربة أداة ذكاء اصطناعي جديدة للتنبؤ بخطر إصابة المرضى بأمراض القلب والموت المبكر، تعتد على قراءة نتائج اختبارات رسم القلب الكهربائي، التي تسجل النشاط الكهربائي للقلب وتساعد في الكشف عن المشكلات الصحية، كما تتميز الأداة بقدرتها على اكتشاف مشكلات في بنية القلب قد لا تكون مرئية للأطباء، مما يسهل تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى مزيد من المراقبة أو الفحوصات أو العلاج.
كما طور باحثون في جامعة “إيست أنجليا” بريطانيا طريقة جديدة لتحديد المرضى المعرضين لخطر عدم انتظام ضربات القلب، الذي يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، تتمثل في مراقبة طويلة لإيقاع القلب باستخدام جهاز صغير قابل للزرع، وفحص بالموجات فوق الصوتية للقلب، يسمى مخطط صدى القلب.
وتشير التقارير العالمية ان السكتة الدماغية تصيب 17 مليون شخص على مستوى العالم سنوياً، ويتوفى ثلثهم بينما يصاب الثلث الآخر بإعاقة دائمة. فهي السبب الأول لحدوث الإعاقة لدى البالغين والسبب الثالث للوفاة في العالم.
اقرأ أيضاً: خسائر مالية كبيرة لمتلقي إعانات الصحة العقلية بسبب إصلاحات الحكومة.. ما القصة؟