تتصدّر المدارس الإسلامية في بريطانيا المراتب الأولى بحسب تصنيفات وزارة التعليم البريطانية، لاسيما في ظل وجود مدارس إسلامية للبنات وأخرى للبنين بوصفها أفضل المدارس، ويسجل عدد من هذه المدارس الإسلامية سنوياً أرقاماً قياسية على قائمة أفضل 20 مدرسة في المملكة المتحدة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على أداء هذه المدارس ويثلج قلب الجالية المسلمة في عكس صورة حضارية عن الصروح التعليمية التابعة لها، وصورة مشرّفة عن تعليم أبنائهم.
لاسيما أنّ المعايير المعتمدة في تصنيف المدارس يدخل فيها مستوى أداء الطلبة في المواد العلمية، ومعدل نهاية العام الدراسي، ومستوى تطور الطلبة بين الفصول الدراسية عبر آلية حساب النقاط، إلى جانب النسبة المئوية لعدد الخريجين من المدرسة، وهل حصلوا على وظائف بعد تخرجهم، وكيف جرت الأمور هل كان الأمر صعباً أم سهلاً، أم أنهم انتقلوا إلى مرحلة التعليم الجامعي مباشرة.
وربما يكون حضور المسلمين في المجتمع البريطاني محكوماً بصورة نمطية، ويسهم تميز المدارس الإسلامية وخريجوها في كسر هذا النمط، وعكس صورة جديدة عن المسلمين، لاسيما الأجيال الصغيرة الملتحقة بالمدارس، والذين أبصروا النور في بريطانيا، ولا يعرفون شيئاً عن الدول التي تعود أصولهم لها، فتأتي المدارس الإسلامية لتتكامل مع جهود الأهل في تربية النشأ الجديد على القيم الإسلامية، وتحضير هؤلاء اليافعين للاندماج وتحقيق حضور أصيل في المجتمع البريطاني الغربي الذي لاشك يحمل بذور التقبل، وهو ما تؤكده المؤسسات الرسمية البريطانية وتتماهى معه المدارس الإسلامية.
إقرأ أيضاً: مدارس المملكة المتحدة تزيد أجور الأمومة لهذا السبب!
ومن البديهي أنّ نمط التدريس في المدارس الإسلامية قائم على تخصيص مدارس إسلامية للبنات وأخرى للبنين، ومن بين المدارس الإسلامية في بريطانية أكاديمية إقرأ، وهي عبارة عن مدرسة ثانوية إسلامية مخصصة للبنات، تقع في “كامبريدجشاير” (Cambridgeshire) شرق إنكلترا، تأسست في العام 2009، ويبلغ عدد طلابها 74 طالبة، تتراوح أعمارهن بين 11 و19 عاماً.
واستطاعت (64%) من الطالبات الخريجات تحقيق الدرجة الخامسة في اختبار “جي سي إس إي ” (GCSE)، وهو اختبار مخصص لتجاوز شهادة التعليم الثانوي وفق المعايير البريطانية، ومن يتجاوز هذا الاختبار بنجاح يكون قد حصل على مؤهل أكاديمي بنجاحه في مجموعة المواد التي يتم تدريسها في كل من إنكلترا وويلز وأيرلندا الشمالية، وهو نظام معتمد منذ العام 1988.
كما أنّ لجنة التفتيش “أوفستيد” (Ofsted) منحت أكاديمية إقرأ تقييم جيد خلال التفتيش الأخير، وأوفسيتد هو مكتب المعايير الخاص بتعليم اليافعين وتنمية مهاراتهم، ويعتبر قسماً غير وزاري يتبع للحكومة البريطانية مباشرة، ويرفع تقاريره للبرلمان البريطاني، وتشمل جولات التفتيش التي ينفذها المدارس الحكومية والخاصة.
إقرأ أيضاً: الفجوة بين المدارس الخاصة والحكومية تصل إلى أعلى مستوياتها في إنكلترا
أيضاً هناك مدرسة نور العلوم في “لانكشاير” (Lancashire) شمال غرب بريطانيا، والتي تأسست في العام 2020، وتضم مجموعة مميزة من الطالبات، ويبلغ عددهن الـ150 وتتراوح أعمارهن بين 11 و23 عاماً، وأغلب الطالبات حققن نتائج دراسية ممتازة وتمكنت نسبة (43%) منهن من اجتياز اختبار “جي سي إس إي ” (GCSE) بالدرجة الخامسة، وحصلت المدرسة مؤخراً على تقييم جيد من لجنة التفتيش “أوفستيد” (Ofsted).
وهناك مدارس إسلامية للبنات أخرى في بريطانيا مثل مدرسة الزهراء، التي تأسست في العام 2019، وتضم طالبات من المرحلتين المتوسطة والثانوية، وتقع المدرسة في حي “جريتر لندن” (Greater London) ويبلغ عدد طلابها 124 طالبة تتراوح أعمارهن بين 8 إلى 16 عاماً.
أما الرسوم الدراسية تبدأ بـ1400 جنيه إسترليني وتصل إلى 2100 جنيه إسترليني، وحققت نسبة (89%) من الطالبات الدرجة الخامسة في اجتياز الامتحان الوطني، وحصلت المدرسة على تقييم جيد في التفتيش الأخير.
ومن المدارس الإسلامية المخصصة للبنات جامعة الإمام محمد زكريا وهي مدرسة ثانوية للبنات تقع في غرب “يوركشاير” (West Yorkshire)، في يوركشاير و”هامبر” (The Humber)، وأنشأت هذه المدرسة منذ العام 1993 وهي ضخمة نسبياً، إذ تتجاوز طاقتها الاستيعابية 500 طالبة، وعدد طالباتها الحاليين 403 طالبات، تتراوح أعمارهن بين 11 و23 عاماً.
إقرأ أيضاً: مدرسة في لندن تدعم التعليم الفردي دون معلمين
ومن المدارس الإسلامية المميزة في بريطانيا مدرسة التوحيد الثانوية (Tauheedul Islam Girls’ High School)، والتي تم إنشاؤها في العام 1984، في “بريستون نيو رود” (Preston New Road)، “بلاكبورن” (Blackburn) ضمن “لانكشاير” (Lancashire)، وحصلت على تصنيف ممتاز من أوفستيد، والقدرة الاستيعابية للمدرسة حوالي 800 طالبة، وتتميز طالبات هذه المدرسة بتفوقهن في التحصيل الدراسي، إذ استطاعت نسبة (94%) من الفتيات اجتياز الامتحان الوطني بتقييم مرتفع.
وتحرص المدرسة كجزء من رؤيتها على إلهام طالباتها وإكسابهن الصفات القيادية، فليس النجاح هو الهدف الوحيد، بل خدمة المجتمع أيضاً والعمل الجماعي والطموح والاحترام، تندرج على لائحة الأهداف التربوية للمدرسة.
إلى جانب القيم البريطانية الأساسية لدى وزارة التعليم العالي وهي خمسة تبدأ بالديمقراطية وسيادة القانون ودعم الحرية الفردية والاحترام المتبادل، إلى جانب تعزيز التسامح بين الأديان وتقبل اختلاف المعتقدات.
إقرأ أيضاً: منحة مالية بقيمة 400 باوند لمجرد الحضور إلى المدرسة.. فهل طفلك مؤهل؟