بريطانيا تتجه نحو حظر استخدام الأطفال مواقع التواصل الاجتماعي

تتجه الحكومة البريطانية لإصدار قوانين مشددة تنص على حظر استخدام الأطفال مواقع التواصل الاجتماعي ، ذلك بعد أن سبب استخدامهم لهذه الشبكات العديد من المشاكل الاجتماعية.

جريدة “التايمز” البريطانية أفادت ميل مجلس العموم (البرلمان) لدعم مشروع قانون خاص قدمه عضو حزب العمال جوش ماك أليستر، ويرفع سن الأطفال الذي يمكن عنده لشركات الإنترنت جمع بياناتهم من 13 إلى 16 عاماً، إذ يتفق هذا مع مشروع سابق قدمه أليستر ينص على حظر الهواتف الذكية في المدارس، والذي لم تدعمه الحكومة بحدة أن مديري المدارس لديهم حالياً سلطة اتخاذ هذا القرار بأنفسهم.

ويهدف التشريع للتصدي لظاهرة “التصفح القاتم”، التي يقضي فيها الأطفال يومياً ساعات طويلة على هواتفهم الذكية، وذلك بسبب الخوارزميات التي تقودهم إلى محتوى معين وميزات مثل الحلقات اللانهائية من محتواهم المفضل.

تحرك مماثل قبل أيام جرى في أستراليا ينص على حظر استخدام الأطفال مواقع التواصل الاجتماعي بهدف حمايتهم من مخاطرها، والحد من المشكلات الصحية الجسدية والعقلية الناجمة عنها، إذ أعلن رئيس الوزراء الأسترالي عدم منح أي استثناءات من هذا الحظر، حتى لو تم منح الأطفال موافقة الوالدين، مشيرا ً إلى أن الحظر لن ينطبق على الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي حالياً، ولن يتم تنفيذه إلا بعد 12 شهراً من تمرير التشريع.

اقرأ ايضاً: انتبه.. الشتائم على حساباتك بوسائل التواصل الاجتماعي قد تكلفك وظيفتك!

في الجانب الآخر، لقي هذا الحظر المقترح ردود فعل عنيفة من مجموعة الصناعة الرقمية، وهي هيئة تمثل مواقع بما في ذلك شبكتي “تيك توك” و”إكس”، مبررة موقفها بأن هذا الإجراء قد يدفع الأطفال للجوء إلى أجزاء أكثر قتامة من الإنترنت، ومعتبرة أنه “بدلاً من منع الوصول من خلال الحظر، نحتاج إلى اتباع نهج متوازن لإنشاء مساحات مناسبة للعمر، وبناء محو الأمية الرقمية وحماية الناس من الأذى عبر الإنترنت”.

إسبانيا أيضاً قدمت هذا العام تشريعات حظر استخدام الأطفال مواقع التواصل الاجتماعي دون 16 عاماً عن الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي أو التسجيل فيها، بينما يناقش الكونغرس الأمريكي قواعد صارمة بشأن الميزات المصممة للإدمان، وتختبر الحكومة الفرنسية حظر الهواتف قانونياً في المدارس.

وأظهرت الأبحاث المتعلقة بهذا المجال أن الطفل بعمر 12 عاماً يقضي 21 ساعة أسبوعياً على الهواتف الذكية، وأن طفلاً من كل أربعة أطفال يستخدمون الأجهزة بطريقة تتماشى مع سلوكيات الإدمان.

اقرأ أيضاً: إدمان وسائل التواصل الاجتماعية يترك نصف البريطانيين غير قادرين على تكوين صداقات في الحياة الحقيقية!!

وبحسب الأمم المتحدة، شهد عام 2023 استخدام 79% من الأطفال ممن تبلغ أعمارهم بين 15 و24 عاماً منصات التواصل عبر الإنترنت، مقارنة بنسبة 65% مقارنة ببقية سكان العالم. كما أن الأطفال يقضون وقتاً أطول على الإنترنت اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبنسبة متزايدة، إذ يتصل طفل بشبكة الإنترنت لأول مرة كل نصف ثانية.

وحذرت الأمم المتحدة من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال عبر الإنترنت، وفي مقدمتها التنمر الإلكتروني، إذ صرح أكثر من ثلث الشباب عبر 30 دولة أنهم عانوا من التنمر عبر الإنترنت، إذ يتخلى شاب من بين كل 5 شباب عن المدرسة بسبب تعرضه للتنمر الإلكتروني، إضافة إلى خطاب الكراهية والمحتوى العنيف الذي يتعرضون له عند تصفحهم للإنترنت، بما فيها الرسائل التي تحرض على إيذاء النفس والانتحار.

إضافة إلى خطر التجنيد من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية، بعد أن أصبحت المنصات الرقمية اليوم من الوسائل المستخدمة لنقل المعلومات المضللة وخطاب الكراهية ونظريات المؤامرة ذات التأثير الضار على الأطفال والشباب.

وشددت الأمم المتحدة على أن التهديد الأكبر الذي قد يتعرض له الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتمثل بالاستغلال والانتهاك الجنسيين، إذ صرح حوالي 80% من الأطفال عبر 25 دولة بتعرضهم للشعور بخطر الاعتداء الجنسي أو الاستغلال عبر الإنترنت، إضافة إلى انتهاك شركات التكنولوجيا لخصوصية الأطفال لجمع البيانات لأغراض التسويق، فالوقت الطويل الذي يمضيه الأطفال أمام الشاشة نتيجة ذلك، أمراً قد يضر بالنمو الصحي للطفل.

ويذكر أن وهيئة تنظيم وسائل الإعلام البريطانية أكدت في دراسة نشرتها حديثاً، أن ثلث الأطفال في بريطانيا الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي من دون رقابة والديهم، في حين يمتلك ربع هؤلاء الأطفال هواتف ذكية.