طرح رئيس حزب الإصلاح نايجل فاراج نفسه كوسيط بين الحكومة البريطانية والرئيس الأمريكي المنتخب للمرة الثانية دونالد ترامب، بعد أن أعلن الأخير عن نيته رفع الرسوم الجمركية على كافة واردات وصادرات الولايات المتحدة الأمريكية، وبحكم الصداقة التي تجمع بين نايجل فاراج ودونالد ترامب رشح نايجل نفسه ليكون الوسيط للتوصل إلى اتفاقية محايدة بين الحكومة البريطانية والرئيس ترامب.
وعلى الرغم من هذا الطرح، إلا أن العديد من النواب في البرلمان البريطاني يعتقدون أن الحكومة البريطانية سترفض هذه الوساطة، واصفين نايجل فاراج “بترامب بريطانية”، وهذا ما أشار إليه وزير الخزانة البريطاني دارين جونز، الأحد الماضي، “إنه من غير المرجح أن تطلب الحكومة من زعيم حزب الإصلاح نايجل فاراج العمل وسيطا للتعامل مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب”، وأضاف لإحدى الشبكات الإخبارية: “أعتقد أن هذا غير مرجح، ويجب على فاراج وهو عضو في البرلمان – أن يقضي وقته مع من انتخبوه بدلاً من الذهاب للولايات المتحدة.
والجدير بالذكر أن نايجل فاراج كان قد تواجد في الحملات الأنتخابية لدونالد ترامب ولاية بنسلفانيا، واصفا إياه بـ “الفائز الأكبر” في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة التي فاز بها حزب العمال بأغلبية ساحقة، وقال ترامب للحشد: “لقد كان دائما صديقي لسبب ما، إنه يحبني وأنا أحبه، إنه يقوم بالأمر بشكل جيد هناك، لقد كان الرابح الأكبر في الانتخابات الأخيرة في المملكة المتحدة، إنه رجل مذهل للغاية ويحظى باحترام كبير، إنه متمرد بعض الشيء ولكن هذا جيد لا تغير نايجل.
لكن من أين أتت هذه الصداقة الحميمة بين نايجل فاراج ودونالد ترامب؟
بدأت هذه الصداقة عندما أعلن زعيم حزب الاستقلال آنذاك نايجل فاران عن تأييده لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وإشهار معاداته للمهاجرين وخاصة الإسلاميين، واستغل الهجمات الإرهابية التي وقعت في كل من باريس وبروكسل عام 2015، للدعوة إلى ضرورة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتحدث وقتها عن أزمة المهاجرين المتفاقمة في دول الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضاً: أصداء متناقضة في بريطانيا: ماذا يعني فوز ترامب؟
تزعم نايجل فاران حزب البريكست الذي أسسه وجمع فيه النواب المؤيدين لخروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي وطالب وقتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإجراء استفتاء، مما وضعها في موقف محرج اضطرت على إثره إجراء الاستفتاء، إلا أنه تم الاتفاق على تأجيل بريكست حتى أوكتوبر في نفس العام.
فأعلن فاراج الذي أسس حزب بريكست قبل أسابيع قليلة، أن مرشحي حزبه سيخوضون الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقررة في 23 مايو/ أيار 2019 وأن هدفه هو “تغيير السياسة” في المملكة المتحدة، هذا الدفاع القوي عن الأفكار لنجم حزب بريكست كان محل إعجاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أقدم على خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، عندما خص نايجل فاراج باتصال على إذاعة “أل.بي.سي” البريطانية للثناء عليه، وإعلان دعمه له في الانتخابات المقبلة.
هذا وكان قد قدم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب شكوى قانونية ضد حزب العمال البريطاني متهماً إياه بالتدخل بشكل غير قانوني لمساعدة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الأميركية، فيما رفض زعيم الحزب كير ستارمر تلك الاتهامات، مصراً على أن “علاقات الصداقة لا تزال تجمعه بالمرشح الجمهوري.
ويعود هذا العداء بين دونالد ترامب والحكومة البريطانية إلى مواقف سابقة أعلنت فيها الحكومة البريطانية انتقادها لسياساته، ووقوفها ضد آراءه، ويبدو أن هذه المواقف لا يستطيع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نسيانها، وأكثر من ذلك يبدو أنه حتى نايجل فاراج لا يمكنه التأثير عليه على الرغم من وقوفه إلى جانبه ضد حكومته البريطانيه في الاتهام الذي وجهه لحزب العمال الحاكم.
والجدير بالذكر أن نايجل فاراج لا يفوت الفرصة أبداً بتقديم إحصائيات عن أعدد المهاجرين عامة، والمسلمون خاصةً، وليس لديه أي مشكلة في التعبير عن العنصرية، وأضاف أن المملكة المتحدة ليست أمة إسلامية، لكن بعض المدن هي كذلك.
زعم نايجل فاراج، أن دونالد ترامب دعي لإلقاء كلمة أمام البرلمان البريطاني العام المقبل، قائلاً إن بريطانيا يجب أن تبسط السجادة الحمراء” للرئيس الأمريكي المنتخب، وفقاً لإحدى الصحف البريطانية، وأشار أن رئيس مجلس العموم السير ليندسي هويل كان قد دعى بالفعل دونالد ترامب لإلقاء كلمة أمام البرلمان البريطاني في حين امتنع رئيس حزب العموم عن التعليق على هذا الخبر.
اقرأ أيضاً: نايجل فاراج يدافع عن سفره لمقابلة صديقه ترامب في الولايات المتحدة بعد خطاب الملك مباشرة