جود بيلينغهام مع ريال مدريد، القصة الأكثر حيرةً حالياً في الدوريات الخمس الكبرى، وصل جود إلى ريال مدريد في عام 2023 قادماً من بروسيا دورتموند الألماني، الفتى الإنجليزي حققه حلم طفولته بأن يرتدي قميص قدوته مع نادي طفولته المفصل ريال مدريد، وقمرص قدوته، كان الرقم خمسة، إشارةً للأسطورة الفرنسية، زين الدين زيدان.
لم ينتظر مشجعو ريال مدريد لا فترة اندماج مع الفريق ولا فترة تاقلم مع مركز جديد للإنجليزي، فمن أول موسمٍ له، كان اللاعب الأكثر تأثيراً في أوروبا بشكلٍ إيجابي، حقق كل الألقاب الممكنة من أول عام مع الفريق الأبيض، دوري إسباني كان هو نجمه الأول إحصائياً وأداء، دوري أبطال أوروبا كان هو فيه للنجم الأول وحقق اللقب الحلم أمام فريقه السابق بروسيا دورتموند.
لكن، هذا الموسم، كل شيء تغير مع الإنجليزي، بعد وصول كيليان مبابي إلى الفريق، كل كروت اللعبة تبعثرت، حتى فينيسيوس جونيور لم يعد فينيسيوس الموسم الماضي، خلل كبير في المنظومة كلها لريال مدريد، لم يعد جود يجد نفسه لا بأدوار هجومية ولا بأدوار دفاعية أيضاً، اللاعب انتظر عشر جولات حتى استطاع التسجيل وكان هدفه في مرمى أوساسونا، إذاً ما الخلل في أدوار جود بيلينغهام مع ريال مدريد.
اقرأ أيضاً: ريال مدريد يشهد اعتزال موهبته بعمر الـ19 عاماً!
بعد وصول كيليان مبابي، واعتماد انشيلوتي على رسم 4-3-3 أكثر من ذي قبل، أصبح بيلينغهام منوطاً بأكمال مهام دفاعية أكثر من هجومية، وهنا الخلل الكبير التي تحدثت عنه صحيفة الماركا وانتقدت فيه المدرب أنشيلوتي خاصةً بعد الخسارة القاسية التي مني بها فريق ريال مدريد أمام غريمه برشلونة في البيرنابيو بأربعة أهداف مقابل لاشيء.
في الموسم الأول لبيلينغهام، كان اللاعب حراً أكثر في مركزه ومع الكرة، كان يلعب خلف المهاجم الصريح، في المساحة أعلى خط وسط الملعب، هناك في أنصاف المساحات، وبيلينغهام لاعب يعشق الحرية، أي أنه ضرب من الجنون أن تقيده ضمن أدوار محددة ومقولبة، في الموسم الأول كان يجد حرية كبيرة لوجود توني كروس ولوكا مودريتش يؤمنون له تغطية أكبر كمية من المساحة، لذلك خيار التقدم للأمام كان مضموناً وممكناً، اليوم بيلينغهام مقيد بأكثر من دور من قبل الإيطالي، لذلك، لن يعود الإنجليزي لما كان عليه، إلا بعودة الحرية المطلقة له فوق أرضية الملعب.
اقرأ أيضاً: كيف تمكن ريال سوسيداد من هزيمة برشلونة
صفة بيلينغهام الأولى هي صانع ألعاب، الجميع يعتقد أن حبه لمركز زين الدين زيدان في المحور جعله يعيش نفس الدور أو المركز، لكن للحقيقة منذ أيامه مع بروسيا دورتموند، الإنجليزي أقرب لدور صانع الألعاب أكثر منه لمركز المحور المسؤول عن تنظيم الملعب، زين الدين زيدان مع ريال مدريد كان مثل المولد المسؤول عن توليد كل شيء من الخطوط الأولى لريال مدريد حت خط الهجوم، حتة المواصفات الفنية مختلفة، زين الدين زيدان كان مرواغ مميز، يحافظ على كرته بالمرواغة وحمايتها تحت الضغط، لكن جود بيلينغهام يعتمد على حماية الكرة أكثر من المرواغة، كما يعمل على الاعتماد على التمرير الطولي (القصير و البعيد) أكثر من الحمل التقدمي للكرة والجري فيها لمسافات طويلة، لذلك، لن يعود جود لما كان عليها مع ريال مدريد إلا بعودته لأدواره الرئيسية كلاعب حر بدون أية قيود.
اقرأ أيضاً: نجم تشيلسي مطلوب من دورتموند
مشكلة المركز لن تحل حتى يختار كارلو أنشيلوتي صانع ألعاب صريح للفريق، والأقرب لهذا المركز بدون شك مع قلة مشاركة لوكا مودريتش هذا الموسم، هو الإنجليزي جود بيلينغهام، على أمل استرجاع ما ظهر منه الموسم الماضي.