على ضفاف قناة جراند يونيون، عُثر على عدد من البجع وطيور أخرى ميتة في المياه التي تتدفق عبر شمال غرب لندن، وقد أثارت هذه الظاهرة مخاوف دعاة حماية البيئة، وكشف المتخصصون الحكوميون الآن عن سبب موت البجع في قناة لندن، فما هو؟
أجرت وكالة صحة الحيوان والنبات تحقيقات دقيقة حول هذه الموجة المقلقة من نفوق الطيور، إذ قامت بعمليات تشريح للطيور التي تم انتشالها من قناة جراند يونيون.
وكشفت النتائج أن الطيور كانت في حالة صحية جيدة قبل وفاتها، لكنها كانت تعاني من سوء التغذية في الأيام الأخيرة، ما يشير إلى احتمال تعرضها للتسمم، وأكدت الوكالة أن التسمم الغذائي هو السبب الرئيسي لنفوق هذه الطيور، حيث أظهرت الاختبارات المتخصصة وجود علامات إيجابية للتسمم الناتج عن بكتيريا البوتولينوم، هذا النوع من التسمم يمكن أن يؤدي إلى شلل في الأجنحة والأرجل والعضلات، ما يجعل الطيور عرضة للغرق أو الإصابة بفشل تنفسي.
وفي ذات السياق، تلقت منظمة “آفا” في أوائل أكتوبر الماضي، إبلاغاً من عضو في مجموعة دعم البجع بشأن زيادة عدد البجع النافق في قناة جراند يونيون قرب أكسبريدج، وأُبلِغت وزارة البيئة بذلك، ما أدى إلى جمع الطيور لفحصها بحثاً عن أنفلونزا الطيور كجزء من استراتيجية المراقبة، ومع مرور الأسابيع، تفاقم الوضع، إذ ظهرت حالات إصابة بين الطيور المائية الأخرى مثل البط والأوز، وهذا الأمر أثار القلق من احتمال انتشار أنفلونزا الطيور المميت.
ولكن نتائج التحاليل كشفت عن نتائج سلبية، أي أن أنفلونزا الطيور بريء من جريمة موت البجع في قناة لندن، إضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج التحاليل أنه من غير المرجح أيضاً أن يكون التسمم بالرصاص هو سبب نفوق الطيور، وتم التركيز على التسمم الغذائي، وخاصة بكتيريا Clostridium botulinum.
تسبب هذه البكتيريا التسمم الغذائي لدى الطيور، ما يجعلها تصاب بشلل تدريجي وضعف في الحركة، ويمنعها من المشي أو تحريك أجنحتها، ويؤثر أيضاً على قدرتها على رفع رؤوسها لتناول الطعام أو الشراب، تنمو البكتيريا في بيئات خالية من الأكسجين، وغالباً ما توجد في البحيرات، حيث تزدهر على البروتين من المواد المتعفنة.
من جهتها، قالت منظمة دعم سوان إنها فوجئت بتشخيص التسمم الغذائي، وكتبت على فيسبوك: “في تجربتنا هذا ليس طبيعياً – فعادة ما تتبع حالات التسمم الغذائي فترات من الحرارة وهطول الأمطار الغزيرة”.
وأضافت: “لا يوجد علاج محدد لمرض التسمم الغذائي، نعطي الطيور السوائل والفيتامينات للمساعدة في طرد السم، لكن هذا لا ينجح دائماً، ومن المؤسف أنه في هذه الحالات تكون الطيور قد تدهورت حالتها كثيراً عندما نصل إليها وتموت قبل وصولنا، أو في بعض الحالات بعد وصولنا بفترة وجيزة”.
وتابعت: “نحن نفعل كل ما في وسعنا لإزالة الجثث بمجرد علمنا بذلك، ولكننا نشعر بالعجز بعد ذلك”، معربة عن أملها في أن “يكون الأسوأ قد انتهى”.
بدورها، قالت الجمعية الأميركية للنباتات البحرية في بيان صحفي: “تنمو البكتيريا في بيئات خالية من الأكسجين وتتغذى على البروتين من المواد النباتية والحيوانية المتعفنة، وكثيراً ما توجد في البحيرات الحضرية والقنوات والخزانات المائية”.
ومن المؤسف أن المزيد من الوفيات قد تحدث بين البجع في قناة لندن، وتابعت الجمعية: “عادة ما تصيب حالات تفشي التسمم الغذائي الطيور المائية، وقد تستمر لعدة أسابيع، وقد تؤدي إلى وفاة المئات، وقد تتكرر حالات تفشي المرض كما حدث من قبل في البيئة، فالسم مستقر نسبياً ومستمر”.
جدير بالذكر، أنّ قناة جراند يونيون، التي تعد الأطول في المملكة المتحدة، تمتد من قلب لندن إلى منطقة ميدلاندز، يبدأ مسارها من العاصمة، حيث يتفرع أحد فروعها نحو ليستر، بينما يمتد الفرع الآخر لمسافة 137 ميلاً إلى برمنغهام.
ومن المهم أن يعلم الجميع ضرورة عدم لمس جثث البجع في قناة لندن أو الطيور المريضة، وبدلاً من ذلك، يجب عليهم الاتصال فوراُ بخط المساعدة التابع لوزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية على الرقم 03459 33 55 77، مع تقديم موقع دقيق قدر الإمكان، للإسهام في حماية الصحة العامة وضمان التعامل السليم مع هذه الحالات.