بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، قد يكشف عن هاري العديد من الأسرار بخصوص أوراق الهجرة الخاصة به، إذ يقول خبراء أنه يواجه قتالاً للبقاء في الولايات المتحدة الإمريكية.
وقد يواجه الدوق الترحيل في أية لحظة خلال السنوات الأربعة القادمة ضمن فترة حكم ترامب بحسب المحامي البارز بيفرلي هيلز ألفونس بروفينزيانو، الخبير في النزاعات الدولية المتعلقة بقانون الأسرة للأثرياء والمشاهير.
وبحسب مؤسسة هيريتيج، فقد خسر الدوق “حماية” إدارة بايدن، ذلك في ظل محاربة المؤسسة البحثية المحافظة التي يقع مقرها في واشنطن في الحصول على وثائق تأشيرة دوق ساسكس حتى يتمكنوا من معرفة ما إذا كان قد اعترف بتعاطيه للمخدرات.
يواجه الدوق معركة حقيقية للبقاء في الولايات المتحدة بسبب ترامب الموجود في البيت الأبيض ومؤسسة هيريتيج ترفض الاستسلام، على الرغم من أن زوجته أمريكية وأطفاله مواطنون مزدوجون، وبالعودة إلى تصريحات ترامب سابقاً أكد مراراً وتكراراً إنه يعتقد أنه لا ينبغي السماح لهاري بالبقاء في الولايات المتحدة لأنه “خان الملكة” وربما لم يكن صريحاً بشأن تعاطيه للمخدرات في طلب التأشيرة الخاص به”.
كما سيكون محامو الدوق هاري مشغولين على مدى السنوات الأربع المقبلة، إذ أوضح ترامب بوضوح أنه إذا عاد إلى منصبه، فسوف يسعى إلى إخراج هاري من البلاد”، وعلى الرغم من صدور قرار قضائي عام 2023، قال فيه القاضي المحكمة الجزئية الأمريكية كارل نيكولز إن المحكمة وافقت على أن “مصلحة الخصوصية لهاري تفوق أي مصلحة عامة”، لكن يعتقد الخبراء أن التغيير في الإدارة في البيت الأبيض قد يغير ذلك.
وكانت إدارة بايدن قد رفضت دعوى قضائية رفعتها مؤسسة هيريتيج للحصول على مزيد من المعلومات حول وثائق هاري السرية الخاصة بالهجرة، لكن مع وجود ترامب بالرئاسة الأمريكية قد يتم التصريح عنها بشكل علني دون احترام خصوصية هاري وعائلته.
والجدير بالذكر أن دوق ساسكس انتقل إلى مونتيسيتو مع ميغان ماركل وآرتشي في عام 2020، وكشف في مذكراته التي صدرت عام 2023 بعنوان Spare أنه تعاطى الكوكايين والماريجوانا والفطر المخدر عندما كان شاباً، وبحسب طلبات التأشيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية يجب ذكر ما إذا كان الشخص قد تعاطى المخدرات من قبل أو لا.
وقال بروفينزيانو إنه إذا تبين أن الدوق قدم معلومات خاطئة عن استخدامه السابق للمخدرات في طلب التأشيرة الخاص به، وخصوصاً أنه صرح عن ذلك في كتابه كما ذكرنا سابقاً، “فإن هذا قد يكون سبباً للحكومة لمواصلة ترحيله”، وأضاف: “لقد تعهدت إدارة ترامب بإبعاد أولئك غير المتواجدين هنا بشكل قانوني، وربما يكون الأمير هاري على قائمة المطلوبين”.
وعلى الرغم من أن الأمير آرتشي والأميرة ليليبت هما مواطنان مزدوجان للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلا أن ذلك لن يكون سبباً في عدم ترحيله إذا قدم معلومات خاطئة بشأن المخدرات.
وقد يكون قرار الزوجين بشراء منزل في البرتغال مرتبطاً بهذا القرار، وقال أحد المطلعين لأحد الصحفيين التابع لإحدى الصحف البريطانية: “يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من هاري مرة أخرى في بريطانيا في السنوات القادمة”، وأضاف المصدر نفسه إن هذا يرجع جزئياً إلى أن دوق ودوقة ساسكس يبذلان جهوداً “يائسة” على نحو متزايد للصلح مع العائلة المالكة، وجاء ذلك في أعقاب سلسلة من التعليقات العدائية من عائلة ترامب.
كان طلب الحصول على تأشيرة دوق ساسكس موضع تساؤل لأول مرة بعد أن اعترف في مذكراته لعام 2023 باستخدام أنواع مختلفة من المخدرات ترفيهياً- وهو الأمر الذي كان سيُطلب منه الكشف عنه في مستندات الهجرة، وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأنه “لن يحمي” الأمير هاري إذا أصبح رئيساً مرة أخرى.
لكن لماذا هذا العداء بين الأمير هاري والرئيس المنتخب دونالد ترامب؟
يعود الخلاف بين ترامب ودوق ساسكس إلى انتخابات عام 2016 عندما وصف الرئيس السابق ميغان بأنها “بغيضة” بعد أن وصفته بأنه “مثير للانقسام” و”كاره للنساء”، وقال ترامب في فبراير/شباط إنه “لن يحمي” هاري إذا فاز بولاية ثانية لأنه “خان الملكة”.
ومن جانب آخر عندما سُئل عن ذلك في مقابلة مع نايجل فاراج، قال ترامب إنه سيتخذ “الإجراءات المناسبة” إذا تبين أن هاري كذب، بينما كان إريك نجل ترامب أكثر صراحة عندما قال إن والده سوف يرحل الدوق هاري “بسعادة” وإن بريطانيا لن ترغب في استقباله أيضا.
وأشار مايكل وايلدز محامي الهجرة المقيم في نيويورك والذي عمل مع السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب للحصول على البطاقة الخضراء لوالديها، قال إن آراء الرئيس السابق بشأن الهجرة كانت أكثر ذكاءً مما قد يظن الناس، وإن الدوق لن يكون لديه سوى بضعة أيام للخروج من أمريكا إذا كان يحمل تأشيرة تم إلغاؤها، ولكن إذا كان الأمير يحمل البطاقة الخضراء، فقد يواجه محاكمة خاصة بالهجرة حيث سيكون من حقه الحصول على “دفاع قوي للغاية”.