يحرص العديد من أبناء الجالية العربية على تعليم أولادهم اللغة العربية الصحيحة، نظراً لكونهم ينشأون في بيئة غير ناطقة باللغة الأم، وبالتالي يبحث الأهالي عن مدارس لتعليم العربية تكون على سوية عالية، ما يضمن تلقي أبنائهم لعلوم اللغة بطريقة سلسلة تجعلهم متمكنين منها.
ومن الأهداف التي يسعى الأهالي لتحقيقها عند تسجيل أبنائهم في إحدى المدارس التي تعلم اللغة العربية، تأمين تعدد المصادر التي يحصل من خلالها الأبناء على الثقافة العربية، الأمر الذي يعزز عملية تكوين هويتهم الفكرية والثقافية، ويؤكد على انتمائهم إلى بلدانهم بالتزامن مع تقبلهم لمفاهيم التعايش والاندماج في المجتمع البريطاني.
وفي استعراض تفصيلي لأبرز المدارس التي تعتمد العربية في مناهجها تبرز أسماء ست مدارس تصدرت المشهد التعليمي في هذا المجال للعام 2024، وأول هذه المدارس مدرسة السيدة نفيسة المستقلة، وهي مدرسة متواجدة في سوق التعليم البريطاني منذ العام 2009، وترتكز في نجاحها المستمر على دعم الطلاب بمنهج دراسي، يلبي الاحتياجات الفكرية والروحية والدنيوية للطالب، إلى جانب التركيز الكبير على اللغة العربية.
ومن المميز في مدرسة السيدة نفيسة أنها تعمل على تعريض الطالبات يومياً للغة العربية، وغرس حبها وفهمها لديهن، إلى جانب تخصيص حصص دراسية أساسية، تتطرق إلى مواضيع، السيرة النبوية وعلوم القرآن والفقه والحديث.
وتستقبل المدرسة الطالبات المسلمات من الفئة العمرية التي تمتد ما بين 7 و18 عاماً، وتهدف إلى إكسابهن الثقة بالنفس والتوازن إلى جانب التفتح الذهني، الأمر الذي يمنحهن القدرة على التفوق في جميع مناحي الحياة.
ومن المدارس المميزة أيضاً في تعليم اللغة العربية مدرسة فانوس المعرفة الثانوية للبنين، وتتصف المدرسة بالحيوية ودعمها لمفهوم الرفاهية في التعليم، والذي يحرص على الجوانب الروحية والأخلاقية، لتخريج مجموعة من الطلبة النموذجيين، الذين يتمثلون قيم الدين الإسلامي في الرحمة والتسامح والتعايش، وتخصص المدرسة جزءاً من المنهج للغة العربية، ودعم الطلبة للتواصل مع اللغة كعلم ومنهج حياة.
وفي ذات السياق تعتبر مدرسة لندن الإسلامية، الهدف المنشود لأهالي الأطفال من الذكور ضمن الفئة العمرية التي يتراوح أعمار أفرادها ما بين 7 و18 عاماً، فلا يحصل الأطفال في المدرسة على علوم العربية فحسب، بل إنهم يتمثلون أيضاً تعاليم الدين الإسلامي، من عقيدة وعبادة وأخلاق، ويحرص الكادر التعليمي على رعاية الأطفال حتى يتمكنوا من التعرف على ذواتهم، وتقديرها واكتساب الحكمة والثقة بأنفسهم، ويشكل اعتماد اللغة العربية كلغة أساسية في المدرسة أحد عوامل ترسيخ الهوية العربية والإسلامية عند الطلبة الصغار، دون إغفال اندماجهم في المجتمع الذي يعيشون فيه.
ومن الأشياء الأساسية التي يركز عليها منهاج مدرسة لندن الإسلامية، قدرة الطالب على التمييز بين الصواب والخطأ، وإعدادهم حتى يكونوا في المستقبل مواطنين بريطانيين أسوياء قادرين على احترام القانون وفهمه وبالتالي الالتزام بتطبيقه.
وتأتي مدرسة الهدى للبناتضمن قائمة أفضل مدارس لتعليم العربية وذلك بفضل الصفات التي يتحلى بها فريق العمل في المدرسة، والتي تجمع ما بين الإخلاص والاجتهاد والطموح، لخلق جيل من الطالبات الصادقات مع أنفسهن، في عالم متسارع ومتجدد تغيب عن تفاصيله الحقيقة، وتقوم مدرسة الهدى للبنات على توفير مجموعة من الفرص المتساوية للطالبات، والعناية بنموهم العقلي والروحي وحتى الجسدي، من خلال التركيز على أهمية اللياقة البدنية، بوصفها الأساس لعيش نمط حياة صحي، ومن الجدير بالذكر أن الفئة المستهدفة هي الإناث بين 7 و18 عاماً، وتعتني هذه المدرسة باللغة العربية لدرجة كبيرة، حرصاً منها على أن تتمكن جميع الطالبات من ممارسة اللغة العربية بمنتهى الاحترافية.
ومن المدارس المميزة في بريطانيا بتعليم اللغة العربية مدرسة أكاديمية أزهر للبنات، والتي تعتني بثقافة طالباتها من خلال تدريسهم منهجاً يدعم اللغات، العربية والإنكليزية والفرنسية، كما تعتني المدرسة من خلال مناهجها بالسوية الثقافية لطالباتها، عبر التطرق لمواضيع اللغة والآداب والرياضة والعلوم والأخلاق إلى جانب العناية بالجسد والروح والإبداع والحضور الاجتماعي للطالبات الذين تتراوح أعمارهن ما بين السبع سنوات والثمانية عشرة عاماً.
وتأتي مدرسة أكاديمية حفص كسادس مدرسة على قائمة مدارس لتعليم العربية في بريطانيا، وتدعم في مناهجها اللغة العربية والثقافة الإسلامية، وهي مدرسة مخصصة للذكور، وتهدف إلى تأمين بيئة سليمة تضمن تنشئة الطفل بوعي، بما يحقق التماسك المجتمعي العربي في بريطانيا، بالاعتناء ببذور أبناء الجاليات العربية فيها.