وسط أمطار غزيرة ورياح عاتية، اجتاحت العاصفة بيرت إنجلترا وويلز، مخلفة وراءها مئات المنازل والشركات المتضررة، وهذه الكارثة الطبيعية لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت تذكيراً صارخاً بقوة الطبيعة التي لا يمكن التنبؤ بها تماماً، وبالتحديات التي يفرضها التغير المناخي على المجتمعات.
في هذا المقال، نستعرض حجم الأضرار التي خلفتها العاصفة، وردود الأفعال من الحكومات المحلية والجهات المسؤولة، إلى جانب التحذيرات المستقبلية والإجراءات المتخذة لتفادي مثل هذه الكوارث في المستقبل.
وفي التفاصيل، فقد كشف الوزراء عن حجم الأضرار الناتجة عن العاصفة بيرت التي ضربت إنجلترا وويلز، وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية (Met Office) تحذيراً جديداً من الطقس السيئ في أجزاء من جنوب إنجلترا.
وحسب المعطيات الجديدة، فقد تسببت العاصفة بيرت في إغراق أكثر من 500 منزل وشركة في إنجلترا وويلز، ففي ويلز (Wales)، صرحت رئيسة الوزراء، إلينيد مورغان (Eluned Morgan)، أن 400 منزل قد تضررت، بالإضافة إلى البنية التحتية والشركات، وأكدت أن هناك تحقيقات جارية لمعرفة أسباب تأخر التحذيرات لبعض السكان.
وأشارت مورغان إلى طلب حكومتها مزيداً من الأموال من الحكومة البريطانية لتأمين مكبات الفحم القديمة، وذلك بعد انهيار أرضي في منطقة كومتيلي (Cwmtillery) جنوب ويلز أدى إلى إجلاء السكان.
وفي إنجلترا (England)، أعلن وزير البيئة البريطاني، ستيف ريد (Steve Reed)، أن 107 عقارات تضررت بفعل الفيضانات، مشيراً إلى أن تأثير الفيضانات المقبلة سيكون أقل حدّة مقارنة بعطلة نهاية الأسبوع الماضية.
وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية تحذيراً أصفر اللون من الأمطار الغزيرة يبدأ من الساعة العاشرة مساء الثلاثاء وحتى منتصف نهار الأربعاء، ويشمل التحذير مناطق مثل لندن (London)، إسكس (Essex)، كِنت (Kent)، سَسِكس (Sussex)، جزيرة وايت (Isle of Wight)، دورست (Dorset)، ومنطقة صغيرة حول بلايموث (Plymouth) في ديفون (Devon)، ولا يشمل التحذير ويلز.
اقرأ أيضاً: العاصفة بيرت: مشاكل في المواصلات والكهرباء
هذا وسمي نظام الضغط المنخفض الذي يجلب الأمطار إلى جنوب إنجلترا باسم العاصفة كونال (Storm Conall) من قبل خدمة الطقس الهولندية (KNMI)، ومن المتوقع أن تصاحبها رياح قوية في هولندا يومي الأربعاء والخميس.
خلال جلسة أسئلة رئيسة الوزراء في البرلمان الويلزي (Senedd)، تساءل سياسيون معارضون عن سبب تلقي بعض السكان تحذيرات الفيضانات فقط من الجيران، وذكرت مورغان أن هيئة الموارد الطبيعية الويلزية (Natural Resources Wales – NRW) أرسلت أكثر من 95000 رسالة تحذير وجرى التواصل مع 46000 شخص.
وأوضحت أن هناك حاجة لتحليل الإجراءات لمعرفة ما إذا كان يمكن تحسين نظام التحذير، مضيفةً أن الدروس المستفادة من العاصفة دينيس (Storm Dennis) عام 2020 قد طبقت، مما أدى إلى انخفاض عدد المنازل المتضررة من 2000 منزل في عام 2020 إلى 150 منزلاً هذا العام في مناطق مثل بونتيبريد (Pontypridd) ورونددا كينون تاف (Rhondda Cynon Taf) في جنوب ويلز.
وأكدت مورغان أن التغير المناخي يجعل من الصعب حماية كل الممتلكات في ويلز، وأشارت إلى أن الأمطار الغزيرة أصبحت أكثر شيوعاً بسبب الاحترار العالمي، ما يزيد من شدة وتكرار الفيضانات.
وتقدم الحكومة الويلزية منحاً بقيمة 500 جنيه إسترليني لكل أسرة متضررة و1000 جنيه إسترليني للأسر غير المؤمن عليها، وقدرت تكاليف تأمين مكبات الفحم في ويلز بحوالي 600 مليون جنيه إسترليني، بينما حصلت الحكومة على 25 مليون جنيه فقط من الحكومة البريطانية.
وقالت مورغان: «ندرك أن هذا مشروع يستغرق من 10 إلى 15 عاماً ولا يمكن تنفيذه بين عشية وضحاها» مؤكدة الحاجة لمزيد من الأموال مع تحسين كفاءة استخدامها.
اقرأ أيضاً: شقيقتان بريطانيتان تؤسسان شركة تجميل من مرآب للسيارات!
وكانت قد اجتاحت العاصفة «بيرت» بريطانيا وأيرلندا، متسببة في أحوال جوية قاسية شملت تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة ورياحاً قوية، فيما أسفرت العاصفة عن وفاة رجل في الستينيات من عمره جنوب إنجلترا، وتعطلت حركة السفر في مطار نيوكاسل شمال شرق إنجلترا نتيجة تساقط الثلوج الكثيفة.
كما انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من المنازل والمزارع والشركات في أيرلندا، وتوقفت بعض خطوط السكك الحديدية وأُغلقت طرق في بريطانيا، ووصف خبراء الطقس العاصفة بأنها «حدث متعدد الأخطار» نظراً لتنوع تأثيراتها.