داعية بريطاني يحذّر: وراء المرض حكمة إلهية
تابعونا على:

منوعات

داعية بريطاني يحذّر: وراء المرض حكمة إلهية

نشر

في

44 مشاهدة

داعية بريطاني يحذّر: وراء المرض حكمة إلهية

اعتبر داعية بريطاني أنّ التحرك الأخير على صعيد القطاع الصحي من شأنه أن يحدث تغييرات جذرية في المجتمع البريطاني، وقال الداعية الإسلامي البريطاني والمفتي “زبير بوت” في تصريحات إعلامية لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أنّ هناك حكمة إلهية من وراء المرض، قد لا يدركها البشر، لذا من الخطأ بمكان مساعدة أؤلئك المصابين بأمراض مستعصية على إنهاء حياتهم. 

وتابع الداعية بوت، والذي يشغل منصب المرشد الديني في مستشفيات مدينة “ليدز” (Leeds) البريطانية، إلى جانب عضويته في مجلس مساجد “برادفورد” (Bradford)، أنّ خطورة المرحلة القادمة تكمن في أنّ القانون يشمل كافة أطياف المجتمع البريطاني، بغض النظر عن الانتماء الديني، وبالتالي فإنه سيحدث أثره العميق في المجتمع.

وفي ذات السياق تابع الداعية بوت، بإنّ المجتمع اليوم ينظر إلى الحالات المستعصية من المرضى ولكبار السن وذوي الإعاقة على أنهم بحاجة للرعاية، ولكن مع نفاذ القانون الحالي ستتغير النظرة، مع وجود بدائل أخرى للتعامل مع هذه الحالات، وفي أحسن الأحوال سيغير من نظرة المجتمع إليهم.

اقرأ أيضا: محلات لبيع المنتجات الإسلامية في بريطانيا

داعية بريطاني يحذّر: وراء المرض حكمة إلهية وتعتبر مدينة برادفورد البريطانية، المدينة الأعلى استقطاباً للمسلمين في المملكة المتحدة، ويعتبر إقرار مشروع قانون فيها يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، حدثاً كبيراً سيتفاعل معه وجهاء المدينة من رجال الدين للإضاءة والتحذير، فخروج داعية بريطاني للتوضيح يعتبر بمثابة أمر ضروري، حتى لا يختلف على الناس ما هو واضح في الشرع والدين الإسلامي، إذا أكد الداعية بوت أنّ  حق منح الحياة أو سلبها، هو حق حصري لله سبحانه وتعالى.

وفي السياق أضاف أيضاً بالقول، إنّ مشروع القتل الرحيم الذي يساعد الأشخاص على إنهاء حياتهم، يقلل من هيبة الموت ومبدأ الحياة، ويرسخ القناعة عند البعض بأنّ الموت أفضل من الحياة مع مرض قاتل، وهو ما ينهي أمل المرضى بالشفاء ويمس قدسية الحياة بحد ذاتها.

ويأتي تحرك داعية بريطاني وعدد من المسلمين الرافضين لفكرة القتل الرحيم، على خلفية تصويت أكثر من نصف أعضاء البرلمان وعددهم 330 نائباً على مشروع القانون المتعلق بالمساعدة على الموت، لأؤلئك البالغين المصابين بأمراض مستعصية، والمتوقع وفاتهم خلال مدة أقصاها 6 أشهر.

اقرأ أيضاً: الموت الرحيم يتلمس طريقه في انكلترا وويلز واسكتلندا

وفي سياق مواز سجل نواب منطقة برادفورد موقفاً واضحاً إزاء مشروع قانون القتل الرحيم، ولم تقتصر حالة الرفض على خروج داعية بريطاني عبر وسائل الإعلام، لتوضيح مدى خطورة القانون على النسيج الاجتماعي، ومساسه مباشرة بمبادئ الشريعة الإسلامية، إذ رفض جميع النواب في البرلمان البريطاني الممثلين لمنطقة برادفورد مشروع القانون، وامتنعت النائبة “جوديث كامينز” الممثلة لجنوب برادفور عن التصويت، وصوت بعدم الموافقة على مشروع القانون كل من “آنا ديكسون” الممثلة لمنطقة “شيبلي”(Shipley)، و”ناز شاهالنائبة عن غرب برادفورد، وعمران حسين، النائب عن شرق برادفورد، و”روبي مور”، النائب عن “كيلي” (Keighley) و “إكلي” (Ilkley).

وفي سياق منفصل ينص مشروع قانون القتل الرحيم، الذي كانت اقترحته النائبة في حزب العمال “كيم ليدبيتر” (Kim Leadbeater)، على مجموعة من البنود والاشتراطات القانونية التي تساعد الأشخاص المصابين بحالات طبية ميؤوس منها على إنهاء حياتهم، ومن بين هذه الشروط؛ أنّ يكون الشخص المتخذ للقرار قد أتم الثمانية عشر عاماً أو أكثر، وهو مقيم في إنكلترا أو ويلز، وحالته وسجله الطبي مثبت عند الطبيب المختص لمدة 12 شهراً على الأقل.

ومن بين الاشتراطات أيضاً، أن يكون المريض الذي يتخذ القرار بكامل قواه العقلية، ويتخذ القرار بملئ إرادته الحرة، دون إجبار من أي طرف خارجي، ودون أن يتعرض لإكراه أو ضغط من أحد.

ومن الاشتراطات الصارمة بخصوص القانون، أن يكون الشخص مصاباً بمرض مميت ومن المتوقع وفاته خلال ستة أشهر على أبعد تقدير، ومن المفترض أن يتقدّم المريض بورقتين على هيئة بيان إقرار يوضح فيهما رغبته التامة بالموت، وتكون هذه البيانات موقعة بحضور عدد من الشهود.

وعلى طالب الموت الرحيم أن يحصل على موافقة طبيبين مستقلين عن بعضهما البعض، بفارق زمني مدته سبعة أيام، يخضع خلالها المريض لتقييم جديد في كل مرة، ومن ثم يحصل بعد ذلك على موافقة القاضي في المحكمة العليا، بجواز إنهاء حياته.

ومع صدور القرار يحصل المريض على فترة للتفكير، تبلغ مدتها أربعة عشر يوماً، كحد أقصى وثمانية وأربعين ساعة كحد أدنى، في حال كان على وشك الموت.

ويخضع مشروع قانون القتل الرحيم حاليا للدراسة والمشاورات، والتدقيق الذي سيستغرق عدداً من الأشهر القادمة، حتى يحسم البرلمان البريطاني كلمته، بعد الحصول على آراء مجلسي النواب واللوردات، وتشير أغلب المعطيات إلى قبول مبدأي للقانون، لكن من الجائز أن تدخل عليه بعض التعديلات البسيطة، وهو ربما ما دفع داعية بريطاني للتحرك وتوضيح موقف الإسلام منذ البداية.

اقرأ أيضاً: مكتبات إسلامية في بريطانيا

X