تحذير: لن يصمد الجيش البريطاني أكثر من ستة أشهر!
تابعونا على:

أخبار لندن

تحذير: لن يصمد الجيش البريطاني أكثر من ستة أشهر!

نشر

في

48 مشاهدة

تحذير: لن يصمد الجيش البريطاني أكثر من ستة أشهر!

في عالم يشهد تحولات استراتيجية غير مسبوقة، تبرز الحاجة إلى إعادة تقييم القدرات العسكرية للدول الكبرى في مواجهة الأزمات العالمية، وفي هذا الإطار جاء حديث الوزير البريطاني لشؤون المحاربين القدامى والأفراد، أليستير كارنس، حول قدرة الجيش البريطاني على الصمود في مواجهة حرب بحجم الحرب الدائرة في أوكرانيا، ليسلط الضوء على تهديدات جدية قد لا تُحسب حساباتها بالشكل الكافي.

في هذا المقال، نستعرض تحذيرات كارنس التي قد تُغير كثيراً من مفاهيم الاستراتيجية العسكرية البريطانية، إليكم التفاصيل..

كشف الوزير البريطاني لشؤون المحاربين القدامى والأفراد، أليستير كارنس (Alistair Carns)، عن تحذيرات جدية بشأن قدرة الجيش البريطاني على الصمود في حال خوضه حرباً مماثلة للصراع الدائر في أوكرانيا، وصرح كارنس خلال مؤتمر نُظّم في معهد الخدمات الملكية المتحدة للدراسات الأمنية (Royal United Services Institute) في لندن، بأن معدلات الخسائر اليومية التي يعاني منها الجيش الروسي، والتي تصل إلى 1500 جندي ما بين قتيل أو جريح، قد تؤدي إلى استنزاف الجيش البريطاني بالكامل خلال مدة تتراوح بين ستة أشهر إلى عام.

وأكد كارنس أن هذه التقديرات تبرز الحاجة الماسة إلى توليد القوة والعمق بسرعة في أوقات الأزمات، وبيّن أن الجيش البريطاني، في ظل معدلات الخسائر الحالية، سيكون معرضاً للنفاد حتى أثناء العمل كجزء من تحالف دولي أوسع، مضيفاً: «هذا لا يعني الحاجة إلى جيش أكبر حجماً، بل الحاجة إلى قدرة سريعة على توليد القوة الجماعية».

ووفقاً للأرقام الرسمية، بلغ عدد أفراد الجيش البريطاني في الأول من أكتوبر 109245 فرداً، منهم 25814 متطوعاً من قوات الاحتياط، وأوضح كارنس أن قوات الاحتياط تُعد جزءاً أساسياً لتحقيق هذه القدرة الجماعية، قائلاً: «بدونها لا يمكننا تحقيق القوة الجماعية أو تنفيذ المهام الدفاعية المتنوعة».

اقرأ أيضاً: أمريكا أم الاتحاد الأوروبي.. من ستختار بريطانيا؟

ودعا كارنس إلى ضرورة اللحاق بحلفاء المملكة المتحدة في حلف الناتو من خلال إعطاء أهمية أكبر لقوات الاحتياط، وفي سياق متصل، أشار المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني إلى أن وزير الدفاع جون هيلي (John Healey) ناقش سابقاً حالة القوات المسلحة التي جرى تسلمها من الحكومة السابقة، وصرّح المتحدث قائلاً: «لهذا السبب جرى تخصيص مليارات الجنيهات لتعزيز ميزانية الدفاع وإجراء مراجعة استراتيجية لضمان توفر القدرات اللازمة للدفاع عن البلاد».

وشهدت أعداد القوات المسلحة البريطانية انخفاضاً مستمراً خلال السنوات الـ 14 الماضية، وهو تراجع استغلته المعارضة العمالية خلال فترة الانتخابات، حيث اتهم زعيم حزب العمال كير ستارمر (Keir Starmer) حزب المحافظين بتقليص الجيش إلى حجمه الأصغر منذ حقبة نابليون، في المقابل، برر وزير الدفاع السابق بن والاس (Ben Wallace) خطط تقليص القوات عام 2021 بالقول: «عندما تتغير التهديدات، نتغير معها… من المهم أن تكون قراراتنا مدفوعة بالتهديدات وليس بالعاطفة».

هذا وأدى استمرار الحرب في أوكرانيا، إلى جانب عودة دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، إلى ظهور دعوات جديدة لزيادة الاستثمارات العسكرية في المملكة المتحدة، وأشار ترامب إلى نيته إنهاء الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، ما قد يترك على عاتق حلفاء الناتو الأوروبيين ملء هذا الفراغ.

وكان قد رفض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فكرة أن المملكة المتحدة ستُجبر على الاختيار بين تقوية علاقاتها مع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وأكد أن حكومته لن تتخلى عن الشراكة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أهمية تعزيز العلاقات مع أوروبا.

اقرأ أيضاً: هل سينجح ستارمر بإقناع الخليج باتفاق تجاري؟

وفي سياق متصل، صرّح ستيفن مور، المقرب من ترامب، الشهر الماضي بأن بريطانيا قد تجد نفسها أمام خيار بين الحفاظ على العلاقة «الاستثنائية» مع الولايات المتحدة وتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي، الذي أطلق عليه ترامب لقب «الصين الصغيرة».

أما السفير البريطاني السابق في واشنطن، ديفيد مانينغ، فقد وصف موقف رئيس الوزراء بأنه «صائب»، لكنه حذر من صعوبته، مشدداً على أهمية توجيه المصالح بين الطرفين، وأضاف مانينغ أن التظاهر بتوافق الآراء في ملفات مثل أوكرانيا والشرق الأوسط لن يكون مجدياً، وأن المملكة المتحدة ستحتاج إلى التكيف مع توجهات ترامب المحتملة.

اقرأ أيضاً: هل ستخوض بريطانيا حرباً ضدّ روسيا؟

X