كانت آبي هامفرز قد اختطفت بعد ثلاث ساعات من ولادتها في مستشفى نوتنغهام على يد امرأة ادعت أنها ممرضة أسنان تدعى جوليا كيلي، إلا أنها لم تكتشف أنه تم اختطافها وعودتها لأهلها إلا في عمر العشر سنوات، عندما كانت تبحث في قصاصات الجرائد لترى أنه تم النشر عن قصتها بالتزامن مع عيد ميلاد الأميرة ديانا آنذاك.
وفي تفاصيل حادثة الاختطاف، بعد اختطافها من قبل الممرضة كيلي، ناشد والدي آبي هامفرز عبر وسائل الإعلام المحتطفين أن يعيدوا ابنتهم لهم، بعد أن ساعد المراسلون في رفع مستوى الوعي بقضيتها في الأخبار، عبر مؤتمر صحفي تم بثه مباشرة على شاشة التلفزيون، إذ قالت والدة آبي هامفرز كارين : “من أخذ طفلتنا، هل يمكنه من فضلك أن يعيدها إلينا”.
وبعد ستة عشر يوماً، تم اكتشاف المولود الجديد آبي هامفرز في عنوان في وولتون على بعد ميلين فقط من المستشفى، وكانت الشرطة قد تلقت بلاغاً بأن ممرضة أسنان سابقة تدعى جوليا كيلي، تعيش هناك مع صديقها ووالدته، كانت حاملاً وتنتظر مولوداً ذكراً، لكنها عادت إلى المنزل ومعها فتاة، مما أثار شكوك الجيران، بعد أن ادعت الحمل لإقناع صديقها بعدم المغادرة، وبعد إلقاء القبض عليها، اعترفت كيلي بذنبها في اختطاف آبي وتم وضعها تحت المراقبة لمدة ثلاث سنوات وعولجت من اضطراب الشخصية الشديد.
نشأت آبي دون علم باختطافها حتى عثرت في سن العاشرة على قصاصات صحفية ورسالة من الأميرة الراحلة ديانا، التي كانت تحتفل بعيد ميلادها في الأول من يوليو/تموز، وقالت آبي هامفرز أن والديها أخباراها بما حدث على دفعات حتى لا تتشكل لديها صدمة.
ظلت عائلة آبي هامفرز تعاني من المآسي على مدى العقود التي تلت الاختطاف، إذ توفيت والدتها كارين بسرطان الثدي في عام 2020، بعد عدة سنوات من مغادرة الأسرة للمملكة المتحدة لبدء حياة جديدة في نيوزيلندا، بيننا ظل السرطان يطارد العائلة لأجيال، إذ تم تشخيص إصابة خالة آبي وجدتها وأبناء عمومتها ووالدة جدتها بالمرض.
بعد مرور عام على وفاة والدتها، تم تشخيص إصابة آبي هامفرز بورم سرطاني في المخ، وتم إعطاؤها عاماً واحداً فقط للعيش، وقالت لإحدى الصحف البريطانية: “لقد عانينا للتو من قدر رهيب من سوء الحظ، عادةً ما أختار النظر إلى الجانب الإيجابي من كل شيء، هذا يجعل الجميع يشعرون بتحسن”.
وفي صفحة لجمع التبرعات لعلاجها، قالت الأسرة: “لا أحد منا يستطيع أن يصدق أننا نواجه هذا، خاصة بعد أن خسرت كارين همفريز، والدة آبي، معركتها مع سرطان الثدي في سبتمبر/أيلول الماضي.
هذا ورفضت نيوزيلندا إعطاء آبي نوعاً من العلاج الكيميائي يسمى أفاستين، والذي أوصى به طبيب الأورام الخاص بها، ولكن لا يتم تمويله في نيوزيلندا، وبعد أن تمكنت من جمع أكثر من 80 ألف دولار نيوزيلندي (36 ألف جنيه إسترليني) لهذا الغرض، بتحديث منشور على الصفحة من قبل المتابعين: “سيتم إنفاق هذه الأموال على تغطية تكاليف العلاج الكيميائي لآبي بما في ذلك أفاستين غير الممول، سيتم استخدام أي أموال إضافية لمساعدة كارل في أخذ إجازة من العمل ووضعهم في سكن أقرب إلى المستشفى خلال الأوقات الصعبة”.
في حين واصلت كيلي تكوين أسرتها الخاصة، بعد سرقة آبي والتظاهر بأنها ابنتها، حُرمت آبي من فرصها في إنجاب الأطفال بسبب مرضها في السرطان، إذ قالت لإحظى الصحف البريطانية عام 2021: “لقد كنت دائماً ذلك الشخص الذي وُلِد ليكون أماً، لقد اعتنيت بالأطفال طوال حياتي، وكنت أنا وكارل مستعدين أخيراً لتوسيع أسرتنا عندما تم تشخيصي للأسف بسرطان المرحلة الرابعة، لقد قمنا بإزالة بويضاتي من خلال أخصائي الخصوبة، لكننا على الأرجح لن نستخدمها بسبب صحتي”.
وعلى الرغم من نجاة آبي هامفرز من السرطان لمدة أربع سنوات تقريباً بعد تشخيص إصابتها به إلا أنها توفت الأحد 8 ديسمبر، وأكد كارل وفاة زوجته عن عمر يناهز 30 عاماً، وكتب في منشور عام على فيسبوك: “توفيت آبي الجميلة بسلام أمس، محاطة بأحبائها، لقد قاتلت بشدة بكل قوة ورشاقة لأكثر من أربع سنوات ويمكنها أخيراً أن تستريح”.
وتظل عملية اختطاف الطفلة حديثة الولادة آبي همفريز واحدة من أكثر عمليات الاختطاف جرأة في تاريخ بريطانيا.
اقرأ أيضاً: حادثة الأميرة ديانا تتكرر مع ابنها هاري وزوجته.. بعد نجاتهما من حادث مأساوي!