تتمتع الفتيات المسلمات في المدارس البريطانية بحقوق متكاملة مدعومة باستقلالية القرار وحرية المعتقد، فيما يتعلق بارتداء الملابس الإسلامية المحتشمة، وهو اليوم ما تعيشه الطالبات المسلمات في المدارس البريطانية ما انتشار استخدام الحجاب الرياضي الذي يؤمن لهن حرية أكثر في اللعب، ويكسبهن الثقة أثناء الحركة.
وحصلت فتيات أكاديمية بريستول مؤخراً، على تبرع بـ50 حجاباً رياضياً، وهي أغطية للرأس تتضمن شريطاً يمنع سقوط الحجاب عن رأس الفتاة، مهما كانت الحركة أثناء ممارسة التمرين.
وتتأمل الطالبات في بريستول أن يكون ارتداؤهن الحجاب الرياضي سبباً للشعور بالراحة أثناء التمرين، والقدرة على تنفيذ الأنشطة الرياضية المدرسية كافة، دون الإحساس بالحرج، بأن غطاء الرأس سيسقط أو أنّ شيئاً من هذا القبيل سيحدث لهن.
وعبرت إحدى الطالبات عن وجهة نظرها في موضوع توزيع أغطية الرأس الرياضية في أكاديمية بريستول بقولها، إنّ وجود الحجاب الرياضي سيشجع الفتيات على ممارسة الرياضة، وذلك بسبب سهولة استخدام هذا النوع من الحجابات، وكذلك نظراً لما يتمتع به من ميزات المرونة كالتعديل البسيط، وكونه مريحاً، على عكس الحجاب العادي، الذي سيرافقك الخوف والقلق أثناء ارتدائه خلال التمرين، وتبقى الفتاة تفكر بأنه سيسقط عن رأسها.
وعلى ما يبدو فإنّ الحجاب الرياضي سيسهم إلى حد كبير في بقاء تركيز الفتيات على التمرين، وليس الخشية من سقوط الحجاب، وهو ما تراه العديد من الطالبات أمراً إيجابياً، وعبرت إحدى الطالبات في الأكاديمية، وتدعى ميهال عن سعادتها باستخدام الحجاب الرياضي بقولها، إنها تحب الحجاب الجديد، فهو شيء لطيف جداً، كما أنّ المادة التي صنع منها رائعة جداً، وأثنت ميهال على تصميم الحجاب العصري، مؤكدة أنه يبقى ثابتاً ولا يتحرك، بالإضافة لكونه مريحاً جداً.
وجاء توزيع الحجابات في أكاديمية بريستول كثمرة للتعاون المعقود بين جمعية بريستول الثقافية الإسلامية والمدرسة، وتعليقاً على الحدث، قالت الدكتورة نورا الجوهري، المسؤولة عن التوعية الثقافية في الجمعية، أن أمام الفتيات المسلمات مستقبل رياضي أكثر إشراقاً.
بدورهن عبرت الفتيات عن مدى سعادتهن بالحجابات الجديدة، وتحدثن عن مدى حبهن للرياضة، وأنّ مجرد توفر ملابس رياضية خاصة بالمحجبات، هو أمر مفيد للغاية، وعبرت الدكتورة الجوهري عن مدى سعادتها، في أن تختبر الفتيات المسلمات هذا النوع من الحرية، واصفة ما حدث بأنه كان بمثابة رؤية وحلم لديها، وهو الآن قد تحقق، وأصبحت الفتيات قادرات على احتضان اللعبة بكامل حواسهن، دون الشعور بالقلق أنّ هناك شيئاً ما سيحدث.
وأضافت الجوهري بأنّ المستقبل الرياضي المشرق هو في انتطار النساء المسلمات، وهو ما سيعزز من حالة الحضور الإسلامي الشامل في المجتمع البريطاني، ويؤكد على قيم المشاركة والاندماج في كافة مفاصل الحياة البريطانية.
وعادة ما تتم صناعة الحجابات الرياضية من مواد خفيفة الوزن، وتكون قابلة للتهوية أكثر من أغطية الرأس التقليدية، على الرغم من أنها أكثر ثباتاً.
وكانت مؤسسة “سويتي بيتي” (Sweaty Betty) قد تبرعت للعمل على تعزيز النشاط البدني للفتيات المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب، لا سيما في المدرسة، الأمر الذي قد يحد من حركتهن أثناء التمرين، أو يجعلهن يتنازلن عنه نهائياً.
وهو ما أكده السيد “ونسال” المسؤول عن قسم الاندماج في أكاديمية “بريستول” (Bristol)، عندما قال بأنّ الحجاب الرياضي دفع المزيد من الطالبات المسلمات إلى ممارسة التمارين الرياضية.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أنّ نصف اليافعين في بريطانيا لا يمارسون الرياضة، وهم من فئة الأطفال والمراهقين، والشبان والفتيات، لكن وعلى العكس من الأرقام العامة، ينشط الشبان في مناطق غرب إنكلترا، في حين تبقى نسب الفتيات أقل، وكذلك الأطفال، وبالتالي فإنّ العمل على تشجيع الفتيات على ارتداء الحجاب الرياضي وممارسة الرياضة خطوة ممتازة، وتسهم في زيادة أعداد الفتيات اللواتي سيعتدن على ممارسة الأنشطة البدنية.
ومن الهواجس التي قد تعصف بالفتيات المسلمات وتحول دون ممارستهن للتمارين الرياضية، القلق حول نظرة المجتمع بأنها فتاة من بيئة محافظة وتمارس التمارين الرياضية، أو الخوف من المعتقدات الخاطئة حول التأثيرات السلبية للرياضة على الفتيات خلال فترة الحيض، كما أن نقص الأدوات التي تسهل عليهن ممارسة التمارين الرياضية كالحجاب الرياضي، قد تقف عائقاً في وجههن.