نسرين ظواهره لأرابيسك لندن: الإعلامي العربي النزيه مقصوص الجناح!
تابعونا على:

مقابلات

نسرين ظواهره لأرابيسك لندن: الإعلامي العربي النزيه مقصوص الجناح!

نشر

في

10 مشاهدة

نسرين ظواهره لأرابيسك لندن: الإعلامي العربي النزيه مقصوص الجناح!

حاورها: محسن حسن 

حذرة ومتأنية في اتخاذ قراراتها.. جريئة في توجيه النقد البناء البعيد عن تجريح الآخرين.. مهنيتها في مقدمة أولوياتها، والمصداقية مع المتلقي، تتقدم في الأهمية لديها على الرغبة في إرضاء النجوم والمشاهير، وكيف لا، وقد مرت بالعديد من المحطات المهنية التي أكسبتها خبرات إنسانية وإعلامية عميقة، وألهمتها قناعات ناضجة بجدوى تقديم الضمير الإنساني على ما عداه من مقتضيات المصلحة والسبق الصحفي، وهي قناعات في مجملها، مبنية على إيمانها الخاص والشخصي بأن نزاهة الإعلامي مركوزة في حياده الموضوعي، وحرصه على الحماية والخصوصية قبل رغبته في الإيذاء ونشر الفضائح.. إنها الإعلامية اللبنانية (نسرين ظواهره) والتي خطت نحو النجومية بقفزات وثّابة واثقة، بداية بمحطتها الأولى  كصحافية عبر جريدة النهار اللبنانية، ثم محطتها الثانية عبر إذاعة صوت لبنان، فالثالثة عبر برنامجها(فلفل) الذي تمت إذاعته وبثه أونلاين من خلال موقع النهار ويب، ثم محطتها الرابعة التي كانت عبر برنامجها (ع البكلة) الذي قدمته على شاشة محطة تلفزيون الجديد.. ولأنها طموحة ومتطورة، فهي تفتش دوماً عن الجديد المتميز، وتتطلع إلى تقديم المزيد من العطاء المتنوع في مجالها، لكنها على كل حال، تبقى مهمومة بأزمات لبنان وبمعاناة أبنائه من الحروب والنزاعات، حريصة على إظهار المرأة اللبنانية في نطاق من الإيجابية الخلاقة والمبدعة.. (أرابيسك لندن)، تواصلت مع (ظواهره) وهي تباشر تجوالها وسفراتها بين جدة والرياض بالمملكة العربية السعودية، فكان هذا الحوار. 

* كيف تنظرين إلى ما يحدث في لبنان في الوقت الحاضر؟ وما طبيعة دورك كإعلامية في هذا السياق؟ 

ــــــ بصفة عامة أنا كإعلامية لا أتعاطى مع الشأن السياسي، وإنما أميل أكثر إلى الشأن الثقافي والفني، ولكن كمواطنة لبنانية كنت ولازلت حزينة كثيراً على ما يحدث في لبنان، وأتمنى أن تكون هذه الحرب هي آخر مأساتنا لأننا شعب عانى كثيراً من الصعوبات والتحديات، وفي ظني أنه حان الوقت ليعيش لبنان ويعيش معه كل اللبنانيين مظاهر الاستقرار والأمن، حتى نستطيع أن نحلم ونخطط ونفكر في غد أفضل، ومن ثم فإن صوتي من هذا المنطلق على الصعيد الإنساني والاجتماعي والوطني عموماً، لا يهدأ ولا يتوقف.  

* من إذاعة صوت لبنان إلى صحيفة النهار ثم إلى عالم الشاشة الصغيرة.. ما الذي حصلت عليه من معايير وقيم إنسانية وإعلامية؟ 

ــــــ بالطبع هذه رحلة استغرقت سبعة عشر عاماً، وهي رحلة طويلة وقصيرة في نفس الوقت، بمعنى أنها مرت علىّ سريعاً وكأنها البرق الخاطف، ولكني عندما أنظر للخلف قليلاً لتأمل هذه الرحلة، أجدني قد اجتزت الكثير من الصعوبات والتحديات وحققت الكثير من الإنجازات، وبالطبع لازلت أعتبر نفسي في البدايات، ولذلك فإنني أمتلك الكثير من الأحلام والأفكار والطموحات التي أحلم بتحقيقها حالاً ومستقبلاً. أما بخصوص ما تحصلت عليه من المعايير والقيم، فأهمها الحرص على عدم نسيان إنسانيتي وأخلاقي خلال ممارستي عملي الإعلامي والمهني وأيضاً خلال كل مواقفي وتعاملاتي مع الآخرين، وهنا تتقدم المعايير الإنسانية حتى قبل المعايير الإعلامية والمهنية، لأنها هي التي تحدد طريقة التعاطي مع كل البشر، ولذلك فأنا على قناعة تامة بوجوب التعاطي مع الجميع وفق آليات تشبه مهنتنا التي نعمل بها؛ فالصحافي والإعلامي مثله مثل المحامي والقاضي لابد أن يتحرك وفق ضميره وخوفه من الله، فعلى الصعيد المهني والحياتي والإنساني أعيش في ظل هذه القناعات والمعايير ودون أن أخشى شيئاً. 

* ما الجديد الآن في عالم نسرين ظواهره المهني والوظيفي والإعلامي؟ وهل هناك قناعات فنية جديدة ربما في عالم الدراما والسينما؟

ــــــ  عملي الأساسي هو الإعلام والاستشارات الإعلامية والتدريب، وفي الحقيقة لست مغرمة بالعمل أو التطلع للعمل في الدراما أو السينما، فأنا بعيدة عن الولع بالعمل في هذا المجال، وقد عُرض على سابقاً الدخول إلى مجال التمثيل ولكني لا أجيد هذا الفن، ومن ثم، فسأبقى حصرياً في مجالي الإعلامي، خاصة وأنني لا أؤمن بجدوى الجمع بين أكثر من مجال مهني بشكل يرهق الجهود ويشتتها بين أكثر من عمل ونشاط وتخصص، ولذا فأنا أركز دوماً على عملي الإعلامي والذي يسيطر على كل اهتماماتي وبالكاد أستطيع اللحاق بما يتطلبه من جد واجتهاد ورغبة في التطوير والتحديث.   

نسرين ظواهره لأرابيسك لندن: الإعلامي العربي النزيه مقصوص الجناح!

* برنامج فلفل وبرنامج ع البكلة شكلا نقلة نوعية في حياتك المهنية.. ماذا يمكن أن تطمحي إليه حالياً لمنافسة هذين البرنامجين؟ 

ــــــ نعم هذا صحيح، فشرارة الانطلاق كانت من خلال برنامج (فلفل) الإذاعي، وهو ما تكلل بالانتقال إلى برنامج (ع البكلة) في التليفزيون، ولكن من النقاط والحلقات المفصلية في حياتي الإعلامية أيضاً، كانت تلك الحلقة الخاصة التي تضمنت حواراً مع الفنان (جورج وسوف)، وكانت من الحلقات الشاملة التي استغرق تصويرها ثلاثة أيام، وجسدت خلفية واقعية عن حياة هذا الفنان بداية من انطلاقته الأولى في سوريا، ومنذ عامين أعدت تقديمها وكان لها ذات الأثر الإيجابي والجماهيري، وفي السنة الماضية قدمت حلقة أخرى وجدانية إنسانية دينية مع كل من(عابد فهد) و(جورج خباز) ضمن ثقافتين مختلفتين وذلك على قناة الــ LBC وكانت من الحلقات الرائعة حقيقة، وبصفة عامة مثل هذه الحلقات النوعية تبقى ويمتد تأثيرها ولذلك فأنا لا أتوقف أبداً، ودائماً أضع في الحسبان أهمية تقديم محتوى جديد ومتجدد يرضي المتابعين، ولا يفتر طموحي أبداً في هذا الإطار، فأنا أنافس نفسي وكل جديد لدى لابد وأن ينافس ما قدمته سابقاً من حيث الجودة والمضمون والإطلالة، وحالياً أطمح إلى تقديم حلقات نوعية مع نجوم نوعيين، كما أطمح إلى تقديم رؤية إعلامية مختلفة جداً ومواكبة لقناعاتي الخاصة حول الدور الإعلامي الجديد. 

اقرأ أيضاً: نصير شمّه لأرابيسك لندن: الحُجاز والبَيّات يمنحان الأطفال شعوراً بالأمان والجمال!!

* جمعتك صدامات عديدة مع المشاهير نتيجة صراحتك في النقد والتقييم.. ما أبرز هذه الصدامات؟ وماذا تعلمت منها؟ 

ــــــ  هذه الصدامات كانت محدودة وقليلة للغاية، وهذا شيء طبيعي لأن من النجوم والفنانين والمشاهير من لا يتحمل النقد أو التقييم الموضوعي، ومن جهتي فقد تعلمت النقد وأصوله من صحيفة النهار التي تعد صرحاً إعلامياً لبنانياً، والتي من خلالها ترسخت لدىّ مباديء ثابتة وقوية من حيث الممارسة المهنية والإعلامية، وبحيث تعلمنا منها ألا نخاف أو نساوم أو نساير أو نردد كالببغاوات ما يحبه النجم أو الفنان، وأن نؤدي دورنا الإعلامي والمهني على أكمل وجه، وبما يدعم ويعزز القيم الفنية والجمالية والإنسانية لدى المتلقي، ونحن في النهاية لسنا Fans أو متابعين، وإنما نحن إعلاميون معنيون بدورنا المهني حتى ولو لم يكن مرضياً عنه من قبل شخصية مشهورة هنا أو هناك، وعلى المستوى الشخصي كنت دائماً على طبيعتي ولم أتغير أو أحيد عن قناعاتي المهنية والإعلامية لصالح أحد، وهو ما أعده ميزة كبيرة كما أعتبره من قبيل الموضوعية المحفزة على تقديم الأفضل والأجدر دائماً. وبصفة عامة لا تحركني رغبات من حولي ولا يحركني حبهم أو كراهيتهم لما أقوم بتقديمه، والمهم عندي هو أنني أراعي الضمير المهني والإعلامي فيما أقدم.   

* تشهد السعودية طفرة إعلامية غير مسبوقة..ما رأيك فيها؟ وهل تفكرين في خوض تجربة إعلامية جديدة هناك؟ 

ــــــ أنا حالياً موجودة في السعودية وتحديداً في مدينة جدة وخلال الشهر القادم سأتوجه إلى الرياض، والسعودية صارت تكبر وتخطف القلب، فهي تعبر الآن عن ميزان الفن اللبناني والمصري والعربي والخليجي، وهي تخطت كل التوقعات حتى أن المستحيل صار واقعاً الآن بهذا البلد، ونحن سعداء جداً لما تقوم به المملكة حالياً من دعم للفنان والإعلامي العربي في ظل أزمات كثيرة ومتشعبة تحيط بالمنطقة، وبشكل شخصي أتطلع بكل تأكيد إلى التعاطي الإيجابي مع هذا الفضاء العربي والإبداعي الجديد، وهذه الطفرة الإعلامية السعودية فرصة كبيرة لأي إعلامي، وأتمنى أن تتاح لي في القريب أجواء واعدة للتوسع من إطار الإعلام اللبناني إلى الالتحام المهني بشقيقه الإعلام السعودي المتجدد. 

نسرين ظواهره لأرابيسك لندن: الإعلامي العربي النزيه مقصوص الجناح!

* تجيدين كتابة الاسكربت للمذيعين في البرامج التليفزيونية.. لماذا لم تتطور هذه المهارة ويتم توظيفها في عالم الإخراج التليفزيوني وكتابة السيناريو الدرامي؟ 

ــــــ بالطبع عملت كثيراً في مجال إعداد البرامج لكبار الإعلاميين، وهذا حدث حتى قبل أن أظهر تليفزيونياً، ومن وقت لآخر تكون لدى مشاريع أتعاون خلالها مع بعض المحطات والبرامج العربية الكبيرة، وفي فترة ما قديماً خطر ببالي أن أقوم بكتابة سيناريو درامي وهو ما أقتنع تماماً بقدرتي على القيام به على أكمل وجه، ولكن كتابة مثل هذه النوعية من السيناريوهات يتطلب تفرغاً تاماً وتركيزاً شديداً بعيداً عن الانشغال بأمور أخرى، ونظراً لانشغالي الإعلامي الدائم فأنا لا أتحمل الصبر الطويل الذي يتطلبه مثل هذا الجهد في الكتابة، وبالتالي ستظل هذه المهارة في الكتابة خاضعة عندي للظروف والأجواء المساعدة على المضي قدماً في إفراغها ضمن أحد النصوص الدرامية الكاملة. 

* إلى أي حد أنت حريصة على دعم ومساندة المرأة اللبنانية والعربية؟ وما جهودك في هذا الإطار؟ 

ــــــ وفق عملي المهني والإعلامي أحرص دائماً على النطق والتصريح بكلمة الحق وعلى الالتزام بميثاق العمل الإعلامي، وهو ما أقدم من خلاله صورة إيجابية للمرأة اللبنانية والعربية في هذا المجال، وبما أني أنتمي للنساء اللبنانيات والعربيات، فإن نجاحي الشخصي والإنساني والخاص يعد من قبيل القيمة المضافة لنجاحاتهن وحضورهن الواعد ضمن سياق الأنشطة المجتمعية المختلفة، وقد شاركت شخصياً في ندوات كثيرة جداً تخص المرأة وقضاياها واهتماماتها، ودوماً أكون حريصة على المشاركة في مثل هذه اللقاءات دعماً للمرأة اللبنانية والعربية، ورغبة في الوقوف على أهم تحدياتها ومشكلاتها لطرحها إعلامياً من أجل البحث عن الحلول الواجبة والمثالية. 

* برأيك ما مواصفات الإعلامي النزيه؟ وهل نجح الإعلامي العربي في الخروج من أسر التبعية السياسية؟ 

ــــــ الحيادية الإعلامية والموضوعية المهنية ومراعاة الضمير الإنساني كلها مواصفات يجب أن تتوافر لدى الإعلامي حتى يوصف بالنزاهة، ولابد أن يتغلب الشق الإنساني لدى الإعلامي على الشق الدعائي؛ فليس مقبولاً أن يقوم الإعلامي بإيذاء سياسي أو فنان أو أي شخصية مشهورة، لمجرد الرغبة في القيام بسبق صحافي أو إعلامي، هذه ليست نزاهة إعلامية، بل النزاهة أن تراعى الإنسانية في كل الأطر والمضامين. أما بخصوص التبعية السياسية ففي الحقيقة يفرض علينا انتماؤنا الإعلامي لمؤسسات بعينها، نوعاً من الالتزام بعدم توسيع نطاق وسقف بعض المحاور المتداولة ضمن السياق السياسي على وجه الخصوص، وذلك لأن أغلب المحطات الإعلامية العربية يتحكم فيها رأسمالية موجهة، وهو ما يقيد من حرية الإعلامي ولا يسمح له بالتطرق إلى كافة الجوانب والتفاصيل التي يرغب في نقلها ومداولتها مع المتلقين والمشاهدين، وبالتالي فإن الإعلامي النزيه في عالمنا العربي مقصوص الجناح لمثل هذه الاعتبارات الخاصة بالتبعية السياسية للمحطات الإعلامية، وهو ما نحاول معه كإعلاميين أن نتوازن في الطرح والعرض والتحليل بعيداً عن التورط في محاذير من شأنها التسبب في إشكالات محلية أو إقليمية أو دولية. وبالأخير هي معادلة ليست سهلة على كل حال. 

نسرين ظواهره لأرابيسك لندن: الإعلامي العربي النزيه مقصوص الجناح!

* ماذا يحتاج لبنان كوطن من أبنائه حتى يعود مجدداً إلى التوازن والاستقرار؟ وماذا يجب أن يكون عليه الإعلام السياسي ضمن هذا السياق؟ 

ــــــ بداية يحتاج المواطن اللبناني إلى إعادة هيكلة لما يتعاطى خلاله من إطار اجتماعي وسياسي واقتصادي، وهو ما لن يحدث إلا إذا تم استبدال وتغيير نمط الشخصية السياسية السائدة في هذا البلد، وتحويل هذا النمط من الشيخوخة السياسية إلى النضج والحداثة والمعاصرة من خلال إسناد المهام السياسية والقيادية إلى فئات شابة وطموحة ووطنية قادرة على تجاوز الخلافات الفئوية والطائفية والمصالحية، انطلاقاً من قناعات راسخة بجدوى تقديم المصلحة العامة للبنان الوطن والأم على المصلحة الخاصة والحزبية، ولبنان بلد جدير بحياة حضارية وإنسانية آمنة ومستقرة، لقد تعبنا من الحروب العبثية والأزمات الاقتصادية ومن الكثير الكثير من المعاناة الدائمة والمستمرة دون فرصة حقيقية للبناء والتقدم والنهضة، ولذا أتمنى اختفاء دور الأحزاب والمذاهب من لبنان، وأن يكون الانتماء فقط للوطن والأرض حتى نستطيع بناء بلد ناهض ومستقر. وعلى الإعلام دور كبير في هذا السياق، خاصة في بلد يموج بثلاثة عشر مذهباً، ولعل الدور الأهم هنا، هو ضرورة الحرص على عدم تأجيج الخلافات والفوارق والصراعات، جنباً إلى جنب، مع التزام المصداقية في تناول المواضيع ونقل الأخبار؛ فكثيراً ما تسببت محطات إعلامية لبنانية في تجييش قوى ضد قوى أخرى داخل لبنان وفق مصالح خاصة وغير وطنية.  

* في الختام، ما الطموح الذي لم يتحقق بعد في حياة نسرين ظواهره؟ 

ــــــ حلمي وطموحي اليوم هو الصحة وراحة البال؛ لأنه في ظل أزمات معاصرة كثيرة تعصف بالحياة على مستوى اللحظة العابرة، لابد من الاهتمام بتوازن الصحة والمزاج وراحة البدن، ومن خلال هذين الأمرين(الصحة وراحة البال) يمكن مواصلة الجهد والعمل وتطوير الذات والاجتهاد في الوصول بالتخصص الإعلامي والمهني إلى مستويات أكثر حرفية وحضوراً وتميزاً، والانتقال من حلم وطموح إلى حلم وطموح جديدين. 

اقرأ أيضاً: نيلس هاو: زمن الوباء والحرب يحتاج أشعار السعادة والحب

اقرأ أيضاً: الباحث والفنان محمود البقلاوة يكشف أسرار حضارة دلمون وعوالم الفن التشكيلي في لقاء خاص مع أرابيسك لندن

X