في عالم يأخذ الناس نحو العناية بالصحة والتغذية المتوازنة، تظهر قهوة الهندباء لتكون بديلاً صحياً ذو شعبية كبيرة عن القهوة التقليدية، هذا المشروب الفريد، المصنوع من جذور نبات الهندباء المحمصة والمطحونة، يقدم نكهة غنية وفوائد صحية متعددة تجذب انتباه المستهلكين.
والهندباء هي نبات مزهر ينتمي إلى عائلة الهندباء، ومن السهل التعرف عليه من خلال زهرته الجميلة ذات اللون الأرجواني الفاتح، أو أوراقه التي تستخدم عادةً في إعداد السلطات، أما بالنسبة لقهوته، فيتم إعدادها وتجهيزها عن طريق تحميص جذور هذا النبات الرائع وطحنها، والذي يمنحنا مشروباً بطعم يشبه القهوة، كما تتميز نكهتها بجودة جوزية وترابية، مع لمسات من السكر المحروق تضيف عمقاً للذتها.
وعلى الرغم من أن قهوة الهندباء تحمل اسم “قهوة”، إلا أنها في الحقيقة خالية من حبوب البن، لذا فهذا المشروب يعد المشروب بديلاً طبيعياً خالياً من الكافيين، ويتميز بطعم مشابه للقهوة التقليدية، يمكن شرب قهوة الهندباء بمفردها، أو استخدامها كمكون إضافي في القهوة لإضفاء نكهة ترابية رقيقة تعزز من عمق الطعم.
اقرأ أيضاً: علماء بريطانيون ينجحون في إنشاء حبل شوكي بشري بالمختبر
وبالنسبة للشعبية الكبيرة التي تحظى بها قهوة الهندباء في الآونة الأخيرة، يشير الباحثون إلى أن النمو المتوقع في سوق قهوة الهندباء يعود إلى زيادة الوعي الصحي بين المستهلكين، ما يعكس اهتمامهم بالخيارات الطبيعية والمفيدة.
ويسلط تقرير شركة Grand View Research الضوء على زيادة الإقبال على بدائل القهوة، وهو توجه يتبناه المستهلكون المهتمون بصحتهم، هؤلاء الأفراد يبحثون عن خيارات توفر تأثيرات منشطة معتدلة، إضافة إلى حموضة أقل وفوائد صحية متعددة مثل الخصائص المتكيّفة ومضادات الأكسدة، وعكس هذا الاتجاه تحولاً نحو مفهوم العافية الشاملة وتحسين جودة النوم، دون التخلي عن طقوس الصباح المعتادة.
لا بد من الإشارة إلى أنه عبر التاريخ، كان يتم استخدام الهندباء في أجزاء من أوروبا كبديل للقهوة لسبب رئيسي وهو أنها كانت أرخص ومتوفرة أكثر، ومع ذلك، فقد انزعج الفرنسيون من عيوبها المتمثلة في عدم احتوائها على الكافيين، وفي النهاية أصبحت حبوب القهوة متاحة على نطاق واسع، ولهذا السبب لم تنتشر قهوة الهندباء في فرنسا مثلاً.
اقرأ أيضاً: لماذا ترتفع الأسعار في بريطانيا؟
ما هي الفوائد الصحية لقهوة الهندباء؟
تحتوي جذور الهندباء النيئة على مادة الإينولين، وهي مصدر غني بالألياف الحيوية، يساعد تناولها في تحسين صحة المعدة والأمعاء، وذلك من خلال تقليل الالتهابات وتعزيز الجهاز الهضمي، الأمر الذي يسهل امتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل.
كذلك، تشير بعض الدراسات، مثل دراسة أجريت في عام 2017، إلى أن الهندباء قد تساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم، لذا فهي خيار ممتاز للأشخاص الذين يسعون إلى ضبط مستوى السكر لديهم، كما أنها خيار لذيذ وصحي في حمية مرضى السكري.
إضافة إلى ذلك، تحتوي الهندباء على المنغنيز وفيتامين ب6، اللذين يعززان تدفق الدم إلى الدماغ، وهذا الأمر يساهم بدوره في تعزيز الوظائف العصبية.
من يجب عليه تجنب الهندباء؟
يوجد فئة معينة من الناس قد تضرها الهندباء أكثر من إفادتها، وهذه الفئة تضم الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه عشبة الرجيد أو حبوب اللقاح، لذا عليهم أن يكونوا حذرين من تناول نبات الهندباء، ويعود ذلك إلى أن الهندباء تنتمي إلى نفس عائلة الرجيد، وحتى عند تحميصها أو غليها، يمكن أن تسبب جذورها أعراضاً حساسية مثل التورم والوخز في الفم.
ما هي الآثار الجانبية؟
إضافة إلى ردود الفعل التحسسية، يجب أن نلاحظ أن تناول الهندباء بكميات كبيرة قد يؤدي إلى مشكلات مثل انتفاخ البطن وتشنجات المعدة، ومع ذلك، فإن معظم الأشخاص قادرون على تحمل ما يصل إلى 20 غرام يومياً دون مشاكل.
ختاماً، في السنوات القادمة، ومع استمرار نمو شعبية قهوة الهندباء، من المتوقع أن تبتكر العديد من العلامات التجارية للقهوة ابتكارات جديدة في تطوير المنتجات، مثل تجربة تقنيات تحميص مختلفة ومجموعات نكهات لتعزيز مذاق وجاذبية قهوة الهندباء، وتقديم مشروبات الهندباء الباردة وخيارات المشروبات الجاهزة الذي سيلبي أنماط الحياة المزدحمة، ما يزيد من إمكانية الوصول إلى المنتج.
اقرأ أيضاً: أقصر قامة.. أكثر بدانةً.. ومستقبل غامض: أزمة صحة تُهدد أطفال المملكة المتحدة