قصة غريبة حدثت مع مواطن بريطاني، يتحدث فيها عن لوحة من القمامة عثر عليها قبل 13 عاماً، لكنه باعها بمبلغ خيالي على موقع مزادات عبر الإنترنت، وهو يخطط حالياً لشراء سيارة رولز رويس التي لطالما حلم بامتلاكها.
بدأت المصادفة اللطيفة، عندما سجل المواطن البريطاني دخولاً على موقع مزادات علنية عبر الإنترنت، وعرض اللوحة التي لديه، وانتظر بصبر لحين بدأت المزايدات على اللوحة، وكانت الأرقام الأولى ترتفع ببطء، ثم وصلت إلى 1000 جنيه استرليني، بعدها بدأت الأرقام بالتصاعد مروراً بالخمسة آلاف، ومن ثم تجاوزت العشرة آلاف، ومع إعلان المطرقة الافتراضية نهاية المزاد، تفاجئ صاحب اللوحة أنها بيعت بمبلغ 26500 جنيه إسترليني.
وتعليقاً على ماحدث، قال كان من الصعب علي أن أصدق، أنّ لوحة من القمامة كنت قد وجدتها قبل 13 عاماً، بيعت معي بهذا المبلغ الخيالي!
ويتحدث صاحب اللوحة المحظوظ، بأن لديه شغفاً بجمع التحف واللوحات الفنية، وأنّ هذا الاهتمام رافقه منذ أن كان بعمر العاشرة، ويصف اهتمامه بالهوس باقتناء الأشياء الجميلة والمثيرة للاهتمام، دون أن يكون على دراية بالقيمة الحقيقية لها، لكنه كان يبقى منبهراً على الدوام بما يقتنيه.
ويتابع في وصف هذا الشغف بالقول، أعجبتني فكرة أن أكون ذلك الشخص الذي يحتفظ بالأشياء المميزة، لدرجة أنني أنشأت متجراً للتحف، في ركن بمنزل خالتي، حتى أحتفظ بالأشياء القديمة التي وجدتها.
وتابع يروي الطريقة التي بنى فيها هذا المتجر، من خلال الذهاب في عطلة نهاية الأسبوع مع خالته للبحث في صناديق القمامة عن الأشياء المثيرة للاهتمام، والتي قد يرميها الأشخاص لعدم حاجتهم لها، فكان يجمعها ويضيفها إلى مجموعته في متجر التحف.
وبينما انحصرت مقتنياته الأولى على دراجة نارية حمراء وبعض قطع السيارات القديمة، استمر في تأسيس متجره من متاجر التبرعات، وجمع كافة المقتنيات القديمة لحين بلوغه سن الحادية عشرة، وهنا استطاع الوصول إلى أهم مقتنياته.
ويتابع الشاب البريطاني روايته عن اليوم الذي التقى فيه باللوحة التي ستغير حياته لاحقاً، وقال أنه اتجه مع ذويه إلى أطراف “كرانبروك” (Cranbrook)، برفقة ست إلى سبع سيارات، وهناك رأى الناس وهم يفتحون صناديق سياراتهم ويخرجون أكياس قمامة وأشياء لا يرغبون فيها، وقال أنه في ذلك الوقت وقعت عينه على لوحة ضخمة لفارس مدرع يمتطي حصاناً ومعه كلبه، ويمر الفارس بجانب الشيطان وملاك الموت.
ويقول إنه في تلك اللحظة، أحس بأن هذه اللوحة رائعة، وبكل جرأة كطفل في الحادية عشرة، ذهب إلى السيدة التي كانت اللوحة في سيارتها، وسألها إن كانت ترغب في التخلي عن هذه اللوحة، فأجابته ببساطة نعم، وهنا أعاد عليها السؤال، هل يمكنني الحصول عليها، فأجابت بابتسامة بالتأكيد يمكنك الحصول عليها، وقال وصلني شعور بأنها كانت مصدومة، ولكنها كانت سعيدة.
وفي السياق يتابع الشاب سرد القصة بالقول، إنه عندما عاد إلى مخزنه وضع اللوحة في إطار، وأصبح لها مكانة مرموقة ضمن مجموعته، وأنه لم يكن يخطط لأي شيء يتعلق بهذه اللوحة، لكن كان لديه شعور مميز تجاهها، ورغب بشدة أن يحافظن عليها بأمان.
وأضاف بأنها بقيت في المستودع لمدة 12 عاماً، دون أن يمسها أحد، لكنه كان يتفقدها من وقت لآخر، واستطاع أن يحافظ عليها بطريقة مثالية.
أمّا كيف وصلت اللوحة إلى المزاد، فكان الشاب البريطاني قد بدأ قبل حوالي 18 شهراً بالتخلص من تحفه القديمة، وحاول تخزين البعض منها ولكن الأمر كان مكلفاً، وقال كنت أعلم أن هذه اللوحة مميزة جداً، لذلك قررت أنها تستحق التقدير، وكنت أتمنى لو أنني امتلك منزلاً جيداً يليق بها.
وبالفعل ذهب الشاب لمقابلة مدير المزادات الخاصة بالكتب النادرة في “ليتشفيلد” (Litchfield)، ليعرف القيمة الحقيقية للوحة، وأضاف أن الخبير عندما رأى اللوحة أصابته الدهشة وارتجف، ليتبين أن اللوحة عبارة عن نسخة أصلية من لوحة الفارس والموت والشيطان للفنان الألماني “ألبرشت دورر” (Albrecht Dürer)، وهو أحد الفنانين في عصر النهضة، وحظي باحترام واسع على مر العصور، وكان ألبرت من معاصري ليوناردو دافنشي ورفائيل رسام عصر النهضة الأعظم.
وقال الشاب البريطاني، لم أكن أحلم أن يكون ماسمعته عن اللوحة أمراً واقعاً، ولم أجرؤ على التصديق لحين أخذها الخبير إلى المتحف البريطاني ليتم فحصها من قبل مختصين، للتأكيد على كونها لوحة أصلية!