تشهد فترة الأعياد تخفيف البريطانيين لروتينهم الصحي، وخاصة عندما يتعلق الأمر بشرب الكحول، ولكن العواقب يمكن أن تكون وخيمة.
ففي موسم الأعياد يكون الناس أكثر عرضة لتجاهل العادات الصحية، وخاصة عندما يتعلق الأمر باستهلاك الكحول، حيث يشير مصطلح “متلازمة القلب أثناء العطلة” (HHS) إلى عدم انتظام ضربات القلب الذي يحدث بعد نوبات من الشرب المفرط.
وتسلط “متلازمة القلب أثناء العطلة” (HHS) الضوء على كيف يمكن أن يؤدي الشرب المفرط خلال عطلات نهاية الأسبوع والعطلات إلى عدم انتظام ضربات القلب، وهي اضطرابات في ضربات القلب.
تحدث “متلازمة القلب أثناء العطلة” عادة بعد جلسات شرب كثيفة تتضمن استهلاك ما لا يقل عن 15 وحدة، أي ما يعادل حوالي سبعة ونصف كأس من البيرة بنسبة 4% أو زجاجة ونصف من النبيذ بنسبة 13% في غضون يوم واحد.
وأشار الدكتور فيليب إيتنجر وفريقه في عام 1978 لأول مرة إلى هذا الارتباط بين الإفراط في تناول الكحول ومشاكل القلب بعد أن لاحظوا أن 24 مريضاّ تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب الرجفان الأذيني (A-fib) بعد عطلة نهاية أسبوع مليئة بالشرب المفرط.
أفاد الباحثون أن “النوبات عادة ما تتبع عطلة نهاية الأسبوع أو العطلات بشكل عام، مما يؤدي إلى دخول المستشفى بين الأحد أو الثلاثاء أو بالقرب من عطلات نهاية العام، وهي علاقة لم يتم ملاحظتها في أمراض أخرى مرتبطة بالكحول”.
والرجفان الأذيني هو النوع الأكثر انتشاراً من اضطرابات نظم القلب في المملكة المتحدة، حيث يؤثر على حوالي 1.4 مليون فرد.
هذا يعني في الأساس أن الغرف العلوية من القلب (الأذينين) تعاني من حركة رفرفة أو ارتعاش (رجفان)، مما يمنع القلب من الحفاظ على الدورة الدموية الفعالة.
ولا يعد الشرب هو السبب الوحيد وراء متلازمة القلب أثناء العطلات (HHS)، حيث يحذر الخبراء الآن من أن الكافيين والوجبات الدهنية والمالحة والإجهاد يمكن أن تؤدي أيضاً إلى حدوث هذه الحالة.
وتجدر الإشارة إلى أن الرجفان الأذيني، مرض خطير، لأنه قد يؤدي إلى تجلط الدم في القلب.
وهناك أنواع مختلفة من الرجفان الأذيني، وبينما قد لا يدرك بعض الأشخاص حتى أنهم يعانون من ضربات قلب غير منتظمة، فقد يواجه آخرون أعراضاً مثل تلك التي تظهر في (HHS)، والتي تستمر عادة لمدة 24 ساعة، حيث تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية بمراقبة هذه العلامات.
من جهته، طبيب القلب الدكتور أمير لطفي من برنامج القلب والأوعية الدموية في مركز باي ستيت الطبي (Baystate)، يقول ناصحاً: خلال موسم الأعياد، غالباً ما يؤخر الناس طلب المساعدة لأنهم لا يريدون إحباط روح العطلة، لكن هذا التردد قد يؤدي إلى نتائج أكثر خطورة.
ويحذر: “في كثير من الأحيان، ينتظر الناس لاتخاذ قرار الذهاب إلى غرفة الطوارئ لأنهم لا يريدون إفساد العطلة على الآخرين، مما يعرضهم لخطر مواجهة عواقب أكبر”، بحسب ما أورده موقع “ميرور“.
اقرأ أيضاً: علماء بريطانيون ينجحون في إنشاء حبل شوكي بشري بالمختبر