ماسك ينوي التبرع بـ100 مليون دولار لحزب الإصلاح

آثار مقترح الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تقديم تبرعات بملايين الدولارات لحزب الإصلاح اليميني البريطاني، مخاوف حزب العمال الحاكم لجهة مساهمة تبرعات ماسك لحزب الإصلاح بتحقيق الأخير انتصارات في الانتخابات المحلية.

صحيفة تليجراف البريطانية كشفت أن حكومة ستارمر فتحت المجال أمام قوانين جديدة لمنع تبرع إيلون ماسك بملايين الجنيهات لصالح حزب الإصلاح، وذلك بعد ظهور زعيم حزب الحزب نايجل فاراج بصورة إلى جانب ماسك بعد اجتماعهما في مقر إقامة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في فلوريدا، لمناقشة إمكانية تبرع الملياردير الأمريكي لصالح برنامج الحزب السياسي.

وكشف فاراج أن تبرعات ماسك لحزب الإصلاح ذات أهمية كبيرة، مع توقعات بأن تتجاوز قيمة هذه التبرعات 100 مليون دولار، وهو ما أثار مطالبات بضرورة إصدار قوانين تحد من تبرعات المواطنين الأجانب للأحزاب السياسية البريطانية عبر شركاتهم التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها.

وتم انتخاب فاراج البالغ 60 عاماً نائباً في مجلس العموم في الانتخابات التشريعية، بعد أن حصل حزبه على أكثر من 14% من الأصوات ودخل البرلمان بخمسة مقاعد، مع سعي حزبه للفوز بالانتخابات المقبلة عام 2029.

القانون البريطاني يمنع تقديم التبرعات الأجنبية للأحزاب السياسية في المملكة المتحدة، ولكنه يسمح لهم بتقديم التبرعات في حال كانوا يملكون شركة مسجلة وتزاول أعمالها في المملكة المتحدة، وهو ما يتيح المجال لماسك التبرع من خلال فرع شركته تسيلا في بريطانيا.

كما يمكن لماسك لتكون تبرعاته قانونية، اللجوء إلى أن يصبح مواطناً بريطانياً بسبب جدته لأبيه، خصوصاً وأن كل من الولايات المتحدة وبريطانيا تسمحان بازدواج الجنسية.

اقرأ أيضاً: هل ستغير أموال إيلون ماسك اللعبة السياسية في بريطانيا؟

ورأت زعيمة مجلس العموم لوسي باول أن التشدد بالقواعد حول التبرعات السياسية قد يكون جزءاً من مشروع قانون الانتخابات للدورة البرلمانية القادمة، لكنها بينت في الوقت ذاته أنه لا توجد خطط فورية للقيام بذلك، وذلك رغم تعهد حزب العمال في بيانه الانتخابي بتعزيز القواعد المتعلقة بالتبرعات للأحزاب السياسية.

مسؤولو حزب المحافظين يعتقدون أن تبرعات ماسك لحزب الإصلاح تأتي ضمن سلسلة عداءه المستمر مع رئيس الوزراء البريطاني، والتي تعود بداياتها لأعمال الشغب اليمينية المتطرفة التي شهدتها مدينة ساوثبورت وقتل على إثرها ثلاث فتيات صغيرات، حيث نشر ماسك على منصة إكس (تويتر سابقاً) أن الحرب الأهلية حتمية، ليستنكر المتحدث الرسمي باسم ستارمر التغريدة، مؤكداً أن ما شهدته المدينة هو أعمال عنف غير قانونية لا يتبناها الحزب.

ماسك انتقد أيضاً الشهر الماضي إدخال ضريبة الميراث على الأراضي الزراعية في الميزانية، موجهاً الاتهامات لحزب العمال بتحويل بريطانيا إلى دولة بوليسية استبدادية، مبدياً دعمه لحزب الإصلاح في الانتخابات البرلمانية القادمة.

وتشير تقارير صحفية إلى سبب محتمل لخلاف الملياردير الأمريكي مع حزب العمال، وهو قانون سلامة الإنترنت في بريطانيا الذي من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ بداية العام القادم، والذي سيفرض على منصة إكس الحد من المحتوى غير المناسب للأطفال، أو ستدفع غرامات تصل إلى 10% من إيراداتها العالمية، أو قد تواجه خطر الحظر التام داخل بريطانيا.

كما وجه مركز مكافحة الكراهية الرقمية الذي أسسه مستشار سابق لحزب العمال البريطاني، انتقادات لاذعة لخطاب الكراهية والمعلومات المغلوطة التي تنتشر بكثرة على منصة إكس، وهو ما تسبب بمغادرة مئات المعلنين المنصة وبالتالي حدوث خسائر كبيرة لإيرادات المنصة، رغم أن ماسك رفع دعوى قضائية ضد المركز، لكنه لم يستطع ربحها.

اقرأ أيضاً: بعد تويتر …مغردون يطالبون إيلون ماسك بشراء «تيك توك» و«ماكدونالدز»

تبرعات ماسك لحزب الإصلاح ليست الأولى التي يقوم بها ماسك على صعيد الساحة السياسية العالمية، إذ قام بتقديم تبرعات ضخمة بقيمة 200 مليون دولار دعم حملة دونالد ترامب الرئاسية الأخيرة، كما وعد بتقديم تبرعات بقيمة 200 مليون دولار لدعم تعزيز الصناعة الأميركية على حساب الحلفاء الأجانب بما في ذلك بريطانيا.

وبحسب تحليل أجرته صحيفة واشنطن بوست، زادت ثروة الملياردير الأميركي إيلون ماسك زادت أكثر من 170 مليار دولار منذ إجراء الانتخابات في الولايات المتحدة في 8 نوفمبر الماضي، وترجع الصحيفة هذه الزيارة للارتفاع الملحوظ في قيمة أسهم شركة تسلا للسيارات الكهربائية، بنسبة 70 % منذ الانتخابات.

يذكر أنه وبحسب بلومبرغ للمليارديرات، بلغ صافي ثروة إيلون ماسك نحو 455 مليار دولار، ليحافظ على مكانته أغنى شخص على وجه الأرض. ويدخل التاريخ كأول شخص تتجاوز ثروته عتبة 400 مليار دولار.