حكومة ستارمر وانتقادات بالجملة وفق استطلاعات الرأي
تابعونا على:

أخبار لندن

حكومة ستارمر وانتقادات بالجملة وفق استطلاعات الرأي

نشر

في

22 مشاهدة

حكومة ستارمر وانتقادات بالجملة وفق استطلاعات الرأي

عدة قضايا عالقة وضعت حكومة ستارمر محط الانتقاد المتواصل، من أزمة المهاجرين، إلى الوقود، وصولاَ للضرائب التي أثرت على الاقتصاد العام، وأدخلته في متاهات التضخم والركود.

استطلاع للرأي قامت به إحدى الصحف البريطانية العريقة لمعرفة رأي البريطانيين بأداء حكومة ستارمر، وبحسب النتائج لا يُتوقع استمرار الحكومة في أعمالها لأكثر من سنة، ولا يجب أن ننسى أن هناك الكثير من الناخبون هاجموا الحكومة بعد سياساتها في نظام الصحة الوطنية (NHS) وأزمة المعيشة.

فمنذ تسلم حزب العمال للحكومة وهو يعاني من سلسلة من الأخطاء، وحالة تخبط في كيفية إدارة ملفات الدولة وخاصة الاقتصادية التي فاقمت وضع السكان، كالتعديلات على إعفاءات ضريبة الميراث للمزارعين، وفرض ضريبة على رسوم المدارس الخاصة، وتقديم الهدايا من المتبرعين واللوبيات.

فيما أشار أحد النواب تعقيباً على نتائج الاستطلاع: إذا لم يثر هذا الاستطلاع ناقوس الخطر في 10 داونينغ ستريت، فحينها سنكون في وضع كارثي، وأضاف “للأسف، هذا الاستطلاع يؤكد ما ألاحظه وزملائي في حزب العمال على الأبواب.. لم يكن هناك دعم كبير لستارمر في البداية، لكن بعد سلسلة من الأخطاء، من إلغاء مدفوعات الوقود الشتوي إلى رفع الضرائب، انهار ما كان قد تبقى من دعم الرئيس الوزراء”.

وفي العودة إلى نتائج الاستطلاع، يعتقد 69% من البريطانيين أن بريطانيا تسير بالاتجاه الخاطئ، مع العديد من الأزمات التي تتصدر مخاوف الناس، فيما صوّت 33% معبرين عن قلقهم بشأن خاص على الاقتصاد، فيما عبر آخرون عن قلقهم بسبب الضرائب وتأثيرها على أعمالهم وعائلاتهم.

فيما آثارت قضية الهجرة قلق 15% من البريطانيين، إذ أن ستة من أصل 10 أشخاص يعتقدون أن عدد المهاجرين القادمين إلى بريطانيا يجب أن يقلل، وأيد 68% فرض الحكومة حداً على عدد المهاجرين القانونيين الذين يسمح لهم بالدخول إلى بريطانيا سنوياً.

وعلى الرغم من كل ذلك، لا يزال يحظى حزب العمال بدعم من قبل مؤيديه، إذ أشار 30% من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم يعتزمون دعم الحزب في الانتخابات العامة المقبلة، مقارنة بـ23% لحزب المحافظين و 22% لحزب الإصلاح.

لكن إذا أردنا المقارنة، فنجد أن حزب المحافظين غالباً يمكن أن يتفوق على حكومة حزب العمال بقيادة ستارمر في إدارة الاقتصاد، فيمكن أن تكون زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوتش ووزير الظل للخزانة ميل سترايد خيار أفضل قليلاً من السير كير ستارمر ووزيرة الخزانة راشيل ريفيز في التعامل مع الاقتصاد.

هذا وتتصدر نائبة رئيس الوزراء أنجيلا رينر أحد ناخبي حزب العمال، القائمة كخليفة محتملة في 10 داونينغ ستريت”، بينما يدعم الناخبون الذين صوتوا للمحافظين في الانتخابات الماضية عودة بوريس جونسون إلى السياسة الأمامية.

وجاء هذا الاستطلاع بعد تقديم عريضة صوت فيها أكثر من 8, 2 مليون على إجراء انتخابات عامة، وعلى الرغم من أن هذه العريضة لن تساهم في إعادة الانتخابات، وعلى الرغم من مناقشتها في قاعة ويستمنستر، إلا أنها توصل صوت مليونين من المواطنين الذين يدعون ستارمر للرحيل.

والجدير بالذكر أن حكومة ستارمر تمر بضغوطات كبيرة، وستزداد هذه الضغوطات إذ فشل ستارمر في احتواء مجموعة من المواضيع، كالفشل في انتخابات المجالس المحلية في مايو (أيار) المقبل، وأي انتخابات جزئية، وإذا فشل في السيطرة على أزمة القوارب الصغيرة.

وعلى الرغم من عدم إمكانية تغيير رئيس حزب العمال ستارمر، إلا أنه قد لا يصبح له دور سياسي في الحكومة بالرغم من ترأسىه لها، اي يصبح ميت سياسياً، وبشكل خاص إذا انتفض نواب ضده من داخل الحزب.

ويُؤخذ على ستارمر أنه غير جريئ في قرارته، وصرح أحد النواب أنه “إذا لا يستطيع أن يكون جريئاً في السياسات مثل أزمة القوارب الصغيرة أو المنافع، فما جدوى وجوده؟ جميع المقاعد تقريباً هامشية، إذا بدأ الأعضاء في التمرد، فسيزيد الضغط عليه للاستقالة”.

وقال المؤسس المشارك ومدير ديلتابول، جو تويمن “بعد ستة أشهر فقط من وصوله إلى داونينغ ستريت، قد يكون تصنيف كير ستارمر في الاستطلاعات يثير القلق، مع وجود أكثر من أربعة أعوام حتى الانتخابات، سيكون هناك من يعتقد أن رئيس الوزراء لديه وقت كاف لتغيير الأمور”.

وتابع تويمن لكن اتجاه الاستطلاعات كان هبوطاً، ومن دون تحسن في الظروف الاقتصادية، قد يكون تحسين الأرقام أمراً صعباً، على رغم أنه ليس شتاء استياء، فهذا بوضوح شتاء عدم الرضا، ومع بداية عام 2025 لن تجلب الاستطلاعات أي بهجة لحزب العمال”.

وأجرت “ديلتابول” لمصلحة الصحيفة مقابلات مع 1.144 من البالغين البريطانيين عبر الإنترنت بين الـ 30 من ديسمبر (كانون الأول) 2024 والثالث من يناير (كانون الثاني الجاري)، وتعديل البيانات لتكون ممثلة للجمهور البريطاني ككل.

يبدو أن خيبة أمل أصابت المواطنون البريطانيون خلال العام السابق، لذلك على رئيس الحكومة ستارمر أن يتفادى الأخطاء، ومحاولة تغيير رأي البريطانيون، وبالرغم من كل هذه الأخطاء، إلا أن ستارمر يوفر نوعاً من الاستقرار السياسي، بعد عدة حكومات متعاقبة كانت تقوم بتغيير رؤساء حكوماتها باستمرار، والمثير أن هناك الكثير من البريطانيين يعتقدون أن رئيس الوزراء المقبل لبريطانيا غالباً سيكون نايجل فاراج.

اقبرأ أيضاً: احتجاجاً على سياسات ستارمر: استقالات بالجملة في حزب العمال!

X