حذرت الجمعيات الخيرية في المملكة المتحدة من أن إساءة معاملة الأقران أصبحت منتشرة على نطاق واسع وتؤثر على الأطفال الأصغر سناً، بما في ذلك في المدارس الابتدائية.
وأرجعت ذلك نسبياً إلى انتشار المواد الإباحية على الإنترنت، مشيرة إلى أن بعض المدارس تسيء وصف الاعتداءات الخطيرة عندما تعتبرها “لعب استكشافي”.
وطالبت بتزويد المدارس بتوجيهات وتعليمات أكثر وضوحاً حول كيفية التعامل مع الاعتداء الجنسي، حيث ناشدت جمعية (Rape Crisis) وزيرة التعليم في إنكلترا (بريدجيت فيليبسون Bridget Phillipson) و(جيس فيليبس Jess Phillips)، وزيرة الحماية، الأسبوع الماضي، داعية الحكومة إلى التدخل عبر توجيهات قانونية أكثر وضوحاً حول كيفية تعامل المدارس في إنكلترا وويلز مع العنف الجنسي بين الزملاء.
وكشفت أن العديد من الضحايا “أصيبوا بصدمة نفسية أخرى” من قبل المدارس، التي فسرت عدم اهتمام الشرطة على أنهم يرون “الوضع طبيعي”.
الجدير بالذكر، أن تحقيقاً أعده البرلمان في عام 2016 أشار إلى 600 حالة اغتصاب في المدارس على مدى ثلاث سنوات، وفي عام 2021، جمعت حملة (Everyone’s Invited) آلاف الشهادات عن الإساءة في المدارس بالمملكة المتحدة، بينما قالت (Ofsted) في نفس العام أن التحرش الجنسي أصبح الآن جزءاً روتينياً من الحياة المدرسية لدرجة أن التلاميذ غالباً لا يكلفون أنفسهم عناء الإبلاغ عنه.
الرئيسة التنفيذية لـ (Rape Crisis)، (سيارا بيرجمان Ciara Bergman) قالت: “يجب توضيح أن الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي أو الإساءة في المدرسة يحق لهم الحصول على دعم من مدرستهم، بغض النظر عن أي عمليات جنائية”.
وأضافت: “لا ينبغي لأي شكل من أشكال اللعب أن يضر بالطفل على الإطلاق. إن تجاهل الاعتداء الجنسي بهذه الطريقة يمثل سوء فهم لطبيعة وتأثير الاعتداء الجنسي بين الأقران”.
بدوره، المحامي أندرو لورد، الذي شارك في التوقيع على مناشدة للوزراء لمعالجة القضية، الأسبوع الماضي، قال إنه غالباً ما تكون هناك “صدمة حقيقية” في المدارس الابتدائية عندما يكشف تلميذ صغير عن الاعتداء.
وكشف لورد أنه يتعاطف مع المدارس، التي قال إنها تواجه صعوبة في محاولة دعم كلا التلميذين، موضحاً أنه غالباً يتعرف على “أسر يائسة”، تُركت للتعامل مع الكشف الصادم لطفلها بمفردها أو وُضعت على قائمة انتظار طويلة للحصول على دعم الصحة النفسية.
من جهته، (بول وايتمان Paul Whiteman)، الأمين العام لاتحاد مديري المدارس الوطنية، زعم أن المدارس لعبت “دوراً حيوياً في منع السلوكيات الجنسية المؤذية والمقلقة وكذلك التعامل مع الحوادث عند وقوعها”.
إلى ذلك، أيد وايتمان الدعوات إلى مراجعة التوجيهات الحكومية الحالية بشأن هذه القضية بانتظام، مشيراً إلى أن موظفي المدرسة بحاجة أيضاً إلى “تدريب عالي الجودة وممول” و”خدمات دعم كافية للجوء إليها للحصول على المشورة”.
في السياق، كشفت جيما (اسم مستعار) عن صدمتها عندما أخبرها ابنها البالغ من العمر ثماني سنوات أن زميله، ذو الـ 9 سنوات اعتدى عليه، وقالت: “لقد كان مرعوباً لقد أخبره الصبي الآخر ألا يقول أي شيء”.
وأشارت جيما إلى أن عندما تحدثت مع مديرة مدرسة ابنها، شعرت أنها تحاول التقليل من ما حدث.
وسخرت جيما من مطالب المدرسة، التي أبلغت ابنها بوجوب الحضور قبل 20 دقيقة والمغادرة من باب مختلف لتجنب الاتصال بالصبي، معلقة: “إنها مزحة كاملة. قالت جيما “لقد أدانت المدرسة ابني”.
يشار إلى أن جيما أخرجت ابنها من المدرسة، وبعد مغادرته، أبلغت فتاة في المدرسة عن اعتداء جنسي من قبل نفس الصبي، وفقاً لـ صحيفة “الغارديان”.
اقرأ أيضاً: الثقة في شرطة لندن تتراجع مع ازدياد قضايا الاعتداءات الجنسية ضد ضباطها!