بينما تتصارع الاقتصادات العالمية مع تحديات معقدة، يعود اسم دونالد ترامب إلى الساحة الاقتصادية محمّلاً بخطط تثير الجدل والتساؤلات، وما بين رسوم جمركية مرتفعة تهدد التجارة العالمية، ووعود بتحقيق طفرة اقتصادية قصيرة الأمد قد تحمل في طياتها أزمات طويلة الأمد، يحذر صندوق النقد الدولي من عواقب هذه السياسات على استقرار الأسواق والنمو العالمي.
وفي ظل هذه التحذيرات، تبرز بريطانيا كلاعب اقتصادي واعد، تتفوق توقعاتها على اقتصادات كبرى كألمانيا وفرنسا، رغم التحديات الداخلية وضغوط السياسات المالية.. فكيف ستواجه بريطانيا والعالم تداعيات سياسات ترامب؟ وهل يمكن للاقتصاد العالمي تجاوز هذه الأزمات المحتملة؟ إليكم التفاصيل!
حذر صندوق النقد الدولي (IMF) من تأثيرات خطط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاقتصادية على الاقتصاد العالمي، بينما رفع توقعاته لنمو الاقتصاد البريطاني لعام 2025 من 1.5% إلى 1.6%، وأشار الصندوق إلى أن السياسات الاقتصادية التي يعتزم ترامب تطبيقها قد تؤدي إلى زيادة التوترات التجارية وتراجع الاستثمارات وتعطيل سلاسل التوريد عالمياً.
ويرى الصندوق أن فرض الرسوم الجمركية والضرائب والتخفيف من القيود التنظيمية قد يعزز الاقتصاد الأمريكي مؤقتاً، لكنه قد يتسبب في تداعيات سلبية على المدى الطويل، إذ أن فرض رسوم مرتفعة على الواردات الأمريكية سيزيد تكاليف المنتجات، مما يثير قلق قادة العالم.
ويخطط ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات العالمية، و25% على الواردات من كندا والمكسيك، و60% على الواردات الصينية، كما هدد بفرض رسوم تصل إلى 100% على دول مجموعة البريكس (BRICS) إذا أطلقت عملة منافسة للدولار الأمريكي.
اقرأ أيضاً: ستارمر يدعو قادة العالم لتعزيز دعمهم لأوكرانيا
وحذر الصندوق من أن هذه السياسات قد تسبب طفرة تضخمية تتبعها أزمة اقتصادية، مما يضعف دور سندات الخزانة الأمريكية كأصل آمن عالمي.
ورغم التحديات الاقتصادية، رفع الصندوق توقعاته لنمو اقتصاد المملكة المتحدة (UK)، كما توقع أن يتفوق أداؤه على اقتصادات كبرى مثل ألمانيا (Germany)، فرنسا (France) وإيطاليا (Italy) خلال العامين المقبلين.
ورغم الأداء الجيد المتوقع، أظهرت بيانات أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل نمواً ملحوظاً مؤخراً، ما وضع ضغوطاً إضافية على وزيرة المالية راشيل ريفز (Rachel Reeves)، التي أكدت أن الحكومة تسعى لتعزيز النمو لتحسين مستوى المعيشة.
وذكرت ريفز أن بريطانيا هي الاقتصاد الوحيد في مجموعة G7 بجانب الولايات المتحدة الذي شهد رفعاً لتوقعات النمو لعام 2025.
وفي تقريره، أفاد الصندوق بأن خطط ترامب قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي، حيث توقع نمواً عالمياً ثابتاً لكنه ضعيف بنسبة 3.3% في 2025 و2026، وهو أقل من المتوسط التاريخي البالغ 3.7%، وأشارت توقعاته إلى أن النمو المرتفع في الولايات المتحدة قد يعوض ضعف النمو في اقتصادات كبرى أخرى.
اقرأ أيضاً: من هنا يعبرون.. ممرات جديدة يطرقها المهاجرون إلى أوروبا!
من جانبه، حذر البنك الدولي من أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تؤدي إلى تباطؤ التجارة وتراجع النمو العالمي إلى 2.7% في 2025، وهو الأداء الأضعف منذ عام 2019، باستثناء الانكماش الحاد خلال جائحة كورونا.
وفي حديثه حول الأمر، قال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، بيير أوليفييه غورينشاس (Pierre-Olivier Gourinchas)، إن «عدم اليقين الكبير» بشأن سياسات ترامب يؤثر على الأسواق المالية عالمياً، مشيراً إلى أن تقليل القيود التنظيمية بشكل مفرط قد يؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار بشكل كبير، مما يضر بالاقتصادات الناشئة ويخفض معدلات النمو العالمي.
كما وحذر الصندوق من أن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة قد يقلل الإنتاجية المحتملة بشكل دائم، ويزيد من معدلات التضخم.
اقرأ أيضاً: هل ستغير أموال إيلون ماسك اللعبة السياسية في بريطانيا؟
وكان قد وعد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب في وقت سابق، أن «السلام سيعود إلى الشرق الأوسط في حال فوزه مجدداً بالرئاسة»، وأشار إلى احترامه الكبير للملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وخلال مقابلة خاصة مع قناة «العربية»، أضاف ترامب أنه في حال توليه الرئاسة مرة أخرى، سيسعى لتحقيق السلام مع الأمير محمد بن سلمان، مشيداً برؤية ولي العهد وإنجازاته التي «فاقت التوقعات وحظيت بتقدير عالمي» حسب تعبيره.
هذا وتحدث ترامب عن العلاقات الأميركية السعودية خلال فترة رئاسته، واصفاً إياها بأنها كانت «ممتازة»، معتبراً أن الوضع الحالي للعلاقات «جيد» لكنه أشار إلى أنها لن تكون «رائعة» مجدداً في ظل إدارة الرئيس جو بايدن أو منافسته، نائبة الرئيس كامالا هاريس.