مساعد همفري الذكي ضيف جديد في مجلس النواب البريطاني!

طورت الحكومة البريطانية أداة ذكاء اصطناعي تحت مسمى مساعد همفري الذكي لتحليل وتقييم مواقف النواب البريطانيين السياسية، في خطوة الأولى من نوعها على مستوى العالم.

الأداة التي تم تسميتها همفري تيمّناً بالشخصية الشهيرة من المسلسل البريطاني “نعم سيدي الوزير”، تتميز بقدرتها على تحليل مواقف النواب السياسية، وتوقع ردود أفعالهم تجاه السياسات المقترحة، بناء على سجلهم التصويتي ومداخلاتهم السابقة في البرلمان.

ومن المنتظر أن تتيح الحكومة في الفترة القريبة مساعد همفري الذكي لجميع موظفي الخدمة المدنية، مع البدء الفوري باستخدام بعض خدماته، إذ ستساعد هذه الأداة الحكومة بأخذ آراء آلاف الأشخاص ومنظمات المجتمع المدني والشركات فيما يتعلق بسياساتها العامة، وتحليل آلاف الردود في غضون ساعات، قبل تقديم لوحات معلومات تفاعلية لصناع السياسات والخبراء لاستكشاف رأي الجمهور مباشرة.

ويندرج اعتماد هذه الأداة ضمن حزمة إصلاحات حكومة شاملة لتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في تحسين جودة الخدمات العامة، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مراكز التوظيف، والتسجيل الإلكتروني لحالات الوفاة.

وطرحت الحكومة عبر موقعها الرسمي قضية تحديد سرعة السيارات في المناطق السكنية، وتحليل مساعد همفري الذكي لمواقف النواب من هذه القضية، إذ أظهر التحليل تباين مواقف النواب المحافظين المعارضين تاريخياً لهذا الإجراء، مقابل تأييد نواب العمال لهذه السياسات.

حزمة تطبيقات جديدة تعمد الحكومة البريطانية لإطلاقها، مثل أداة لتدوين وتلخيص اجتماعات الوزراء بشكل آلي، وأخرى لتحليل الآثار المترتبة على التشريعات الجديدة، ونظام لأتمتة التقارير المقدمة للوزراء بما في ذلك الوثائق الحساسة، وغيرها من الأدوات التي تحارب التطور التكنولوجي البطيء الذي ساد لسنوات طويلة في موضوع تقديم وكبد الخزينة العامة والمواطنين خسائر مالية كبيرة وإهدار للوقت.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي في التعليم يشغل الحكومة البريطانية

وترى وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات العامة والقضاء على البيروقراطية يمكن أن يوفر 45 مليار جنيه إسترليني سنوياً، وزيادة الإنتاجية 1.5 سنوياً بحلول عام 2030.

وقبل إطلاق مساعد همفري الذكي بأيام أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن خطة لجعل بريطانيا رائدة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر جذب الشركات والمستثمرين وإنشاء مناطق نمو للذكاء الاصطناعي، وتسريع عملية إصدار التصاريح اللازمة لإنشاء البنية التحتية ومراكز البيانات، وإتاحة بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية للباحثين من خلال مكتبة البيانات الوطنية الجديدة، التي تهد مع التأكيد على اتخاذ كل ما يلزم لضمان دقة النتائج وحماية خصوصية المواطنين.

وأعلنت ثلاث شركات تكنولوجية استثمار 17 مليار يورو لتطوير مراكز تخزين للبيانات في بريطانيا، ومن شأن هذه المشاريع تطوير قدرات الحوسبة، وتوفير 13 ألف فرصة عمل.

الحكومة البريطانية وضمن خطتها لاعتماد التكنولوجيا في تقديم الخدمات العامة، أعلنت منذ أيام عزمها منح رخص القيادة الرقمية، التي ستكون متاحة عبر تطبيق حكومي جديد على الهواتف الذكية، مع دراسة إمكانية إضافة خدمات أخرى عبر هذا التطبيق، كدفع الضرائب وتقديم طلبات للاستفادة من المزايا الاجتماعية، وإضافة أشكال أخرى من التعريفات كأرقام التأمين الوطني.

كما أكدت وزارة العلوم والتقنية على ضرورة استخدام الأطفال لتقنية الذكاء الاصطناعي في أداء واجباتهم المدرسية و الإجابة عن أسئلتهم في المجالات الرياضية والعلمية، شرط أن يتم استخدامها بإشراف من الوالدين أو المعلم في المدرسة.

اقرأ أيضاً: مصطفى سليمان.. سوري بريطاني يتولى قيادة الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت

ومن المنتظر أن تبدأ الحكومة البريطانية ببناء كمبيوتر فائق السرعة جديد، ينضم إلى جهاز في جامعة بريستول يحتوي حوالي 5000 وحدة معالجة رسومات ورقائق متخصصة لبناء برامج الذكاء الاصطناعي، وجهاز في جامعة كامبريدج، مع دعوات للوصول إلى ما يعادل 100 ألف وحدة معالجة رسوميات من السعة المملوكة للحكومة بحلول عام 2030.

وتمثل السعة الجديدة زيادة 20 ضعفاً في قوة الحوسبة السيادية في بريطانيا، وستكون منفصلة عن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي المملوكة للقطاع الخاص، على أن يتم نشرها لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأوساط الأكاديمية والخدمات العامة.

وكان وزير العلوم والتكنولوجيا البريطاني تعرض العام الماضي لانتقادات حادة بسبب إلغاء تمويل برنامج الكمبيوتر العملاق إكساسكيل الذي تبلغ تكلفته 800 مليون جنيه إسترليني في جامعة إدنبرة، وهو جهاز يمكنه إجراء حسابات علمية معقدة مثل محاكاة الفيزياء، ليرد على هذه الانتقادات بأنه لم يتم إيقاف المشروع، لكن لم يتم تخصيص المبلغ اللازم في الميزانية.