إنها حمى المشاهير تصيب البعض وتدفعهم للتصرف بطريقة خارج المنطق، ومن أمثلتها ما أقدم عليه شاب أمريكي قبل حوالي تسعة عشر عاماً عندما حبس أنفاس أنجلينا جولي وزوجها السابق براد بيت في وعاء زجاجي، وذلك أثناء تواجدهما في العرض الأول للفيلم الشهير “مستر اند ميسز سميث”، ومن ثم عرض هذا الشاب الأنفاس الشهيرة للبيع على موقع للمزادات العلنية عبر الإنترنت، وكان السعر الأولي 9.99 دولارا ولكن المزايدات تجاوزت حدود الـ15 ألف دولار.
ويبدو أن حمى المشاهير لا تستثنى أحداً، فهناك الكثير ممن يحلم بلقاء نجوم هوليود، ومن لم يستطع يحاول الحصول على أثر منهم وهو ما اتفق عند مقتني الوعاء الزجاجي الذي يحتوي على الأنفاس الشهيرة.
وعادة ما تتم عمليات الشراء في المزادات العلنية للأشياء الثمينة أو تلك التي تحمل قيمة تاريخية، ولكن هذا النوع من عمليات العرض والمزايدة مقترن بحالة حمى المشاهير نظراً لغرابة الطرح.
ولكن أنفاس أنجلينا جولي ليست الحالة الغريبة الوحيدة، بل هناك من يناضل للفوز بقطعة ملابس، أو ربما قطعة خبز، وهو ما حدث مع الفنان “جاستن تيمبرليك”، الذي احتفظ أحد معجبيه ببقايا طعامة وهو عبارة عن خبز فرنسي، وعند عرض بقايا الخبز على موقع مزايدات عبر الإنترنت بدى الأمر غير مألوف للوهلة الأولى، ولكن مع بدأ المزايدات ووصولها إلى مبلغ ألف دولار كانت الأمور أكثر جدية، وبالفعل فاز أحد معجبي الفنان الأمريكي ببقايا الخبز ودفع ألف دولار ثمناً لها.
ولكن هذه ليست المرة الوحيدة التي يحتفظ فيها أحدهم ببقايا الطعام ويقوم بإعادة بيعها لأنها تخص شخصية عامة أو معروفة، فهناك قطعة كيك تعود لحفل زفاف احتفظ شخص بها لمدة 65 عاماً ليقوم ببيعها لاحقاً بمبلغ 600 دولار، وقطعة الحلوى تعود لحفل زفاف ملكة بريطانيا إليزابيث وزوجها فيليب، وكان أحد العمال في قصر باكينجهام احتفظ بالقطعة في علبة نقشت عليها الأحرف الأولى من أسماء الزوجين لمدة ستة عقود، وفي العام 2013 قرر هذا العامل أن يخرج كنزه ويعيد بيعه ضمن مزاد علني.
ومن طرائف المزادات العلنية والمرتبطة بحالة حمى المشاهير، أشياء غريبة أخرى بيعت من قصر باكينجهام، وهو خبر انتشر على نطاق واسع بعد وفاة الملكة إليزابيث في الثامن من سبتمبر عام 2022، عندما أقدم رجل متخصص بإبادة الصراصير على أخذ كيس شاي مستعمل للملكة، وذلك أثناء دخوله القصر في عملية تطهير شاملة من غزو الصراصير الذي أصاب القصر في فترة التسعينيات، وكانت نتيجة الأمر حصول الرجل على كيس شاي ليبتون أسود مستعمل، وعندما قرر بيع الكيس على موقع “إي بي” (eBay) وصفه بأنه قطعة من التاريخ ووضع له قيمة 12 ألف دولار أمريكي، كما أرفق مع الكيس المستعمل شهادة تؤكد مصدر القطعة!
وفي ذات السياق تستمر حمى المشاهير بطرح نفسها في المزادات العلنية المرتبطة بعدد من الشخصيات المعروفة في عالم الفن والسياسة، فهناك سترة تعود للرئيس الأوكراني المعروف فلاديمير زيلينسكي، والتي تلقت عروضاً مالية عالية بعد عرضها على موقع متخصص بالمزادات العلنية.
ويعود السبب وراء شهرة سترة الرئيس الأوكراني، أنه داوم على ارتدائها منذ بداية الحرب الأوكرانية الروسية في فبراير 2022، وهي سترة كاكية اللون تحولت مع مرور الوقت، إلى رمز للمقاومة الأوكرانية داخل البلاد وخارجها، لا سيما أن زيلينسكي داوم على ارتدائها في جميع المناسبات سواء في المقاطع المصورة لمواقع التواصل الاجتماعي، أو في أثناء تصريحه لوسائل الإعلام.
وفي السياق تم عرض السترة للبيع ضمن مزاد علني بلندن بعد أن وقع عليها الرئيس شخصياً، وكانت القيمة الأولية للسترة 61 ألف دولار، ولكنها بيعت بمبلغ 111 ألف دولار، وذهب ريع السترة لجمع تبرعات لصالح الأوكرانيين.
وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن حمى المشاهير تبقى ظاهرة مثيرة للجدل، لاسيما أنها تصل عند البعض إلى حد الهوس، وربما تؤثر على حياة الأشخاص سلباً، فمن أنفاس أنجلينا جولي وبراد بيت المحبوسة في زجاجة مروراً بفتات خبز جاستن تيمبرليك وصولاً إلى الملكة إليزابيث، نجد أمثلة تؤكد فكرة أساسية، أنّ الأشياء ليست بقيمتها المادية وإنما تتجسد قيمتها بما تمثله عند من يسعى لامتلاكها.