ربع جامعات بريطانيا الرائدة تخفض أعداد موظفيها والسبب!!
تابعونا على:

الحياة في بريطانيا

ربع جامعات بريطانيا الرائدة تخفض أعداد موظفيها والسبب!!

نشر

في

6 مشاهدة

ربع جامعات بريطانيا الرائدة تخفض أعداد موظفيها والسبب!!

في خضمّ تحديات مالية متزايدة، تواجه جامعات بريطانيا الرائدة أزمة غير مسبوقة تهدد استقرارها وسمعتها العالمية، إذ تعمل واحدة من كل أربع مؤسسات تعليمية على تقليص أعداد موظفيها وتقليص ميزانياتها، ما أثار دعوات ملحّة من قبل القادة الأكاديميين والمجتمع بشأن ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على مكانة التعليم العالي في الساحة الدولية.

ففي الأسبوع الماضي، كشفت أربع جامعات، من بينها اثنتان من أعضاء مجموعة راسل المعروفة بتفوقها في الأبحاث، عن تسريح 1000 موظف كجزء من استجابتها للعجز المالي المتزايد، وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تخضع حوالي 90 جامعة لإعادة هيكلة شاملة، تشمل برامج تسريح إلزامية وطوعية تهدف إلى تقليل فواتير الأجور.

إجراءات جامعة كارديف

وتشمل هذه التخفيضات الإجراءات التي اتخذتها جامعة Cardiff في تقليص دورات التمريض ذات التصنيف العالي، محذرةً من أن الأزمة المالية تهدد بابتلاع دورات التمريض بالكامل، فقد أفاد معظم المحاضرين والعاملين في مجال التمريض في التعليم العالي عبر المملكة المتحدة بتعرضهم للتسريح وتجميد التوظيف، بينما تتفاقم الأزمة مع وجود أكثر من 40 ألف وظيفة شاغرة في القطاع.

وتعليقاً على ذلك، عبّرت هيلين وايللي، المديرة التنفيذية لشبكة RCN في ويلز، عن قلقها الحقيقي بشأن المقترحات التي أصدرتها جامعة كارديف، وأكدت أن مدرسة التمريض تتمتع بسمعة راسخة في تقديم التميز، حيث تخرج ممرضات يمتلكن مهارات عالية وتعاطفاً كبيراً، وقد خدمن المجتمعات محلياً وعبر ويلز.

ولفتت وايللي إلى أن هذا القرار قد يهدد تدفق الممرضات المسجلات في أكبر مجلس صحي في ويلز، ما يقوض الجهود المبذولة لمعالجة أزمة التوظيف الحرجة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية والرعاية الاجتماعية.

ربع جامعات بريطانيا الرائدة تخفض أعداد موظفيها والسبب!!

وبينما أعلنت جامعات مثل Durham وكارديف مؤخراً عن فقدان وظائف، شهدت جامعات أخرى عمليات خفض التكاليف وإعادة هيكلة مستمرة على مدار السنوات الثلاث الماضية، فقد أدت الزيادة المستمرة في التكاليف، مع انخفاض دخل الرسوم الدراسية من الطلاب المحليين، إلى تآكل الميزانيات، الأمر الذي وضع هذه المؤسسات في موقف صعب يتطلب اتخاذ تدابير صارمة للتكيف مع الظروف الاقتصادية المتغيرة.

من جانبه، أشار أحد نواب رئيس الجامعة إلى أن التخفيضات التي تتم تدريجياً قد مرت إلى حد كبير دون أن يلاحظها الجمهور، وقال: “لو كانت هيئة الإذاعة البريطانية أو شركة جون لويس قد قامت بتسريح 5000 أو 6000 موظف، لكان ذلك قد أثار ضجة كبيرة، لكن ما يحدث في الجامعات لا يحظى بنفس المستوى من الاهتمام الإعلامي”.

اقرأ أيضاً: مميّزات تجعل من جامعة برونيل وجهتك الدراسية المثالية

بدورها، حذرت مؤسسة ويلكوم، التي تُعد من الممولين الرئيسيين للأبحاث الطبية والعلمية، والجمعية الملكية للكيمياء من أن التخفيضات الحالية تهدد دور المملكة المتحدة باعتبارها قائداً عالمياً في مجال العلوم، مؤكدة أن هذه التحديات تؤثر سلباً على قدرة البلاد على توفير العمالة الماهرة المطلوبة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام على المدى الطويل.

فقد شهد عدد درجات البكالوريوس في الكيمياء انخفاضاً بأكثر من 25% منذ عام 2019، وأفادت جامعة Hull بأن الطلب على المقاعد في برنامج الكيمياء الخاص بها قد تراجع كثيراً، ما يجعل استمرار الدورة غير قابل للتطبيق، على الرغم من مكانتها المرموقة في التصنيفات الجامعية.

وصرحت جو جرادي، الأمينة العامة لاتحاد الجامعات والكليات، بأن الحكومة يجب أن تتخذ “إجراءات عاجلة” لمنع مديري الجامعات من تدمير سبل العيش وتخريب المعايير الأكاديمية، وأضافت: “إذا لم يتراجع نواب المستشارين عن حافة الهاوية ويتعاونوا معنا لحماية الوظائف، فإننا قد نشهد اضطرابات صناعية خطيرة لا يمكن استبعادها”.

اقرأ أيضاً: جامعات في بريطانيا لا تتطلب اختبار توفل

تراجع دخل جامعات بريطانيا

أشار معهد الدراسات المالية إلى أن جامعات بريطانيا قد شهدت تراجعاً في دخلها منذ عام 2017، عندما جمدت الحكومة المحافظة الرسوم الجامعية عند 9250 جنيه إسترليني في ظل ارتفاع معدلات التضخم.

كما تأثرت جامعات بريطانيا التي تعتمد على الرسوم من الطلاب الدوليين نتيجة التغييرات الأخيرة في سياسة التأشيرات، وهذا بدوره أدى إلى انخفاض حاد في أعداد الطلاب القادمين للدراسة في المملكة المتحدة.

استجابت الجامعات المرموقة، التي كانت تتطلب سابقاً رسوم دخول مرتفعة لمستوى A، بتوسيع قبولها للطلاب الجامعيين من المملكة المتحدة، لتعويض الفجوات الناتجة عن تراجع أعداد الطلاب الدوليين، ومع ذلك، أدى هذا التحول إلى تقليص عدد الطلاب المتاحين لبقية القطاع.

قال ديفيد كيرنوهان، نائب رئيس تحرير مجلة وونكي المتخصصة في تحليل التعليم العالي، إن مقدمي الخدمات الذين كانوا يتبعون “تعريفات مرتفعة” أصبحوا يخفضون رسوم الدخول لزيادة أعداد المقبولين، مفيداً بأن هذا الاتجاه أدى إلى التحاق طلاب حاصلين على درجات أقل بمؤسسات مرموقة، ما جعل تلك المؤسسات تواجه صعوبة في توظيف الطلاب من هذا النوع.

ربع جامعات بريطانيا الرائدة تخفض أعداد موظفيها والسبب!!

وفي العام الماضي، سادت مشاعر الارتياح عندما أعلنت وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون عن زيادة رسوم الدراسة الجامعية المحلية في إنجلترا إلى 9535 جنيه إسترليني اعتباراً من سبتمبر المقبل، ومع ذلك، يقدر مكتب الطلاب، الجهة التنظيمية للتعليم العالي في إنجلترا، أن القطاع سيواجه عجزاً إجمالياً يبلغ 1.6 مليار جنيه إسترليني في عام 2025-2026، حتى مع رفع الرسوم.

وعلى الرغم من ان التعليم العالي في ويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية يمتاز بأنظمة تمويل مستقلة، إلا أنّ الضغوط المالية لا تقتصر على كارديف فقط، فجامعة Queen’s في بلفاست، وجامعات Aberystwyth، Glasgow، وAberdeen كذلك تشهد تخفيضات في ميزانياتها.

اقرأ أيضاً: أفضل الجامعات في المملكة المتحدة لدراسة إدارة الأعمال

X