في عالم السياسة، لا تُخفى الفضائح طويلاً، فالتكنولوجيا التي قرّبت المسافات جعلت من المستحيل إخفاء الكلمات غير المدروسة، وبينما كانت بعض الشخصيات السياسية تبني مكانتها على الالتزام والانضباط، سقط آخرون ضحايا تعليقات عابرة كُتبت على عجل، لكنها بقيت محفورة في ذاكرة الإنترنت إلى الأبد.
هذه المرة، كانت العاصفة من نصيب وزير الصحة البريطاني أندرو غوين، الذي تحولت رسائله الخاصة في واتساب إلى قنبلة سياسية أطاحت به من منصبه، وأبعدته عن حزب العمال، بعد أن كشفت تصريحات مسيئة وعنصرية لا تتماشى مع معايير الحزب ولا مع أخلاقيات الخدمة العامة.. كيف انتهت مسيرته السياسية بهذه السرعة؟ وما الذي احتوته هذه الرسائل التي قلبت الطاولة عليه؟ التفاصيل في السطور التالية.
وفي التفاصيل، أقال زعيم حزب العمال، كير ستارمر، وزير الصحة أندرو غوين (Andrew Gwynne) من منصبه وعلّق عضويته في الحزب، بعد الكشف عن رسائل واتساب تضمنت تصريحات مسيئة، من بينها تمنيه وفاة مسنة لم تدعمه في الانتخابات المقبلة.
واجه لغوين، البالغ من العمر 50 عاماً، اتهامات بكتابة مجموعة من الرسائل ذات الطابع العنصري والتمييز الجنسي، والتي تضمنت تعليقات معادية للسامية وسخرية من أنجيلا راينر (Angela Rayner)، نائبة رئيس الوزراء، وذكرت صحيفة ميل أون صنداي أن الرسائل تم تداولها في مجموعة واتساب تضم شخصيات محلية من الحزب، وعند عرضها على قيادة حزب العمال، قرر ستارمر إقالة غوين على الفور.
اقرأ أيضاً: اللحوم غير القانونية تغزو شوارع بريطانيا!
وفي حديثه حول الأمر، أكد متحدث باسم الحكومة أن «رئيس الوزراء عازم على الحفاظ على معايير السلوك العالية في المناصب العامة وقيادة حكومة تخدم الطبقة العاملة، ولن يتردد في اتخاذ إجراءات ضد أي وزير يخالف هذه المعايير، كما حدث في هذه القضية».
وجرى الكشف عن أن غوين، وهو نائب عن منطقتي غورتون ودينتون (Gorton and Denton)، كتب تعليقاً ساخراً رداً على رسالة من امرأة مسنة تبلغ 72 عاماً، اشتكت من مشكلة تتعلق بجمع النفايات، حيث كتبت إلى عضو المجلس المحلي قائلة: «بما أنك أُعيد انتخابك، اعتقدت أن الوقت مناسب للتواصل معك بشأن جمع النفايات».
وعندما نشر رسالته في مجموعة واتساب، اقترح غوين رداً ساخراً كتب فيه: «عزيزتي المقيمة، تبا لكِ ولحاويات القمامة الخاصة بكِ. لقد أُعيد انتخابي بدون صوتكِ، دعيكِ وشأنكِ. ملاحظة: آمل أن تكوني قد متِّ قبل الانتخابات العامة المقبلة»، وكشفت الرسائل المسربة أن غوين علّق على أحد الأسماء بالقول إنه «يبدو يهودياً جداً» و«عسكرياً جداً»، متسائلاً إن كان هذا الشخص ينتمي إلى الموساد (Mossad).
كما تضمنت تصريحاته الساخرة انتقادات للنائبة المخضرمة ديان أبوت (Diane Abbott)، حيث كتب في مجموعة واتساب عام 2019 أن الدعم الذي تلقته أبوت لكونها أول امرأة سوداء تلقي أسئلة رئيس الوزراء كان «مزحة»، مضيفاً أنها ظهرت هناك فقط «لأنه شهر تاريخ السود، على ما يبدو».
اقرأ أيضاً: أسترازينيكا تصفع ريفز على خدها!
وفي مارس 2021، عندما واجهت راينر انتقادات بسبب مطالبتها بتعويضات عن سماعات لاسلكية ضمن نفقاتها البرلمانية، أعاد غوين نشر تغريدة من حساب ساخر تربط الحادثة بفعل غير لائق.
وعلق غوين على الحادثة قائلاً: «أنا نادم بشدة على تعليقاتي غير المدروسة وأعتذر عن أي إساءة تسببت بها، وأتفهم تماماً القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء والحزب، ورغم شعوري بالحزن لتعليق عضويتي، سأدعمهم بأي طريقة ممكنة».
من جهته، صرح متحدث باسم حزب العمال قائلاً: «تم تعليق عضوية أندرو غوين إدارياً من حزب العمال. نحن نحقق في التعليقات الواردة في هذه المجموعة وفقاً لقواعد وإجراءات الحزب. سيتم اتخاذ إجراءات سريعة إذا ثبت انتهاك أي فرد للمعايير العالية المتوقعة من أعضاء الحزب»
اقرأ أيضاً: زعيمة جديدة للمحافظين: «أنا كابوس حزب العمال»!