شهدت المملكة المتحدة حالات وفاة صادمة مرتبطة بحقن إنقاص الوزن، مثل أوزمبيك (Ozempic) ومونجارو (Mounjaro)، حيث أفادت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) بأنها سجلت 82 حالة وفاة حتى نهاية يناير 2025.
ومن بين هذه الحالات، ارتبطت 22 حالة باستخدام هذه الأدوية لإنقاص الوزن، بينما ارتبطت 60 حالة أخرى باستخدامها لعلاج مرض السكري من النوع الثاني.
وأثارت هذه الأرقام قلقًا كبيرًا، في ظل زيادة الطلب على هذه الأدوية وانتشارها عبر الصيدليات الإلكترونية، مما دفع هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) إلى تحذير المرضى من عدم تناول هذه الأدوية إلا بوصفة طبية، مشددة على أهمية استشارة الأطباء لتقييم المخاطر والفوائد قبل استخدامها.
تفاصيل الأدوية
تُعرف هذه الحقن باسم محفزات مستقبلات GLP-1 (GLP-1 receptor agonists)، وهي أدوية طورت في البداية لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وتعمل هذه الأدوية عن طريق محاكاة هرمون (GLP-1)، الذي يُفرز بعد تناول الطعام ويساهم في تحفيز إنتاج الأنسولين وتقليل إنتاج الجلوكاجون، مما يقلل من الشهية ويبطئ تفريغ المعدة.
مع مرور الوقت، اتضح أن هذه الأدوية فعالة أيضاً في إنقاص الوزن بسبب قدرتها على تقليل الشهية، ومن بين العلامات العلامات التجارية الشائعة لهذه الأدوية:
- سيماجلوتيد (Semaglutide): يتوفر تحت اسم أوزمبيك (Ozempic) المستخدم لعلاج مرض السكري، وويجوفي (Wegovy) المخصص لإنقاص الوزن، بالإضافة إلى ريبيلسوس (Rybelsus) الذي يؤخذ عن طريق الفم.
- تيرزيباتيد (Tirzepatide): يُباع تحت اسم مونجارو (Mounjaro) ويستخدم بشكل رئيسي لعلاج مرض السكري وإنقاص الوزن.
- ليراجلوتيد (Liraglutide): يُعرف بعلامتين تجاريتين رئيسيتين: ساكسندا (Saxenda) المخصص لفقدان الوزن، وفيكتوزا (Victoza) المستخدم لعلاج مرض السكري.
تُعطى معظم هذه الأدوية على شكل حقن أسبوعية، وقد أظهرت الدراسات أنها يمكن أن تساعد الأشخاص على فقدان أكثر من 10% من وزنهم خلال سنة واحدة عند دمجها مع تعديلات النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
ومع ذلك، يجب استخدامها تحت إشراف طبي لضمان تحقيق الفوائد المرجوة مع تقليل المخاطر المحتملة.
اقرأ أيضاً: تدهور صحة الشباب النفسية تكلف الاقتصاد البريطاني 1.16تريليون جنيه
الوفيات والآثار الجانبية
أفادت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) بتقارير تتعلق بحالات وفاة مرتبطة باستخدام أدوية إنقاص الوزن مثل مونجارو، أوزمبيك، ويجوفي، ريبيلسوس، ساكسندا، وفيكتوزا.
وهذه التقارير لا تثبت بالضرورة أن الأدوية هي السبب المباشر للوفاة، حيث قد تكون هناك عوامل أخرى مساهمة مثل الأمراض الأساسية أو استخدام الأدوية بطريقة غير صحيحة.
وتشمل الآثار الجانبية الشائعة لهذه الأدوية الغثيان، القيء، الإسهال، والانتفاخ، أما الآثار الجانبية النادرة ولكن الخطيرة فقد تتضمن مشاكل في المرارة، اضطرابات في الكلى، والاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت الوكالة إلى أن عدد الأشخاص الذين احتاجوا إلى العلاج في المستشفى منذ إطلاق هذه الأدوية قد زاد بشكل ملحوظ، لذلك، يُنصح دائمًا باستخدام هذه الأدوية تحت إشراف طبي مباشر لتقليل المخاطر المحتملة.
الاستجابة التنظيمية والتحذيرات
أصدرت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) وهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) تحذيرات صارمة أكدت فيها أن أدوية إنقاص الوزن يجب أن تُؤخذ فقط بوصفة طبية، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها.
وأوضحت الدكتورة أليسون كيف (Alison Kay)، رئيسة السلامة في وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، أن قرار البدء أو الاستمرار في العلاج يجب أن يكون مشتركًا بين المريض والطبيب، بناءً على تقييم شامل لحالة المريض وصحته العامة.
ودعت الجهات التنظيمية إلى وضع قواعد أكثر صرامة بشأن وصف هذه الأدوية، خاصة مع انتشارها الكبير عبر الإنترنت، مما يزيد من مخاطر الاستخدام غير الآمن.
وفي فبراير 2025، تم إصدار إرشادات جديدة تتطلب التحقق من مؤشر كتلة الجسم (BMI) من خلال استشارات شخصية أو عبر الفيديو، بدلاً من الاعتماد على استمارات الإنترنت فقط.
اقرأ أيضاً: أقصر قامة.. أكثر بدانةً.. ومستقبل غامض: أزمة صحة تُهدد أطفال المملكة المتحدة
الانتشار والمخاطر المرتبطة
يستخدم حوالي نصف مليون شخص في المملكة المتحدة أدوية محفزات (GLP-1)، وقد شهدت هذه الأدوية زيادة كبيرة في الطلب، مما أدى إلى ظهور سوق سوداء عبر الإنترنت.
وتحذر التقارير من أن شراء هذه الأدوية من مصادر غير مرخصة يزيد من مخاطر الآثار الجانبية الخطيرة بسبب عدم ضمان جودتها وسلامتها.
كما حذرت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية من سوء استخدامها، خاصة من قبل الأشخاص الذين لا يحتاجون إليها لعلاج السمنة المفرطة، مما يعرضهم لمخاطر صحية إضافية.