بريطانيا تتقدم في أوكرانيا بعد تراجع ترامب | أرابيسك لندن
تابعونا على:

أخبار لندن

بريطانيا تتقدم في أوكرانيا بعد تراجع ترامب!

نشر

في

532 مشاهدة

بريطانيا تتقدم في أوكرانيا بعد تراجع ترامب!

أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمرKeir Starmer خلال اجتماع افتراضي ضم قادة 25 دولة حول العالم، أنه يجب عليهم الاستعداد للدفاع عن أيّ اتفاق سلام في أوكرانيا بأنفسهم، في إشارة إلى تراجع الدور الأمريكي الداعم لكييف.

وجاء الاجتماع الذي أطلقت عليه بريطانيا اسم “تحالف الراغبين”، بعد أن فاجأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – Donald Trump الحلفاء الأوروبيين بفتح محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – Vladimir Putin، كما أعلنت واشنطن تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، عقب اللقاء الشهير في البيت الأبيض بين ترامب وزيلينسكي.

وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، دعا الدول الغربية قبل انطلاق الاجتماع إلى تكثيف الضغوط الاقتصادية على الرئيس الروسي بوتين، “إذا ما أرجأ وقف إطلاق النار في أوكرانيا”.

وجاءت تصريحات ستارمر بعد أن كشف بوتين عن رغبته في مناقشة مقترح وقف إطلاق النار في أوكرانيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن رئيس الوزراء البريطاني اتهم بوتين بالتباطؤ في الاستجابة لدعوات ترامب لوقف إطلاق النار سريعاً.

وقال ستارمر إن تجاهل الكرملين التام لمقترح الرئيس ترامب لوقف إطلاق النار يُظهر فقط أن بوتين غير جاد بشأن السلام.

مخاوف أوروبية

بدأت الدول الأوروبية تستشعر الخطر من احتمال تبدل مواقع القوة في الحرب الأوكرانية بعد إعلان الرئيس الأمريكي تعليق شحنات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، وذلك وفقاً لعديد التصريحات التي أطلقها مسؤولون أوروبيون دعوا فيها ترامب إلى التراجع عن قراره.

ولا شكّ أن تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف لفترة طويلة سيكون له تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين التعويض عنها، وخاصّة ما يتعلق بالأسلحة بعيدة المدى.

وقدمت الولايات المتحدة بمفردها نحو نصف قيمة المساعدات العسكرية الواصلة لأوكرانيا في الفترة من 2022 إلى 2024، حسب معهد كيل الألماني.

اقرأ أيضاً: ستارمر يدعو قادة العالم لتعزيز دعمهم لأوكرانيا

ما أهداف الدعم البريطاني لأوكرانيا؟

كشف معهد كيل – Kiel للاقتصاد العالمي أن مبلغ المساعدات البريطانية الممنوحة لأوكرانيا بلغ نحو 10 مليارات دولار، على الرغم من وضع الميزانية الكارثي في بريطانيا، وهو يفوق بخمسة أضعاف حجم الدعم الفرنسي لكييف، فما سرّ الدعم البريطاني الكبير؟

وقّعت المملكة المتحدة وأوكرانيا الشهر الماضي اتفاقاً لتقديم لندن قرضاً بقيمة 2.26 مليار جنيه إسترليني لدعم قدرات كييف الدفاعية.

ونهاية العام الماضي، أطلق الجيش الأوكراني أول صاروخ “ستورم شادو- Storm Shadow” البريطاني على أهداف داخل روسيا للمرة الأولى، بعد أن منحت لندن الضوء الأخضر لاستخدام الصاروخ بعيد المدى، تماشياً مع خطوة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن – Joe Biden باستخدام أوكرانيا لصواريخ أتاكمز – Atakms لضرب الأراضي الروسية، كما قدّمت بريطانيا كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة إلى أوكرانيا منذ عام 2022.

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة لوموندLe Monde الفرنسية في تقرير لها، أن بريطانيا كانت أول دولة أوروبية تزوّد أوكرانيا بأسلحة دفاعية وترسل مستشارين عسكريين إلى كييف حتى قبل شباط 2022؛ وبعد ذلك كانت لندن أول من أعلن عن إرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا، ثم أرسلت صواريخ بعيدة المدى، كما لعبت المملكة المتحدة دوراً رائداً في تسليم طائرات مقاتلة لكييف.

وبحسب الصحيفة فإن بريطانيا كانت ولا تزال في طليعة الدول التي تساعد أوكرانيا عسكرياً، وهذا الالتزام ليس فقط تعبيراً عن السخط على العدوان الروسي، أو الاستفادة من هذا الالتزام في قضايا سياسية داخلية بريطانية؛ بل هو أيضاً ثمرة ثقافة دبلوماسية متجذرة بعمق في المواجهة البريطانية مع روسيا.

وأشارت لوموند أن لندن لديها مصلحة قديمة جداً في بحر البلطيق وبحر الشمال، وهي ساحة معركة أخرى مع روسيا، إلى جانب الدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا وهولندا وأيسلندا ودول البلطيق الثلاث: “أستونيا ولاتفيا وليتوانيا”، وكلها دول تريد احتواء التمدد الروسي.

وبعد تعليق الولايات المتحدة شحنات المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا وإعلان بدء التفاوض مع بوتين، هل تستطيع الدول الأوروبية سد الفجوة التي ستتركها قدرات واشنطن في اوكرانيا؟ وكيف سيتصرف الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إذا ما قرر ترامب الذهاب منفرداً نحو اتفاق سلام مع بوتين حول أوكرانيا؟

اقرأ أيضاً: روسيا لبريطانيا: أنتم تشنون علينا حرباً بالوكالة

اقرأ أيضاً: اللص المغربي الذي دفع بالمحكمة للاعتراف بذكائه، ما مصيره؟

X