بعد ساعات قليلة على انتهاء المباحثات “الإيجابية” غير المباشرة في مسقط بين الولايات المتحدة وإيران، أعلنت الحكومة البريطانية فرض عقوبات على منظمة إيرانية وزعيمها، بسبب ضلوعهما في “أنشطة عدائية مدعومة من الحكومة الإيرانية”.
وبحسب وكالة رويترز – Reuters، فقد استهدفت العقوبات البريطانية الجديدة منظمة “فوكستروت نتورك – Foxtrot Network” التي تتخذ من السويد مقراً لها، وزعيمها راوة ماجد – Rawa Majid، حيث شملت العقوبات تجميد أصول ومنع سفر.
واتهمت الحكومة البريطانية المنظمة وزعيمها بارتكاب “نشاط يساعد أو يسهل جرائم منظمة خطيرة في بريطانيا أو أيّ دولة أخرى”، وأكدت لندن أنها ستواصل “محاسبة طهران ومن يعمل نيابةً عنها”.
وكشفت رويترز نقلاً عن الحكومة البريطانية أن “الشبكة الإيرانية المعاقبة تنفذ أعمال عنف ضد أهداف إسرائيلية في أوروبا”.
بريطانيا تتصدى
وحول العقوبات الأخيرة، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي – David Lammy: “إن النظام الإيراني يستعين بعصابات إجرامية في أنحاء العالم لتهديد الناس، والمملكة المتحدة لن تتساهل حيال هذه التهديدات”.
كما كشف الوزير البريطاني أن العقوبات تشكّل جزءاً من تصدي المملكة المتحدة المستمر للاعتداءات الإيرانية في أوروبا، حيث أعلنت لندن الشهر الماضي تصنيف إيران ضمن مستوى أعلى في نظام تسجيل النفوذ الأجنبي، كما فرضت حتى الآن عقوبات على أكثر من 450 من الأشخاص والكيانات الإيرانية رداً على انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام، وبرنامج الأسلحة النووية، ونفوذها “الخبيث” على الصعيد الدولي، حسب وصفه.
ووفقاً لروتيرز، فإن بريطانيا تصدت منذ بداية عام 2022 لأكثر من 20 “مؤامرة” دعمتها إيران لخطف أو قتل مواطنين بريطانيين أو أفراد مقيمين في بريطانيا ممن تعتبرهم طهران تهديداً لها.
وتأتي الخطوة البريطانية بعد شهر واحد من فرض الولايات المتحدة عقوبات على منظمة “فوكستروت” وزعيمها، حيث وصفت الحكومة الأميركية المنظمة بأنها “عصابة إجرامية مقرها السويد”، ووصفت راوة ماجد بأنه “الزعيم الهارب”.
أوروبا أيضاً
تزامناً مع الضغط البريطاني، أقرّ الاتحاد الأوروبي عقوبات على 7 أفراد وكيانين إيرانيين بسبب اعتقال رعايا من دول الاتحاد، وهو ما يعتبره الأوروبيون سياسة ممنهجة من طهران لاحتجاز رهائن.
وشملت قائمة العقوبات الأوروبية مدير سجن إيفين في طهران وعدداً من القضاة ومسؤولي إنفاذ القانون، كما شملت السجن الرئيسي بمدينة شيراز.
وتنضوي عقوبات الاتحاد الأوروبي على تجميد أيّ أصول مالية محتفظ بها في دول الاتحاد، وفرض حظر سفر إليه.
عقوبات ومباحثات
جاءت العقوبات البريطانية – الأوروبية في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة الأميركية أن المفاوضات غير المباشرة مع إيران في عُمان كانت بناءة وإيجابية.
وفي هذا السياق كشف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو – Jean-Noël Barrot أن باريس ولندن وبرلين تتابع بحذر عملية المحادثات النووية بين واشنطن وطهران.
ودعا الوزير الفرنسي إلى أن تكون المفاوضات الإيرانية – الأميركية في مصلحة الدول الأوروبية.
ورغم أن الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة قد يعيد إحياء الاتفاق النووي، الذي كان ملزماً لدول الاتحاد الأوروبي أيضاً، إلا أن التكتل يواصل سياسة الضغط بالعقوبات على طهران، ما قد يزيد من حدة التوتر بين الطرفين، فهل تسعى أوروبا لأن تكون لاعباً أساسياً في المفاوضات؟
اقرأ أيضاً: الحكومة البريطانية تطلق موقع “استعد” للطوارئ.. لماذا الآن؟