السياحة في بريطانيا أمام تحديات استثنائية.. من المسؤول؟
تابعونا على:

مال وأعمال

السياحة في بريطانيا أمام تحديات استثنائية.. من المسؤول؟

نشر

في

360 مشاهدة

السياحة في بريطانيا أمام تحديات استثنائية.. من المسؤول؟

يواجه قطاع السياحة في المملكة المتحدة ضغوطاً كبيرة خلال العام، نتيجة الإجراءات الحكومية التي تهدد بخسارة مليارات الدولارات في هذا القطاع الحيوي، الأمر الذي دفع المجلس العالمي للسفر والسياحة – WTTC لتوجيه انتقادات علنية لحكومة كير ستارمر – Keir Starmer.

واتهم المجلس الحكومة البريطانية بتقويض قطاع السياحة، بعد أن أظهرت أرقام جديدة انخفاض إنفاق الزوّار الدوليين إلى 40.3 مليار جنيه إسترليني في عام 2024، أيّ أقل بـ2.2 مليار جنيه مقارنة بعام 2019، بنسبة تراجع بلغت 5.3%.

خيارات سياسية

نقلت صحيفة الغارديان – The Guardian عن المجلس العالمي للسفر والسياحة أن التراجع الحاد في الإنفاق سببه الخيارات السياسية المتعمدة التي اتخذتها الحكومة وخلقت عوائق أمام سفر السياح.

وأبرز الخيارات التي كشفها المجلس كانت إلغاء الحكومة للتسوّق المعفى من الضرائب، وزيادة ضريبة المسافرين جواً، وفرض تصريح السفر الإلكتروني (ETA) على الزوّار الأوروبيين، والذي ارتفعت تكلفته من 10 إلى 16 جنيهاً.

وتعليقاً على الإجراءات الحكومية، قالت جوليا سيمبسون – Julia Simpson ، رئيسة المجلس والمستشارة السابقة لرئيس الوزراء توني بلير – Tony Blair: “بينما تعافت الوجهات العالمية الأخرى، لا تزال بريطانيا متأخرة. هذا قطاع يساهم بـ10% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفّر آلاف الوظائف، لكن الحكومة لا تمنحه أيّ أولوية. نحن نخرب فرصنا بأنفسنا”.

كما وجّهت سيمبسون انتقادات لاذعة للحكومة بسبب خفض ميزانية هيئة  VisitBritain-الجهة المسؤولة عن الترويج السياحي في بريطانيا- بنسبة وصلت إلى 44% هذا العام، لتتراجع من 18.85 مليوناً إلى 10.57 مليون جنيه.

وتزامن هذا الخفض مع رفع ضريبة المسافرين جواً في 1 نيسان، وبدء تطبيق نظام تصريح السفر الإلكتروني في اليوم التالي.

واعتبرت سيمبسون أن بريطانيا تخسر حصتها السياحية أمام شركائها الأوروبيين، في الوقت الذي تحتاج فيه المملكة المتحدة إلى تسويق الوجهات الثقافية والسياحية بقوة، وجذب الزوّار بشكل كبير إلى البلاد.

رد الحكومة

بالمقابل كشفت الحكومة البريطانية أن المملكة المتحدة لا تزال من أكثر الدول زيارة في العالم، وأن السياحة الدولية تضخ مليارات في الاقتصاد الوطني.

وأكد متحدث رسمي باسم الحكومة للغارديان أن هيئة VisitBritain أداة فعالة لدفع النمو السياحي، مشيراً إلى إطلاق استراتيجية وطنية للسياح في الخريف المقبل، بهدف استقبال 50 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030.

ورغم التراجع الحاد في الإنفاق، كشفت تقارير أُعدّت بالتعاون مع “أوكسفورد إيكونوميكس – Oxford Economics” أن مساهمة قطاع السفر والسياحة في الاقتصاد البريطاني بلغت 286 مليار جنيه العام الماضي، بزيادة قدرها 3.9% عن عام 2019.

رسوم مرتفعة

بداية العام الحالي، أعلنت المملكة المتحدة رفع تكلفة تصريح السفر الإلكتروني (ETA) بعد أسابيع قليلة من بدء العمل به، مما أثار جدلاً واسعاً في أوساط قطاع السياحة والطيران.

ويعد تصريح السفر الجديد مطلباً للمسافرين من دول عديدة لدخول البلاد، ويعتبر جزءاً من جهود الحكومة البريطانية لتعزيز أمن الحدود.

وكشفت الحكومة أن الهدف من هذه الزيادة هو تقليل الاعتماد على أموال دافعي الضرائب في تمويل نظام الهجرة والحدود.

وتشير التقديرات إلى أن هذه الرسوم ستجمع 269 مليون جنيه إسترليني سنوياً، ومع ذلك، لن يضطر ركاب الترانزيت إلى دفع الرسوم بموجب التعديلات الجديدة.

وتواجه حكومة كير ستارمر منذ أشهر انتقادات متزايدة بسبب نظام الضرائب المرتفع الذي تفرضه على البريطانيين، بمقابل الحد من برامج الرعاية الاجتماعية والصحية في البلاد، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول قدرة الحكومة على مواجهة غضب الرأي العام المحلي.

اقرأ أيضاً: مشكلة تهدد الأسر البريطانية ومخاطرها تنذر بأزمة اجتماعية!

X